"على نغمات الربابة والمزمار وأغنية الأقصر بلدنا".. شهدت محافظة الأقصر، إقامة فعاليات النسخة الأولى من مهرجان المانجو، شعار«معا لوضع الأقصر على خريطة مصر الزراعية» وهو المهرجان الذي أصبح كرنفالًا متنوعًا يقام لأول مرة على أرض المحافظة، تزامنا مع اليوم العالمي للمانجو، واحتضنته مكتبة مصر العامة بجوار طريق الكباش الفرعونى، الممتد بين معبدى الكرنك والأقصر، تحت رعاية المهندس عبد المطلب عمارة محافظ الإقليم.
في بداية الفعاليات، اصطف الأطفال بالزي الفرعوني، لاستقبال ضيوف المهرجان فى مشهد إبداعي وحضارى أبهر الحضور، الذين تفاعلوا على أنغام الربابة والتنورة والمزمار البلدي، أثناء مشاركتهم في فعاليات المهرجان، التي تضمنت ورش تعليم تجفيف المانجو، وورشة رسم للأطفال، ومعرض للشيف العالمي خالد عبدالفتاح للرسم على الفواكه، ومعرض صور للمصور الصحفي رضوان أبوالمجد، حمل عنوان ( منجاوى)؛ بقاعة مكتبة مصر العامة، وضم المعرض 40 صورة للمزارعين ولثمار المانجو من عدة مزارع فضلا عن العديد من الصور من داخل مزرعة الملك فاروق؛ بقرية المطاعنة بإسنا لتسليط الضوء على محصول المانجو.
كما شمل المهرجان، العديد من الفعاليات الفنية والثقافية والتراثية أبرزها حلقات تحطيب ورقص خيول ومعرض لشتلات المانجو، بالإضافة إلى معرض لبيع المانجو بأسعار مدعمة ومخفضة والذى ضم أكثر من 13 نوع من أنواع المانجو التى تعتبر ملكة الفاكهة، أهمها الزبدة والعويسي والبلدي والصديقة والتيمور والفص والبلدى، بالإضافة إلى ورشة لتعليم السيدات كيفية تجفيف المانجو بطريقة صحيحة بمشاركة 120 سيدة ، وورشة للرسم خاصة بالأطفال، كما تم توزيع نحو 5 آلاف لتر مانجو فريش على المواطنين في شوارع الأقصر، ونحو 2 طن مانجو على عمال النظافة والغير قادرين، بالإضافة إلى الفقرات الفنية التي اختتمت الحفل وأشعلت حماس الحضور، حيث أحياها كلاً من المنشد أحمد حسن والفنان كريم حراجى، والفنان محمود جمعة، الفنان جابر المبلي، الفنان الْمُطْرِبُ عمَارَ حسانى، الفنان محمد لامور، بالإضافة إلى فرقة الاقصر للفنون الشعبية.
واستبق فعاليات المهرجان، إقامة جلسة تصوير للترويج للمهرجان جسدت عدد من الأطفال يرتدون الزي الفرعوني، ويرسمون ضحكات جميلة على وجوههم، وهي الجلسة التي صورها الشاب "محمود دونبه" صاحب الـ23 عاما والتي قال عنها « استغرقت ساعة واحدة فقط وحبينا نشوف فكرة حلوة للترويج عن المهرجان خاصة أنه لأول مرة يحصل في الأقصر والزي الفرعوني مناسب للمكان وللمحافظة، وبالفعل الفكرة جات في لحظة واستعنا بـ7 أطفال متطوعين ولبسناهم الزي الفرعوني، وفي خلال دقايق كل حاجة كانت خلصت وطلعت بالشكل الجميل دا».
أما عن حضور المهرجان، كان على رأسهم الحاج محمد العقاري نقيب الفلاحين، والمهندس عادل زيدان رئيس المهرجان، ومحمد حساني مدير مكتبة مصر العامة، والدكتور باسل عادل رئيس كتلة الحوار، وبعض القيادات التنفيذية والتعليمية والشعبية والمجتمع المدنى والجمعيات والمؤسسات والقيادات المجتمعية المحلية والإعلام والصحافة، والآلاف من أهالي الأقصر.
