قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أنه يتحفظ على كلمة رجل دين في الإسلام، وإنما عالم دين، لافتًا إلى أن السلفية والدواعش لا يسمون مشايخ أو علماء دين لأنهم غير مؤهلين مؤكدًا على أنهم مجندين لقوة مخابراتية عالمية لتفريغ الدين الإسلامي من مضمونة وجوهره الصحيح.
وتحدث الدكتور أحمد كريمة حول: هل يحق للأب قتل ابنه الملحد مثلما ظهر في فيلم «الملحد»، في اتصال هاتفي مع الإعلامية نهال طايل ببرنامج تفاصيل، المذاع عبر قناة صدى البلد 2، مؤكدًا على أن الإلحاد جريمة منكرة، ولكن في الفقه الإسلامي الملحد إذا استتر بينه وبين نفسه ولم يُجاهر ولم يحدث فتنة مجتمعية هو حر، مستدلًا بالآية القرآنية « لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ»، وقوله تعالى «لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ»، وقوله تعالى «أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ».
وأضاف أحمد كريمة، أن إذا جاهر الملحد بإلحاده وسوف يتسبب في فتنة مجتمعية، أمره يرفع إلى القضاء وهناك عقوبات محددة القاضي وحده الذي يأمر بها ولا تنفذ إلا بأمر الحاكم ولي الأمر.
وأكد الدكتور أحمد كريمة على أنه لا يحق للأب قتل ابنه الملحد، وهناك عقوبات زجرية مثل القصاص والحدود السبعة وهي: «الزنا والقذف والسرقة، والحرابة والبغي، وحد الشرب، وحد الردة»، ولا تنفذ الحدود ولا القصاص إلا بعد الحكم القضائي وترفع للحاكم.
وأشار الدكتور أحمد كريمة إلى أن في مصر الأول الحكم القضائي ثم استطلاع رأي فضيلة المفتي، وبعد تسلسل درجات التقاضي يرفع الأمر إلى رئيس الجمهورية حفظه الله، يأمر بالتنفيذ، إنما الأب وغير الأب لا يحق له أن يقتل ابنه نظير جريمة الإلحاد.
وأوضح أستاذ الفقه المقارن أن المالكية فجروا مفاجأة، وقالوا أن الأب إذا قتل ابنه عمدًا متعمدًا يعاقب الأب قصاصًا؛ لأن النفس الآدمية لها حرمة، والأب له التربية والتوجيه، مستشهدًا بقول الله تعالى « وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا».