عرضت الإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة البوابة، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، تقريرًا بعنوان “نماذج من الانتهازية السياسية لجماعة الإخوان.. المحطات الأخيرة”.
وقالت “عبدالرحيم”، خلال تقديمها برنامج “الضفة الأخرى”، المذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية"، إن من انتهازية الإخوان في العصر الحديث إعلانها عدم المشاركة في المظاهرات التي خرجت عام 2011، ولكنها استغلت الاضطرابات والفوضى التي خلفتها هذه المظاهرات ثم واصلت انتهازيتها مدعية أنها صاحبة الفضل في إسقاط النظام السياسي وقتها، وبعد عام 2011 تنكرت جماعة الإخوان لكل الأحزاب السياسية التي كانت تخطب ودها قبل هذا التاريخ في محاولة للحصول على الشرعية التي كانت تفتقدها، وعندما تسللت إلى السلطة انقلبت على هذه الأحزاب وقامت بتشويهها، وتنكرت الجماعة لكل الأحزاب السياسية، بينما تحالفت مع الأحزاب الدينية والتي كانت تُصرح بين الوقت والآخر بأنها مختلفة معها، ثم خرجت عن بعضها تحت عنوان عريض يُعبر عن انتهازية مطلقة لا ترى فيها إلا نفسها، وتنكروا في أول انتخابات برلمانية بعد العام 2011 لكل الأحزاب السياسية والليبرالية والدينية، حتى خرج بعض شركائهم بعبارة أننا لم نشعر بالحرية والعدالة داخل أروقة حزب الحرب والعدالة، وخاض الإخوان بعدها انتخابات الرئاسة بعد أن صرحوا أكثر من مرة بأنهم لن يخوضوا غمارها في انتهازية معهودة وكذب بواح، كما أنهم خاضوا المنافسة على أغلبية مقاعد البرلمان بعدما أعلنوا أنهم سيُنافسون على قليل منها ليرسخوا أكثر لانتهازيتهم، وهو ما تسببت في كشفهم من قبل الشعب المصري الذي لفظهم بعد ذلك بفترة قصيرة وخرج ليعلن عن ذلك في 30 يونيو.
وأضافت: أود العودة لبدايات حكم مبارك والتي بدأت بالإفراج في عام 1982عن قيادات وكوادر الإخوان الذين اعتقلوا عقب حادثة المنصة والتي راح ضحيتها الرئيس السادات؛ لتبدأ مرحلة جديدة في مسيرة الإخوان تعتمد إلى حد كبير على النشاط العلني ولتتخلى الجماعة عن جزء كبير من موروثها التاريخي المعتمد على السرية وتقاليد التنظيم السري المحظور، ورغم بقاء قانون حظر الإخوان إلا أن الجماعة تعاملت مع الواقع وتعاملت معها دولة مبارك على أنها كيان علني في أغلب الأوقات والمناسبات، ولكن الجماعة هي من فضلت وفقًا لمصالحها وانتهازيتها السياسية أن يظل جزءًا من بنيتها وآلياتها في طي الكتمان والسرية؛ خاصة تلك الملفات الخاصة بعضويتها الحقيقية، وملفات مالية الجماعة ومصادر تمويلها وحجم أموالها واستثمارتها في الداخل والخارج وآلية ومسارات اتخاذ القرار فيها وما يطلق عليه الديموقراطية الداخلية حتى شاع في توصيف الجماعة أنها جماعة نصف سرية ونصف علنية.
وأوضحت أن الجماعة تدخلت في زخم الحياة السياسية والعمل الأهلي متسلحة بما كونته من خبرات وكوادر في تجربة الترشح تحت شعارات الإخوان وأفكارهم في انتخابات الاتحادات الطلابية والنقابات المهنية، وشهدت مصر في عهد مبارك 7 انتخابات نيابية من انتخابات 1984 وحتى آخر انتخابات قبل رحيله في 2010، وشارك الإخوان في 6 مناسبات وقاطعوا انتخابات 1990، وشهدت تلك المشاركات الإخوانية تبدل وتحرك التحالفات والتفاهمات مع الأحزاب والقوى السياسية، مرة يتحالفون مع حزب الوفد الليبرالي ومرة يخوضوا الانتخابات تحت شعار الإسلام هو الحل في قائمة التحالف الإسلامي ومرة يشاركوا في الانتخابات بعد تفاهم واتفاق مكتوب مع الحزب الوطني الحاكم في انتخابات 2005 ويومها حصلوا عل خمس (1/5) عدد المقاعد، وهي فترة شهدت تواصل وتهدئة بين الإخوان ونظام مبارك، وعندما صعد نجم جمال مبارك وكثر الخديث عن "التوريث" أعلن مرشد الإخوان وقتها مهدي عاكف أن الإخوان من الممكن أن يؤيدوا ترشيح جمال مبارك للرئاسة بشرط أن يجلس معهم يسمع منهم ويسمعوا منه، ومهدت لقبول فكرة التوريث أقلام وصحف مرتبطة بالإخوان قالت بوضوح إن التوريث سنة إسلامية حميدة قامت عليها إمبراطوريات ودول خلافة راشدة ومعتبرة في التاريخ العربي والإسلامي، وهذه نماذج من انتهازية الإخوان في عهد مبارك.