كواليس المهرجان
وحول تفاصيل وكواليس الكرنفال الذي احتضنته الأقصر لأول مره، قال المهندس عادل زيدان، رئيس المهرجان، أن الهدف من المهرجان هو التوسع في زراعة محصول المانجو بمحافظة الأقصر، وهي محافظة رائدة ومتقدمة في المجال الزراعي ولا سيما بعض المنتجات الزراعية التي اشتهرت بها المحافظة واحتلت بها مراكز متقدمة بين محافظات مصر مثل الطماطم والموز والمانجو والذرة الشامية وقصب السكر، وأن من أهم تلك المحاصيل محصول فاكهة (المانجو) حيث تدخل محافظة الأقصر ضمن أهم 7 محافظات في مصر في زراعة وإنتاج فاكهة المانجو حيث يزرع بها نحو 17 نوعا ويتم تصديرها لبعض دول العالم.
رئيس المهرجان : نستهدف وضع الأقصر على الخريطة الزراعية بمصر
وأضاف زيدان، أن المانجو يعد واحدا من أهم المحاصيل الاستراتيجية التي تساهم في زيادة الصادرات المصرية مما يساعد في تحقيق نمو ملحوظ للاقتصاد القومي، وتوفير فرص عمل للشباب الخريجين والمنتجين الزراعيين، مؤكدا على أهمية وضع محافظة الأقصر على الخريطة الزراعية في مصر، ودعم المحاصيل القابلة للتجفيف وتصديرها للخارج، مؤكداً أن المهرجان سيعمل خلال النسخ المقبلة على المساهمة في في مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي وزراعة 100 مليون شجرة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
وأشار زيدان، إلى أنه تم خلال المهرجان تدشين مبادرة "ازرع مانجو" والبداية ستكون بزراعة 300 فدان بمدينة إسنا كمرحة أولى من أصل 1000 فدان مستهدف خلال 5 سنوات، حيث يدعم المهرجان فى نسخته الأولى توجهات القيادة السياسية، في أهمية إنشاء مجتمعات صناعية وزراعية وعمرانية جديدة، بجانب توفير المزيد من فرص العمل لشباب الخريجين والمنتجين الزراعيين، والمساهمة في التعريف بمقومات المحافظة السياحية والتجارية والزراعية، كما أن إقامة معرض الصور لشباب المصورين على هامش مهرجان المانجو فى نسخته الأولى؛ جاء لتشجيع الاستثمار الزراعي وزيادة الرقعة الزراعية والتحفيز على التصدير، وتوفير فرص العمل المختلفة، ودعوة كبار المستثمرين في المجال الزراعي الي ضخ استثمارات زراعية.
فيما أكد محمد عبد اللطيف الصغير، المنسق العام للمهرجان، أن مهرجان المانجو فى نسخته الأولى، ضم العديد من الفعاليات والفقرات الفنية لعدد من النجوم من أجل إسعاد أهالى الأقصر، وكان له دور في توجيه رسائل هامة ومتميزة عن المحافظة؛ مؤكدًا على الدور الكبير لجميع فئات المجتمع الأقصري في دعم المهرجان بالحضور بمكتبة مصر العامة، مشيراً إلى أنه سيتم تنظيم عدة مهرجانات زراعية لتنضم لأجندة المهرجانات في الأقصر، تعمل على دعم المحاصيل الزراعية القابلة للتجفيف والتصنيع بهدف التصدير لجلب عملة صعبة، مما يساهم في زيادة الصادرات وتوسيع الرقعة الزراعية للمانجو، حيث تحتل الاقصر المركز السابع بين اكثر المحافظات انتاجا لثمار المانجو.
