اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عددها الصادر صباح اليوم الأربعاء أن التصعيد الإقليمي لمخاطر حرب أوسع نطاقًا بات أقرب إلى أفق منطقة شديدة الاضطراب خاصة بعدما أعلنت إسرائيل قبل ساعات أنها قصفت أهدافًا لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أدى إلى مقتل أحد عناصره.
وذكرت الصحيفة -في مستهل مقال تحليلي- أن شخصًا واحدًا على الأقل لقى حتفه بينما أُصيب العشرات في غارة جوية ضربت حيًا مكتظًا بالسكان في الضواحي الجنوبية لبيروت وقالت إسرائيل حول هوية القتيل إنه قائدًا كبيرًا في حزب الله كان على علاقة بهجوم صاروخي أسفر عن مقتل 12 طفلًا في مرتفعات الجولان المحتلة من قبل إسرائيل خلال عطلة نهاية الأسبوع. ومع ذلك، لم يكن من الواضح ما إذا كان المسئول في حزب الله فؤاد شكر من بين الضحايا.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن الرد الإسرائيلي كان متوقعًا، إلا أنه أثار مخاوف جديدة من التصعيد الإقليمي حيث تخوض إسرائيل معارك على جبهتين إحداهما الحرب في قطاع غزة والأخرى عبر الجبهة الشمالية وحزب الله.
وتابعت الصحيفة: " كان الصراع الأول غير مسبوق في نطاقه ودماره، حيث دمر الجيش الإسرائيلي جزءًا كبيرًا من قطاع غزة وقتل عشرات الآلاف من المدنيين، وفقًا لمسئولي الصحة في القطاع في حين لم يتطور الصراع الأخير بعد إلى حرب شاملة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى حذر الخصوم في كل من لبنان وإسرائيل، فضلًا عن الدبلوماسية اليائسة للولايات المتحدة وشركائها الإقليميين".
وأوضحت الصحيفة، نقلًا عن مراسيليها على الأرض، أن لبنان كان يستعد للحرب منذ يوم السبت الماضي، عندما أصابت قذيفة ملعب كرة قدم مليئًا بالأطفال في منطقة مجدل شمس في مرتفعات الجولان المحتلة، ورغم أن إسرائيل ألقت باللوم على حزب الله على الفور وتعهدت بدفع ثمن باهظ، نفى حزب الله وقوفه وراء الضربة. وفي يوم أمس الثلاثاء، بينما تبادل الطرفان إطلاق النار، قالت إسرائيل إن مدنيًا قُتل بعد إصابته بشظايا في إحدى هجمات حزب الله الصاروخية.
وفي واشنطن، جددت إدارة الرئيس جو بايدن دعمها لإسرائيل لكنها أعربت عن أملها في ألا تتفاقم التوترات أكثر. وفي مؤتمر صحفي قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير "لا نعتقد أن الحرب الشاملة أمر لا مفر منه. نعتقد أنه يمكن تجنبها من خلال الدبلوماسية" فيما أدان وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب الضربة الإسرائيلية على بيروت وحذر حزب الله من خطواته التالية. وقال بو حبيب: "نأمل أن يكون أي رد متناسبًا وألا يكون أكثر من ذلك، حتى تتوقف هذه الموجة من القتل والضرب والقصف".
وفي حين تستعد إسرائيل لتصعيد جديد، فإنها تجد نفسها أيضًا تتجه نحو صدام أقرب إلى الداخل، ففي يوم أمس الأول، شارك متظاهرون من اليمين المتطرف ونائب إسرائيلي واحد على الأقل في اقتحام قاعدة سدي تيمان العسكرية في صحراء النقب احتجاجًا على احتجاز الجيش الإسرائيلي لتسعة جنود احتياطيين يشتبه في مشاركتهم في تعذيب معتقلين فلسطيني. كما اقتحم متظاهرون من اليمين المتطرف قاعدة بيت ليد العسكرية في وسط إسرائيل، حيث يُزعم أن بعض هؤلاء الاحتياطيين محتجزون. وقامت قوات الأمن بتطهير المنطقة مساء أمس الأول غير أن هذه الاضطرابات تعد دليلًا واضحًا على تنامي الخلافات داخل المجتمع الإسرائيلي والسياسة الإسرائيلية.
وفي ظل الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، اعتقل الجيش الإسرائيلي آلاف الفلسطينيين من المنطقة. وبحسب الصحيفة، فإن "معسكرات الاعتقال العسكرية مثل سدي تيمان ظلت بمثابة نقطة احتجاز أولية للفلسطينيين المعتقلين في غزة. وبعد أسابيع، وأحيانًا أشهر من الاعتقال، يتم نقل أولئك الذين يُزعم لاحقًا أنهم على صلة بالجماعات المسلحة إلى نظام السجون الإسرائيلي ويتم إطلاق سراح آخرين دون توجيه اتهامات إليهم، وغالبًا يكون ذلك بعد أسابيع من الإساءة والاستجواب، وفقًا لشهادة المعتقلين السابقين".
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن القصص التي خرجت من داخل هذه المرافق صدمت جماعات حقوق الإنسان حيث تحدثت التقارير عن الإيذاء البدني المتكرر والحرمان الحسي، وحتى الاعتداء الجنسي. وقال خالد محاجنة، أول محامٍ يزور المعتقلين في سدي تيمان، لمجلة +972، وهي مطبوعة إسرائيلية، في الشهر الماضي: "الوضع هناك أكثر فظاعة من أي شيء سمعناه عن أبو غريب وجوانتانامو".
وتابعت: "السلطات الإسرائيلية أعلنت في أوائل يونيو الماضي، بعد أشهر من التدقيق الدولي المتزايد والتحديات القانونية المحلية، أنها بدأت في نقل مئات المعتقلين من غزة إلى مرافق أخرى يديرها الجيش وجاء هذا التطور استجابة لعريضة أمام المحكمة العليا الإسرائيلية تطعن في شرعية مركز الاحتجاز وتدعو إلى إغلاقه بسبب مزاعم الإساءة والتعذيب".
بوابة العرب
واشنطن بوست: التصعيد الإقليمي يلوح في أفق منطقة شديدة الاضطراب
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق