الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

بين التوقع والتحريم.. الأزهر والكنيسة في مواجهة ليلى عبداللطيف

ليلى عبد اللطيف
ليلى عبد اللطيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي على نطاق واسع توقعات خبيرة التوقعات اللبنانية ليلى عبد اللطيف خاصة بعد انسحاب بايدن من الانتخابات الرئاسية ضد دونالد ترامب و أصبحت نائبة الرئيس الأمريكي كاميلا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي، والتي أعلن بايدن تأييده لترشحها حيث ظهرت إلى الواجهة مرة أخرى وتداول رواد السوشيال  فيديو سابق لها بشأن توقعاتها لما قد يحدث في الانتخابات الأمريكية.

وعلق  الدكتور صفوت محمد عمارة، أحد علماء الأزهر الشريف على هذا الأمر وقال :  إنّ علم الغيب لا يعلمه إلا اللَّه، وأحداث المستقبل من الأمور الغيبية التي استأثر الله بعلمها، قال تعالى: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النمل:65]، ومن الدجل أن يدعي البعض إطلاعه على علم الغيب بالنجوم وما سيجري في غدٍ؛ فيجب على المؤمن أن يتوخى الحذر ويلتزم بالشرع ويتجنب ما نهى اللَّه عنه، ولقد حذرنا النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم من التصديق بالنجوم وهو ما يعرف بالتنجيم فعن أبي إمامة رضي اللّه عنه، أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «إنَّ أخوف ما أخاف على أمتي في آخر زمانِها النجومُ، وتكذيب بالقدر، وحيفُ السلطان» [صححه الألباني].

وأضاف «عمارة»، فى تصريحات خاصة للبوابة نيوز، أنّ علم الفلك له دراسات مستقرة ويدرس في جامعات وأكاديميات ويطلق عليه «أسترولوجي» وهو المعروف والمتعلق بالمسافات بين النجوم، ويختلف تماما عن التنجيم والتنبؤ؛ فعلم الفلك هو الذي يهتم بدراسة علمية لجميع ما في السماء من نجوم وكواكب وأقمار وشهب بالإضافة إلى المجرات وغيرها، وبرع قدماء المصريين في علم الفلك فاستخدموه في بناء الأهرامات والمعابد، أما التنجيم فهو مجرد اعتقاد بأن حركة الأجرام السماوية لها تأثير على طبيعة البشر، ويعد التنجيم مهنة يمتهنها بعض الاشخاص من اجل الكسب المادي بادعاء علم الغيب الذي لايعلمه الا اللَّه.

وأكد الدكتور صفوت عمارة، أنَّ مقولة”كذب المنجمون ولو صدفوا” معناها يحمل الكثير من الصحة، لأن المنجم يدعي بأنه يعلم الغيب، وقد يفتن البسطاء عند مصادفة كلامه للواقع، ولا يعني وقوع ما تنبأ به؛ أنه صادق بل هو كاذب في ادعاءه بعلم الغيب لأنه لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى،  والتصديق بأفكار هؤلاء المنجمين المشعوذين يُعد خللًا في العقيدة، والإيمان بالغيب أول صفات المؤمنين التي ذكرها اللَّه تعالى في سورة البقرة.

وتابع «عمارة»، أنَّ الشرع حذر من التنجيم ونهى عنه وأمر بعدم التعلق بالخرافة وألا تكون عقلية الإنسان المسلم مبنية على التفكير الخرافي، وأن ما يتعلق بسمات الإنسان وصفاته بناءا على تاريخ ميلاده، وتقسيم السماء لـ 12 برج بعد التوصيل بين الكواكب، وقد أقسم بها الله سبحانه وتعالى، في قوله: «وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ» [البروج: 1]، وقال المفسرون أن البروج هي الأبراج الاثني عشر المعروفة وبينوا أنها منازل الشمس والقمر.

وأشار الدكتور صفوت عمارة، إلى أنَّ القراءة في صفات الأبراج جائزة شرعا لأنها ليست تدخلا في قوانين اللَّه ولا خصائص الناس، فهي تعلم الشخص بعض الصفات التي وضعها اللَّه في الناس، وهذه الصفات بالتتبع وليست من الضرب بالغيب، فكل مولود في مكان معين له صفات، لكن هذه الصفات أغلبية وليست قطعية، وغالبًا ما نرى أن صفات أصحاب البرج الواحد تختلف من شخص لآخر لأنها غير قائمة على علم، وإنما هي مجرد احتمالات.