الصغير :المهرجان محطة ترويجية لثمار فاكهة المانجو ونقطة انطلاقة نحو تطوير آلية تسويقها
وأضاف المنسق العام للمهرجان، أنه جرى الإعداد لملف مهرجان الأقصر للمانجو في نسخته الأولى باشتراك عدة جهات وومثلي الوزارات تحت رعاية محافظ الاقصر، لتحقيق الاستفادة الكاملة في تنظيم فعاليات المهرجان، حيث تمت دراسة الملف دراسة كاملة لوضع رؤية شاملة في تنفيذ نسخة المهرجان الأولى حتى يحقق الهدف المرجو منه، خاصة وأن إدارة المهرجان تسعى أن يكون المهرجان هو أول مهرجان زراعي - سياحي – متنوع، لكل أهل محافظة الأقصر وزائريها من السياح، لافتاً إلى أن المهرجان فتح ابوابه للجميع، باعتباره مهرجان الأقصر لكل أهل الأقصر، حيث أن الهدف الرئيسي من المهرجان نشر البهجة والفرحة وإسعاد أهالى المحافظة، كما يعد المهرجان محطة ترويجية لثمار فاكهة المانجو ونقطة انطلاقة نحو تطوير آلية تسويقها كونها من المحاصيل ذات الجودة العالية التي تحظى بإقبال واسع من قِبل المستهلك محلياً وخارجياً بالإضافة إلي جذب الاستثمار في الصناعات الزراعية المحلية.
وأشار الصغير، إلى أن المهرجان جاء تزامنا مع اليوم العالمي للمانجو حيث يشهد العالم احتفالات متنوعة، واستهدف تسويق منتج المانجو والترويج لمحافظة الأقصر سياحيًّا وفتح آفاق استثمارية جديدة في مختلف المجالات، ومنها الزراعة التى تشتهر بها الأقصر والتى تحقق في هذا المجال نجاحات كبيرة من خلال تجفيف الطماطم والفلفل وتصديرها للأسواق العالمية، بالإضافة إلى محصول العنب والمانجو والبلح.
من جانبه، أوضح محمد العقارى، نقيب الفلاحين، أن مصر شهدت هذا العام طفرة غير مسبوقة في إنتاج المانجو، مشيرًا إلى أن ارتفاع درجات الحرارة ساهم في تسريع نضج مختلف أنواع المانجو في وقت متزامن، مما أدى إلى زيادة كبيرة في العرض وانخفاض الأسعار بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بالعام السابق، مضيفا أن أسعار المانجو هذا الموسم تتراوح بين 15 و35 جنيهًا للكيلو لمعظم الأنواع، معربًا عن تفاؤله بنجاح الموسم التصديري بفضل توافر المانجو بجودة عالية ونضج مثالي.
وأضاف العقاري، أن محافظة الأقصر هذا العام شهدت إنتاجًا كبيرًا من المانجو في نفس توقيت محافظة الإسماعيلية، مما أدى إلى ضخ كميات كبيرة في الأسواق، موضحا أن هناك زيادة في الإنتاج هذا العام بنسبة تتراوح بين 35% إلى 40%، وفي بعض الأصناف الأكثر شيوعًا تصل الزيادة إلى 60% من الإنتاج.
فيما أكد الدكتور باسل عادل رئيس كتلة الحوار، على أن مهرجان المانجو الأول بالأقصر، ألقى الضوء على التحول الكبير فى مجال الزراعة بالأقصر، والتى صدرت العديد من المحاصيل الزراعية ومنها الطماطم والمانجو والفلفل والعنب والمانجو للأسواق العالمية، موضحا أن هذا الموسم يعتبر فرصة استثمارية للمانجو، إذ أصبحت الأسعار في متناول الجميع، وتراوحت أسعار الأنواع الشائعة بين 15 و35 جنيهًا، في حين كانت تصل في الأعوام السابقة إلى من 60 جنيها، موضحًا أن زيادة الإنتاجية وانخفاض الأسعار يعودان إلى اتساع مساحة زراعة المانجو في الأقصر بجانب محافظتى الاسماعيلية وأسوان، مما أدى إلى توافر كميات كبيرة من المانجو في السوق.
في نفس السياق، أعرب محمد حساني مدير عام مكتبة مصر العامة بالأقصر، عن سعادته بأن يكون المهرجان الأول للمانجو بالأقصر بالمكتبة وتحديدا في المسرح الرومانى الذى يطل على طريق الكباش الفرعوني، معبرا عن شكره للمهندس عبد المطلب عمارة محافظ الأقصر، لرعايته المهرجان ودعمه لخلق فرص اقتصادية ورفع التنافسية بين المنتجين للفاكهة بمختلف أنواعها ولتعزيز دور التنمية الزراعية.
