تخيم على المنطقة مخاوف عدة بعد عملية اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في استهداف تعرض له في طهران، فهي خطوة تهدد مفاوضات الهدنة الجارية بين دولة الاحتلال والفصائل الفلسطينية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، إلى جانب زيادة التوترات الأمنية في المنطقة واتساع رقعتها، وهو ما دأبت مصر على التحذير منه منذ اندلاع الأزمة في أكتوبر الماضي.
وتعقيبا على الهجوم الإسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية واغتيال هنية، أدانت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، سياسة التصعيد الإسرائيلية الخطيرة، واعتبرت أن هذا التصعيد الخطير، ينذر بمخاطر إشعال المواجهة فى المنطقة بشكل يؤدى إلى عواقب أمنية وخيمة، محذرة من مغبة سياسة الاغتيالات، وانتهاك سيادة الدول الأخرى، وتأجيج الصراع في المنطقة.
بدورها، اعتبرت حركة حماس أن اغتيال هنية عمل إرهابي مكتمل الأركان وانتهاك للسيادة الإيرانية وتصعيد خطير وتوسيع لدائرة العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
وحول عواقب اغتيال هنية، يرى مراقبون أن الخطوة سوف تصعد من حدة التوترات الأمنية، وأن التنظيمات المسلحة التابعة لإيران في المنطقة، وخاصة في سوريا سوف تتأهب لاتخاذ أي رد تضامنا مع حركة حماس.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان اليوم، أن القوات الأمريكية استنفرت في القواعد العسكرية بسوريا، بالتوازي مع تحركات الميليشيات الإيرانية المتمركزة في غرب الفرات، حيث شهدت كل من القواعد المتمركزة بحقل العمر النفطي ومعمل كونيكو للغاز وخراب الجير والشدادي، استنفارا كبيرا، إضافة إلى قاعدة التنف، ورصدت القوات سربا من الطائرات المسيرة كانت في طريقها لاختراق أجواء منطقة الـ55، في حين عادت الطائرات باتجاه الأجواء العراقية.
وأضاف البيان، أن مناطق نفوذ الميليشيات الإيرانية شهدت استنفارا أمنيا مشددا، وإزالة للرايات من على المقرات، وإخفاء للآليات في بعض النقاط المكشوفة ابتداء من البوكمال عند الحدود السورية- العراقية وصولا إلى مدينة دير الزور مرورا بالميادين، إضافة إلى المواقع في البادية السورية والقريبة من قاعدة التنف الأمريكية. وجاءت عملية الاستنفار بالتوازي مع نشاط طائرات الاستطلاع المجهولة في سماء المنطقة.
قبل أيام قليلة، أكد رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تصريحات تلفزيونية، أن المليشيات الإيرانية موجودة في مناطق دير الزور وريف الرقة وريف حلب، وهو أمر لا تغفله قوات التحالف الدولي والولايات المتحدة الأمريكية، حيث زادت من حشودها العسكرية داخل الأراضي السورية، ومعها مضادات للدفاع الجوي خوفا من تكرار الهجوم على قواعدها العسكرية مجددا.
