الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

على شاطئ العلمين..عالمين !

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 يُحكى أن سبب تسمية تلك المدينة بهذا الاسم ؛ يعود إلى قصه حب بين شاب وفتاة من قبيلتين مختلفتين، متنازعتين، وبعد قتلهما، اتفق الطرفان  على الصلح وأقاما علمين ؛ أي علم لكل قبيلة شهادة على السلام بينهما، ولكن تلك المدينة التي بدأت بالحب تحولت إلى ساحة اقتتال اثر الحرب العالمية الثانية ولكن يبدو أن الدولة المصرية أرادت أن يعود الحب إلى تلك المدينة الجميلة.
 

وكأن الدولة المصرية تروّج لتلك المدينة البديعة افريقيا وعربيًا، فالتقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى بالرئيس التشادي في العلمين، وأكد على عمق العلاقات بين البلدين خاصة مكانتهما في تجمع الساحل والصحراء وتفعيل عمل اللجنة المشتركة بين البلدين في أسرع وقت ممكن.
وفى نفس اليوم يلتقي الرئيس أيضًا بنظيرة الامارتى ؛ الشيخ محمد بن زايد وهو في إجازة صيفية في العلمين بدون مراسم استقبال رسمية، في جولة على شواطئ العلمين بين أهالي العلمين ورواد مهرجان العلمين الجديدة في لقاء أخوي يؤكد على عمق العلاقات المصرية الإماراتية  والود المتبادل بين البلدين، وكأن مصر ترسل رسالة في يوم واحد وهي أنها همزة الوصل بين العالم العربي والافريقى والغرب بسبب موقعها الجيوسياسى وبقدرتها علي التواجد والتوحيد  كقوي ناعمة، فمهرجان العلمين الذي يرتاده كثير من رموز الفن العربي والمصري ما هو إلا ممارسة لتلك القوي الناعمة التي تتقنها الدولة المصرية.

فمهرجان العلمين لم يقتصر فقط على الغناء والحفلات والموسيقى ولكنه شمل مشاركة كثير من الجامعات من كفر الشيخ وطنطا، وسباق الهجن، ونسخة مصغرة من معرض تراثنا للحرف اليدوية ولوحات رسم جسدت القضية الفلسطينية والموسيقى النوبية الأصيلة وإقامة عروض الأزياء، والهدف من المهرجان لا يقتصر على الترفيه فحسب، بل أنه دمج حقيقي للشباب خلال الفترة الصيفية ليشاهدوا الانجاز الحقيقي الذي قامت به الدولة المصرية ودمجهم في نشاطات كثيرة تُخرج منهم المواهب الحقيقية، كما أنه فرصة ترويجية هائلة وجذب لكل أنواع الاستثمار ؛ الأخضر والبيئي والسياحي لما تمتلكه تلك المدينة من مقومات تجعلها بقعة ساحرة على ساحل المتوسط.
تلك المدينة كانت مليئة بالألغام بعد الحرب العالمية الثانية وكانت صحراء جرداء يخشي المرء الاقتراب منها، خشية انفجار لغم من بقايا الحرب ولكنها تحولت إلى مدينة مليئة بالغناء والموسيقى العذبة والفن والجمال وأصبحت وجهة كثير من السائحين، ربما لا أشير إلى المجهود التي بذلته الدولة المصرية لتصل بتلك المدينة إلى التحضر والجمال وأن تكون باكورة المدن الجديدة الذكية ولكنها نقلتنا من عالم الحرب إلى عالم السلام والجمال، فلا مجال للعجب لأنها أصبحت لمسة الدولة المصري إذ ما ابتغت التغيير والبقاء.