قالت الإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة البوابة، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، إن جماعة الإخوان حرصت على تقديم وصياغة خطاب معتدل منفتح عقلاني عند التواصل مع الحكومات والهيئات والقوى السياسية والمجتمعات الأوروبية، خطاب يحترم ويقبل بالتعددية المذهبية والفكرية والسياسية، وهو خطاب مراوغ ومخادع وغير حقيقي يكشف عن انتهازية سياسية وأخلاقية نجح الإخوان في تمريرها في أحيان كثيرة لعقول البعض في المجتمعات الأوروبية سواء كان هذ البعض أحزاب أو منظمات مجتمع مدني أو ميديا أو مواطنون بسطاء، البعض قبلها بحسن نية أو لنقص في معارفه وخبرته عن جماعة الإخوان، وهناك من قبلها من باب المصلحة والمنفعة المتبادلة.
وأضافت “عبدالرحيم”، خلال تقديمها برنامج “الضفة الأخرى”، المذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية"، أن حالة القيادي الإخواني التونسي راشد الغنوشي وكتاباته وخطابه للمجتمعات الأوروبية والتي أشرنا إليها خير مثال على ازدواجية ومراوغة الخطاب الإخواني الموجه للغرب، كما يحرص الإخوان عند ما يقررون الهجرة أو العيش في بلد أوروبي على تقديم أنفسهم كلاجئين سياسيين، هاربين من اضطهاد وقهر ومحرمون من حرية الرأي والاعتقاد في بلدانهم.
وأوضحت أنه يبقى أمر مهم وهو أن بعض أنظمة وساسة أوروبا وأمريكا وبعض المنظمات الحقوقية تحرص على اسثمار تواجد الإخوان على أراضيهم أو فتح قنوات تواصل معهم أو صياغة تقارير حقوقية موجهة لانتقاص أو انتقاد سيادة أو سياسة الدول التي ترفض الدوران في فلكهم، ويستخدمون الحالة الإخوانية (وبذات الآلية يوظفون حالات وأوضاع الأقليات الدينية والعرقية) لاستخدامها كورقة ضغط لتمرير مصالحهم ورؤاهم وهكذا تلتقي وتتوافق الممارسات الانتهازية وتبادل النفع والمصالحن مؤكدة أن هناك مشهدين يُجسدان بوضوح الانتهازية السياسية للإخوان؛ المشهد الأول بعد تجنيد الإخوان لجمال عبد الناصر وخالد محي الدين وإعلان بيعتهما لحسن البنا؛ قال عبد الناصر للبنا أنه يعرف ضباط أخبروه أنهم أعضاء في الإخوان، كيف يكون ذلك وهم لا يصلون ويشربون الخمر، رد البنا بهدوء نحن نعرف أن سلوكهم سيئ لكننا نقبلهم في صفوفنا لأهمية مناصبهم وأدوارهم في الجيش، والمشهد الثاني عندما طلب خالد محي الدين معرفة البرنامج السياسي والمطلبي للإخوان، رد حسن البنا: شوف برنامج سياسي يعني مع ناس وضد ناس.. يعني كل واحد عاوز جلباب على مقاسه، وأنا أحب جلبيتي تكون واسعة الكل يرتاح فيها.. ويعلق خالد محي الدين قائلا: وكان هذا الاجتماع الأول والأخير الذي حضرناه وقطعنا بعده صلتنا التنظيمية بالإخوان.. والمشهدين دول من مذكرات خالد محي الدين "الآن أتكلم".