علق المفكر القبطي كمال زاخر في تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز» حول ما أثير من ضجة حول أولمبياد باريس، قائلًا، «على أنه علينا أن نملك شجاعة لمواجهة تلك التيارات بالرأي والحجة وقبلهما تقديم القدوة التي هى للأسف غائبة».
وبدأ «زاخر» كلمته بالقول: «ما حدث من استعراضات أوليمبياد باريس وردود الفعل الرافضة والمحتجة على احتوائه فقرات فيها تهكم على بعض المعتقدات الدينية يكشف وبجلاء الأزمة القائمة بين ثقافتين، ففرنسا تعد الدولة الأوروبية المتبنية التوجه العلماني، والتى وصفها عميد الأدب العربي د. طه حسين بلد الجن والملائكة».
وتابع: «وقيل فى تبرير اللوحة الاستعراضية التي تسخر من الرموز المسيحية، إنها تنطلق من لوحة عيد الآلهة التي رسمها جان هارمنز فان بيلجيرت، وفاتهم أن ذات اللوحة في الواقع هى سخرية من لوحة ليوناردو دا فينشي (العشاء الأخير)، التي تمثل الرموز محل الاستعراض، والتي تم رسمها قبل أكثر من 130 عامًا من عيد الآلهة».
وأضاف: «الضجة المُثارة طبيعية لأنها تعبر عن الهوة الشاسعة بين الذهنية المتدينة، والذهنية التي تتبنى الحرية في أقصى صورها، لكنها تكشف عن أزمة أعمق فى مجتمعات الحريات، وهي القبول بالتوجهات الشاذة سواء فى دوائر الالحاد أو العلاقات الجنسية خارج منظومة الزواج أو المثلية الجنسية، وادراجها ضمن محاور الحرية».
واختتم «زاخر»، قائلًا: «ولعل هذا الحدث وما أثاره من موجات غضب وسخط ينبه المؤسسات الدينية لقصورها وتقصيرها في مهمتها الروحية والدعوية بدلًا من الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار الذي سترتد لها بموجات إباحية إلحادية تقتحم بلادها وشبابها، وعلينا أن نملك شجاعة مواجهة تلك التيارات بالرأي والحجة وقبلهما تقديم القدوة التي هى للأسف غائبة عن المجتمعات المتدينة خاصة فى بلاد المشرق».
وعشان تبقي في الصورة
انتقادات واستنكارات واسعة وجهت ضد منظمي احتفالية الأوليمبياد بباريس، بسبب محاكاة لوحة العشاء الأخير ضمن عروض افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية التي أقيمت يوم الجمعة الماضي على ضفاف نهر السين شمالي فرنسا، وسط حضور غفير من الجماهير ووفود الدول المشاركة، واعتبر الكثير حول العالم أن العرض بمثابة سخرية من لوحة "العشاء الأخير" الشهيرة للفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي، حيث يظهر السيد المسيح في هذه اللوحة وهو يتوسط تلاميذه لتناول العشاء الأخير قبل القبض عليه ومحاكمته من قبل الرومان.
وقام السيد المسيح في هذا اليوم بتأسيس سر الإفخارستيا أحد أهم أسرار الكنيسة؛ لذلك يُعد هذا المشهد له قدسية كبيرة في قلوب مسيحيي العالم؛ وهو ما بدأ واضحًا خلال انتقادهم المشهد الذي قدمته فرنسا خلال عرض دراغ كوين الساخر، حيث ظهر فيه رجال يرتدون ملابس نسائية ويضعون مكياجًا، كما شمل الحدث، الذي استمر 3 ساعات، لوحات لراقصين شبه عراة، وتصويرًا لتوجهات جنسية مختلفة، وأقليات عرقية، واعتبره الكثيرون حول العالم من قادة سياسيين محافظين وشخصيات دينية أن هذا العرض يروج للمثلية ويسيء للمسيحية.
لقراءة الموضوع كاملًا:
بسبب السخرية من المسيحية والترويج للشذوذ... غضب مسيحي وإسلامي واسع من أولمبياد باريس