شهدت إيران في الآونة الأخيرة سلسلة من الاغتيالات كان آخرها مقتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحماس التي أثارت قلقًا دوليًا، وتسببت في تصعيد كبير على الساحة السياسية والأمنية وتأتي هذه الاغتيالات في وقت تتزايد فيه التوترات الإقليمية والضغوط الدولية على طهران، مما يثير تساؤلات حول دوافع هذه العمليات وأثرها على استقرار البلاد.
وقال الدكتور طه سليمان، مدرس الفلسفة الدينية بجامعة حلوان، إن الحديث عن أثر الاغتيالات السياسية في المنطقة الإيرانية والدول الإسلامية بوجه عام هام من الناحية السياسية بالنسبة للشعوب أو الجمهور السياسي، ولنتحدث كثيرًا عما يمكن أن يوثر الاغتيالات على العلاقات السياسية بالدول المنافسة أو المجاورة، ولكن الأمر السياسي لم ينتظر الاغتيالات لكي يغير مسار فكره، وهذا لا يعني أن التوجه الدموي لا يحدث بلبلة وإنما هو ستارة أخرى لعمليات سيطرة أكبر، في إدارة تلك الدول، لأن الهدف الأساسي للسياسة وخاصة للدول الكبرى هو الحفاظ على دولة قوية فالأمر هو نوع من تقنين المصالح وتغيير المسار الفكري.
وأضاف سليمان في تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز، أن الاغتيالات التي تحدث في إيران تتورط فيها إيران ذاتها حتى وأن كان بشكل غير مباشر، لأن التاريخ وخاصة في الآونة الأخيرة يثبت أن الدول القائمة على العقائد الدينية لم تكن قادرة على بناء دولة قوية.
وتابع، أن اغتيال إسماعيل هنية في إيران لم يكون الأول بل هناك العديد من الاغتيالات منهم من أبناء إيران مثل مسعود علي محمدي، الذي قتل في 12 يناير 2010، وهو أستاذ مادة فيزياء الجسيمات في جامعة طهران، وذلك في انفجار دراجة نارية مفخخة عند خروجه من منزله في طهران، وقتل مؤسس الجمعية النووية الإيرانية مجيد شهرياري، الذي كُلّف بأحد أكبر المشاريع في المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، وذلك في طهران بانفجار قنبلة ألصقت بسيارته.
وأردف، كما قتل الجنرال في الحرس الثوري حسن طهراني مقدم، وذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز الأميركية"، أن عملاء سابقين في الاستخبارات الأميركية قالوا، إن مقتل مقدم ناجم عن عملية نفذتها الولايات المتحدة وإسرائيل وهناك العديد من الاغتيالات سواء من داخل إيران أو من ضيوف إيران.