صيام العذراء هو من الأصوام المهمة والمحبوبة لدى فئة كبيرة من المسيحيين الممارسين مسيحيتهم ويكاد يقال أن الشعب المؤمن هو الذي وضعه على روزنامة الكنسيّة لأنه حتى القرن الحادي عشر لم يكن ضمن الأصوام المعمول بها بحكم القانون الكنسي، كما لا نجده في أي قانون من قوانين الصوم.
أهميته
إِنَّ هذا الصوم هو تحضير وتهيئة لعيد السيدة، عيد رقاد والدة المسيح الدائمة البتولية وانتقالها من هذه الحياة الوقتـية إلـى الحياة الأبديـة وهو يبدأ في اليوم الأول من شهر آغسطس يعني بكره باذن الله ويمتد حتى اليوم الخامس عشر منه وصوم السيّدة مرتبط بالصّوم الكبير، أي بصوم السيّد المسيح حيث صام أربعين نهاراً وأربعين ليلة، وبعدها واجه الشيطان وغلبه بقوّة الكلمةهذا ما فعلته أيضًا مريم العذراء التي كانت تسمع كلمة المسيح تتفكّر بها في قلبها وتعمل بها (راجع لوقا 2: 19، 8: 21 و10: 39) صوم السيّدة من تأسيس رسوليّ يسمّيه القدّيس ثيودوروس الستودينيّ صوم والدة المسيح المقدّس ويتعاطاه المؤمنون المحبّون للسيّدة وفضائلها كما يتعاطون الصّومَ الكبير،
قانون صوم السيدة
في هذا الصيام المقدس، يتم الامتناع عن تناول اللحوم والأسماك والبيض والألبان والأجبان وكل مشتقاتها، وكذلك الزيت المطبوخ على النار والاكتفاء بالعشب الطازج فقط (يسمح بتناول الزيت فقط في يوميّ السبت والأحد فقط). ولا يسمح بأكل السمك إلا في اليوم السادس من شهر آغسطس الذي يصادف عيد تجلي السيد المسيح ويسمح فيه السمك، الزيت ثم لاحقاً سمحت الكنيسة الأرثوذكسية بأكل الزيت عند الضرورة خلال فترة الصوم المبارك كما سمحت بنتناول ثلاث وجبات فطور وغذاء وعشاء كالعادة ولكن من دون الأطعمة التي تحتوي على اللحوم والمشتقات الحيوانية كما ذكرناها وهذا القانون هو متبع في صوم الرسل، الميلاد والعذراء ماعدا الصوم الكبير.
لماذا يصوم الاقباط صوم السيدة العذراء
ذكرت اسباب مختلفة لهذا الصوم كالاتى :
- قيل انه دعى بأسم " صيام العذراء " لا لآنها صامته او فرضته، وانما لآنه يوافق يوم صعود جسدها لذلك يعتبرونه كسند للطّهارة والتبتّل، ولهذا أكثر من يصومه هم المتنسّكون والرّهبان وقيل ان الكنيسة فرضته اكراما للسيدة العذراء , المطوبة من جميع الآجيال " لو 2 : 48 " وقيل ان الرسل هم الذين رتبوه اكراما لنياحة العذراء وقيل ان القديس توما الرسول بينما كان يخدم فى الهند , رأى الملائكة تحمل جسد ام النور الى السماء فلما عاد الى فلسطين , واخبر التلاميذ بما رأه , اشتهوا ان يروا ما رأى توما , فصاموا هذا الصوم فأظهر لهم الله فى نهايته جسد البتول , ولذلك دعى ب " عيد صعود جسد ام النور وقيل ان العذراء نفسها هى التى صامته , واخذه عنها المسيحيون الآوائل , ثم وصل الينا بالتقليد وقيل انه كان سائدا قديما , فأقره اباء المجمع المسكونى الثالث بالقسطنطينية سنة 381م , وطلبوا من الشعب ضرورة صومه وقد ذكر ابن العسال انه صوم قديم اهتمت به العذارى والمتنسكات ثم اصبح صوما عاما اعتمدته الكنيسة.