وعلق القس يوساب عزت 
استاذ الكتاب المقدس والابائيات بالكلية الاكليريكية والقانون الكنسي بالمعاهد الدينية على هذا الموضوع وقال : من المحزن ان نجد الكثيرين يجرون وراء الخرافات و ينصرفون عن الحق ( لأنه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح بل بحسب شهواتهم الخاصه يجمعون لهم معلمين مستحكه مسامعهم , فيصرفون مسامعهم عن الحق و ينحرفون الي الخرافات ) [ 2 تي 4 : 4 ] لذلك نصح القديس بولس الرسول تلميذه تيموثاوس بالحزم في مواجهه هذه الأمور قائلا ( اما الخرافات الدنسه العجائزيه فأرفضها و روض نفسك للتقوي ) [ 1 تي 4 : 7 ]

تابع " يوساب " فى تصريحات خاصة للبوابة : يحرم الكتاب المقدس الغيبيات - تحريمًا قاطعًا - بكل أشكالها، وعلى اختلاف أنواعها، بل يوضح أن من يسلك فيها تكون نهايته النار الأبدية، وذلك لأننا بواسطة عمل السحر نهين اسم الله، ونستعين بالشيطان للقيام بالأعمال التى ينهانا الله عنها.

أ- النهى عن اللجوء إلى الغيبيات: «لا تَتَعَلمْ أَنْ تَفْعَل مِثْل رِجْسِ أُولئِكَ الأُمَمِ. لاَ يُوجَدْ فِيكَ مَنْ يُجِيزُ ابْنَهُ أَوِ ابْنَتَهُ فِى النَّارِ، وَلاَ مَنْ يَعْرُفُ عِرَافَةً، وَلاَ عَائِفٌ وَلاَ مُتَفَائِلٌ وَلاَ سَاحِرٌ، وَلاَ مَنْ يَرْقِى رُقْيَةً، وَلاَ مَنْ يَسْأَلُ جَانًّا أَوْ تَابِعَةً، وَلاَ مَنْ يَسْتَشِيرُ الْمَوْتَى، لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مَكْرُوهٌ عِنْدَ الرَّبِّ. وَبِسَبَبِ هذِهِ الأَرْجَاسِ، الرَّبُّ إِلهُكَ طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ» (تثنيه 10:18-12). «لاَ تَلْتَفِتُوا إِلَى الْجَانِّ وَلاَ تَطْلُبُوا التَّوَابِعَ (أى السحرة)، فَتَتَنَجَّسُوا بِهِمْ» (لاويين 31:19).
ب- العِرافة خطية: «لأَنَّ التَّمَرُّدَ كَخَطِيَّةِ الْعِرَافَةِ، وَالْعِنَادُ كَالْوَثَنِ وَالتَّرَافِيمِ. لأَنَّكَ رَفَضْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ رَفَضَكَ مِنَ الْمُلْكِ» (صموئيل الأول 23:15).

ج- الذى يلجأ إلى الغيبيات نهايته النار الأبدية:

مضيفا : «وَأَمَّا الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالرَّجِسُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ، فَنَصِيبُهُمْ فِى الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ» (رؤيا يوحنا 8:21) وهناك عقوبات نصتها قوانين الكنيسة لمن يتبع السحر والعرافة ففي القانون الثاني والستين من الكتاب الأول للآباء الرسل" ساحر، أو منجم، أو صاحب اسطرلاب أو من يقول بالساعات أو باختيار الأيام أو حاو، أو صانع في الفطريات أو من يحزن بشيء من الآلات أو مفسر الاختلاجات أو من يتطاير ( يتفاءل) بطير السماء وفي القانون الثامن والعشرين من الكتاب الأول للآباء الرسل: المنجم صاحب الأصطرلاب
(جهاز لرصد النجوم والأجرام) أو العراف أو مفرق جماعة او يشتري كتابا من كتابين أي الذين يعملون الكتب) أو صانع في الفطرية، فليكف أو يخرج.

اختتم: و في القانون الثالث "للقديس اغريغوريوس أسقف نيصص": لأن اللاجئين إلى المنجمين والمقسمين مدفوعين بعدم إيمانهم يجب معاملتهم كالساقطين من الإيمان بملء إرادتهم أما إن لجؤوا إليهم لنقص في مداركهم أو مدفوعين بأمل كاذب في انكشاف يُعاملون معاملة الساقطين تحت وطأة الاضطهاد.