نظم قطاع الفنون التشكيلية، برئاسة الدكتور وليد قانوش، لقاء مع الفنان صلاح المليجى ، أستاذ الحفر والجرافيك، وذلك ضمن لقاءات المعرض العام في دورته الـ 44، بقصر الفنون، بدار الأوبرا المصرية.
تأتى الفعاليات المصاحبة للمعرض العام تحت رعاية الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة، إذ حضر الفعالية العديد من الفنانين والنقاد والضيوف والدارسين وأصدقاء الفنان في ختام البرنامج الثقافى للمعرض العام 44 لعام 2024.
مفاهيم التعبير التجريدي لمعالجات الأعمال الفنية
استعرض "المليجي" تجربته الفنية منذ البدايات وحتى مراحل إنتاجه الفني الحديثة، وتأثير جغرافية المنشأ بمحافظة السويس المطلة على القناة وجبال وغيطان العياط بمحافظة الجيزة.
حيث شكلت مفاهيم التعبير التجريدي لمعالجات ومواضيع أعماله الفنية، والتي جاءت ما بين الرسم بالحبر والوان البني السيبيا بمهارة وحساسية تحمل استاذية وتفوق في التقنية و التكوين الجمالي، وبين الطبعات الجرافيكية الغائرة والبارزة على الأسطح والتي تميزت بحلول ومعالجات مرهفة الحس والتنوع والتدفق، والتي أتاحت له الفرصة تلو الأخرى للمشاركات الدولية والإقليمية وحصد جوائز الصدارة منذ الدورة الأولى لصالون الشباب مرورا بجائزة الرسم في بينالي القاهرة الدولي حتى ترينالى الحفر.
توظيف الفراغ فى العمل الفنى
وجاء سرد الفنان صلاح المليجى، في رابط علمي أكاديمي وبحث فني لا يخلو من ذكريات دوره كمدرس، ومعلم بقسم الحفر بكلية الفنون الجميلة، وترسيخ المفاهيم البصرية لطلابه، والحرفية فى اختيار التكوين وتوظيف الفراغ في العمل الفني لخدمة وصلابة الكتلة المرسومة فضلا عن أساسيات التجريد وتنويع العناصر والإيقاع في البناء الفني.
وتحدث "المليجي عن علامات الحفر والجرافيك بكلية الفنون الجميلة بداية من الاستاذ ومؤسس القسم الفنان الكبير الحسين فوزي والفنانيين أحمد نوار وعبد المعبود وحازم فتح الله وحسين الجبالي وعوض الشيمي، وغيرهم من الاجيال و الأسماء المرموقة في هذا المجال الفني.
وأظهر الفنان صلاح المليجي موهبة فذة في الشعر حينما قام بقراءة أبيات شعرية له استلهم منها إعمالا جرافيكية في كتاب مطبوع في ٥ نسخ من الحفر الحمضي كأحد أهم العلامات والمحطات البارزة في مشواره الإبداعي وعنوانه (في الليل) .
تجربته الفنية فى الصين
ثم استعرض تجربته في الصين بإقليم جوانزو وإقامته على مدار دورتين بصحبة زملائه وتلاميذه الفنانين ممدوح القصيفي والفنان د. هاني الاشقر مدرس الحفر بكلية الفنون الجميلة، ولقائه واحتكاكه بتجربة المدينة الصينية المتخصصة في احتضان مركز دوليا لفنون الحفر والطباعة الفنية بكل تقنياتها وصناعة الورق، كاشفا عن الإمكانيات الفنية المتطورة لخدمة هذا المركز الدولي من قبل الحكومة الصينية.
وأوضح الفنان صلاح المليجى، تفاصيل تجربة الرسم وتقنية التهشير بسنون ريشة الرسم الدقيقة والتي تخلق عالم ساحر من التونات ودرجات البني السيبيا والأسود تكشف عن عشق وتفان وعطاء غير محدود بين الدقة العفوية والبناء المحكم وتكسيره، في أداء يحمل فرادة وتميز في أعماله.
عناوين تجاربه الفنية
كما تحمل عناوين تجاربه الفنية مثل كوم الهوى، في الليل، زبد البحر، رسائل العشق، عن عالم يحمل طبقات من الشاعرية والتعامل المرهف مع مخيلة الفنان ذات المداخل الفنية الغير معتادة.
ومن أهم وأكثر التجارب الفنية التي خطفت قلوب الحاضرين من عذوبة مصدرها هي تجربة رسائل في العشق المهداة لابن سينا، والتي بسببها استخدم المليجي لحاء أشجار الكافور وغيره من الأشجار المحفور عليها بخط اليد من العلامات التذكارية للعشاق والمحبين، ليعيد طباعتها بتصريف خلقت منها شهادات عشق خالدة لقصص تفتح أقواسا من الخيال.
