يُشكل فصل الصيف تهديدًا ليس فقط في أضرار الاحتباس الحراري ودرجات الرطوبة، ولكن مع توارد ظواهر جديدة لي البيئة، حيث يشكل خروج العقارب والثعابين بشكل كبير من الجحور تهديدًا أيضا على حياة البشر.
وهو ما حدث في الوادي الجديد حيث أعلنت مديرية الشئون الصحية هناك، أمس الثلاثاء، رصد 13 حالة لدغ عقارب وثعابين من أول شهر يوليو الجاري.
لم تكن تلك المرة الأولي ففي 2021 عاني أيضا أهالي أسوان من لدغات العقارب والثعابين بعد هطول الأمطار الرعدية وخروجهم من الجحور.
أرقام هامة
بحسب منظمة الصحة العالمية يُقدّر عدد الأشخاص الذي يتعرضون للدغات الثعابين حول العالم بنحو 5،4 مليون شخص سنويًا، ينجم عنها ما يتراوح بين 1،8 و2،7 حالة تسمّم.
يلقى ما بين 410 81 إلى 880 137 شخصًا مصرعهم كل عام بسبب لدغات الثعابين التي تسبب أيضًا نحو ثلاثة أضعاف ذلك من حالات بتر الأطراف وغيرها من حالات العجز الدائمة سنويًا، بحسب المنظمة.
وأضافت أنه يمكن أن تتسبّب لدغات الثعابين السامة في الإصابة بشلل قد يعيق التنفس، واضطرابات نزفية يمكن أن تؤدي إلى نزف مميت، وفشل كلوي يتعذّر تداركه، وتلف في الأنسجة يمكنه إحداث عجز دائم وقد يسفر عن بتر الأطراف في بعض الأحيان.
يعدّ المزارعون والأطفال أشدّ الفئات تضرّرًا من لدغات الثعابين.
وكثيرًا ما يعاني الأطفال من آثار أشدّ وطأة من البالغين بسبب انخفاض كتلة أجسامهم.
90 حالة لدغ خلال شهري يونيو ويوليو
وقال الدكتور هشام بكر هارون وكيل وزارة الصحة والسكان بالوادي الجديد، إنه جرى تسجيل 9 حالات لدغ عقرب و4 حالات لدغ ثعبان من أول شهر الجاري بإجمالي 13 حالة لدغ على مستوى مراكز وقرى المحافظة وارتفاع حالات اللدغ الفترة الحالية بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
بجانب احصائيات الشهر الجاري كانت أعلنت مديرية الشئون الصحية بمحافظة الوادي الجديد، عن رصد 78 حالة لدغ عقرب وثعابين خلال 22 يومًا من أول شهر يونيو الماضي، اي أن الحالات المعلنة خلال شهرين 90 حالة لدغ.
يذكر أن محافظة الوادي الجديد تمثل ٤٤% من مساحة مصر وتمتلك مساحات كبيرة من الأراضي الصحراوية، وتنشط بها حركة العقارب والثعابين طوال فصل الصيف، لارتفاع درجة الحرارة التي تضطر فيها الزواحف إلى الخروج من جحورها.
أفعى الطريشة
وتعد أفعى «الطريشة» من أخطر أنواع الأفاعى في صحراء الوادي الجديد، وتعيش في الصحارى الرملية، ويبلغ متوسط طولها ما بين 30 إلى 60 سم ولا يزيد طولها عن 85 سم، ودائما ما تكون الأنثى أطول من الذكر، وتعرف بعينيها البارزة وقرنين فوقهما ولون جلدها الأصفر أو الرمادي الشاحب، ويطلق عليها البعض "أم جنيب" لأنها تسير على إحدى جانبيها.
جسم ثعبان الطريشة عريض وذيله قصير ورأس عريض، وتتواجد غدد السم فوق جانبي رأس الثعبان ولذلك يبدو رأس الثعبان أكثر عرضا.
لدى ثعبان الطريشة قدرة عالية علي ضم جسده مثل السوستة، يتمكن من القفز السريع حيث يمكنه القفز لعدة أمتار بالثانية الواحدة، لذا يرتدي بعض الأعراب بالصحاري قفازات وغطاء للوجه لتفادي قفزات الطريشة وبخ سمها القاتل في الفريسة.
أحيانًا يمكنها أن تصيد فريستها عن طريق دفن جسدها بالكامل داخل الرمال ولا يظهر منها سوى العينين لتتمكن من اصطياد فريستها.
مجهول ويتجدد في الفترة من يوم 17 حتى يوم 25 من كل شهر عربي حيث يخرج السم القديم وتفرغه الحية في أي شيء سواء كان حجرًا أو شجرًا أو غيره، حتى يتجدد السم مرة أخرى ويكون سمها خطير جدًا، وتستطيع قتل الإنسان خلال ثلاثين دقيقة فقط.
المصاب بلدغة الطريشة لا يشعر بسريان السم داخل جسده، ويتغير لون جسم الإنسان الملدوغ بسم الطريشة إلي اللون الأسود في بداية الأمر ثم يحدث تورم شديد في الجزء الملدوغ ويلقي الإنسان حتفه إذا لم يتم إنقاذه في خلال دقائق من اللدغة.
توفير الأمصال
وأكد هارون، أن الوزارة وفرت كميات هائلة من الأمصال لمحافظة الوادي الجديد بحيث أصبح هناك وفرة كبيرة جدا في عددها داخل الوحدات الصحية القروية وجميع المستشفيات بالمراكز والمدن بحيث إن الأمصال تتوافر بشكل كبير جدا نظرا لطبيعة المحافظة الصحراوية وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة الحالية مما يعرض المواطنين لهجمات الزواحف السامة مثل العقارب والثعابين أو ثعبان " الطريشة".
فيما أكدت مديرية الصحة بالوادي الجديد، أنها وفرت كميات هائلة من الأمصال لمحافظة الوادي الجديد، بحيث أصبح هناك وفرة كبيرة جدا في عددها داخل الوحدات الصحية القروية البالغ عددها 62 وجميع المستشفيات بالمراكز والمدن بواقع 7 مستشفيات، بحيث أن الأمصال تتوافر بشكل كبير جدا نظرا لطبيعة المحافظة الصحراوية، وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة الحالية مما يعرض المواطنين لهجمات الزواحف السامة مثل العقارب والثعابين أو ثعبان الطريشة".
غرف للاحتباس الحراري
واتخذت وزارة الصحة، حزمة إجراءات تزامنا مع الموجة الحارة خاصة في المحافظات النائية، تمثلت في تجهيز غرف للاحتباس الحراري مع توفير الأمصال المضادة لسم العقارب والثعابين في جميع المستشفيات والوحدات الصحية، ونشر فرق للتوعية بمخاطر التعرض للدغات العقارب والثعابين وطرق الوقاية منها.
وكان اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، وجه بعدة تكليفات لقطاع الصحة والجهات المعنية، تمثلت في تكثيف عمليات رش المبيدات الحشرية في الأماكن التي تتواجد بها العقارب والثعابين بكثرة، تنظيف البيوت والأماكن المحيطة بها للتخلص من الأماكن التي تُمكن من اختباء العقارب والثعابين كما جرى البدء في تنظيم حملات توعية لتعليم السكان كيفية التعامل مع العقارب والثعابين، وأهمية الابتعاد عنها والإبلاغ الفوري عند رؤيتها.
وكانت الوادي الجديد سجلت 74 حالة لدغ عقرب و4 حالات لدغ ثعبان على مدار شهر يونيو المنقضي بإجمالي 78 حالة لدغ على مستوى مراكز وقرى المحافظة وارتفاع حالات اللدغ الفترة الحالية بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
أزمة العقارب في ليبيا
وفي عام 2018، سلطت منظمة الصحة العالمية الضوء على أزمة "العقارب" في جنوب ليبيا، بشكل خاص، وقالت إن "المئات" تعرضوا للدغ "ولسوء الحظ مات العديد من الضحايا في غياب الترياق حينها".
ونقلت المنظمة عن مدير الخدمات الصحية بإحدى مناطق الجنوب الليبي قوله إن 55 شخصًا (من بينهم 26 طفلًا) ماتوا بسبب اللدغات في 2017 في تلك المنطقة تحديد.