أكد الكاتب الأمريكي ستيفن سيمون، في مقال رأي بصحيفة /نيويورك تايمز/ الأمريكية، أنه يجب على الولايات المتحدة أن تقول لإسرائيل "لا" لوقف نشوب حرب في لبنان.
وقال سيمون، الباحث في معهد كوينسي لسياسات الحكم الرشيد، إنه مع تزايد التوتر بين إسرائيل وحزب الله، لا يرغب أي من الجانبين في حرب شاملة. ولكن من الممكن أن تنفجر هذه الحرب عن غير قصد ــ نتيجة لهجوم على غرار الذي وقع في مجدل شمس بمرتفعات الجولان السبت الماضي على سبيل المثال ــ أو عن عمد، إذا رأت إسرائيل فرصة ما بعد غزة للتخلص من عدو آخر لها.
وأشار سيمون في مقاله إلى أنه في أفضل الأحوال، فإن وقف إطلاق النار في حرب إسرائيل في غزة من شأنه أن يدفع حزب الله إلى وقف إطلاق الصواريخ على الدولة اليهودية، وسوف تتلاشى احتمالات الحرب.
وأوضح سيمون أنه إذا مضت إسرائيل إلى أبعد من الهجمات التي شنتها حتى الآن على الأراضي اللبنانية وأطلقت عملية كبرى للقضاء على حزب الله، وهو ما حث عليه أعضاء اليمين في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن هذا الأمر سيكون مدمرا.
وقال الكاتب الأمريكي إن الصراع من شأنه أن يمزق المجتمع اللبناني، الذي يعيش بالفعل حالة من الانهيار الاقتصادي، ويشعل شرارة أزمة إنسانية يتعين على الولايات المتحدة وغيرها من الدول أن تتحمل تكاليفها، ويطلق هجمات متزايدة ضد المصالح الأمريكية في العراق وسوريا وأماكن أخرى، ويدفع العنف الذي تشنه قوات الحوثيين في اليمن إلى مستويات أعلى. وإلى جانب كل ذلك، فمن المرجح أيضا أن يفشل في القضاء على حزب الله.
وأضاف أن الولايات المتحدث تحتاج إلى أن توضح لإسرائيل أنها لن توافق على مثل هذه الحرب أو تسهلها من خلال توريد الذخائر، أو الانضمام إلى الجيش الإسرائيلي في الهجمات ضد حزب الله أو توفير غطاء دبلوماسي لمقتل المدنيين.
وبحسب سيمون، ثبطت الولايات المتحدة حتى الآن عزيمة إسرائيل عن خوض حرب ضد حزب الله إلى حد كبير من خلال التأكيد على التكاليف التي ستتكبدها إسرائيل. ولكن يمكن الافتراض أن الإدارة الأمريكية لا تريد تحمل المسؤولية عن مأساة إنسانية أخرى.
وأكد أنه يجب على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أن تضع حدا للتفكير في مثل هذه الحرب، وأن تكون صريحة في أن الوعود الإسرائيلية بحرب محدودة لن يكون لها مصداقية كبيرة بعد مقتل ما يقرب من 40 ألف شخص في غزة والدمار الهائل هناك.
وشدد سيمون على أن وقف إطلاق النار في غزة هو السبيل الأكثر أمانا لنزع فتيل التوترات في الشمال.
وقال إنه يأمل أن يكون رد إسرائيل على "لا" استباقية من واشنطن هو التخلي عن أي خطط لشن هجوم شامل، موضحا أنه من الممكن أن يحشد نتنياهو المؤيدين في الكونجرس وكذلك في حملة المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية دونالد ترامب لمهاجمة الإدارة وإجبارها على التعهد بدعم أي شيء تختار إسرائيل القيام به في لبنان.
وأضاف سيمون أنها في نهاية المطاف سنة انتخابية، وقد لا تكون التكلفة السياسية المترتبة على تحدي الحكومة الإسرائيلية مجدية لحملة نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة المحتملة للحزب الديمقراطي كامالا هاريس.
ولكن هناك مخاطر على إسرائيل أيضا. فإذا قررت إسرائيل مواجهة الإدارة الأمريكية الآن وفازت هاريس في الانتخابات، فإن الديمقراطيين الغاضبين سوف يعقدون العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل في المستقبل.
بوابة العرب
نيويورك تايمز: على الولايات المتحدة أن تقول لإسرائيل "لا" لوقف نشوب حرب في لبنان
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق