الأربعاء 22 يناير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوادث وقضايا

آباء يقتلون فلذة أكبادهم دون رحمة.. أب يضرب طفلته الصغيرة حتى الموت.. وآخر يمزق جسد ابنته إلى أشلاء

أرشيفية
أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مأساة إنسانية حقيقة ومؤلمة تشكل صورة قاتمة لجرائم مفجعة، مرتكبوها وضحياهم يسرى فى عروقهم دم واحد، ألا وهى جرائم قتل الآباء لأبنائهم، تلك المأساة الإنسانية المؤلمة والتى تتكرر من حين لآخر، تاركة وراءها ندوبًا عميقة فى نفوس المجتمع، فرغم تباين الدوافع وراء مرتكبى تلك الجرائم البشعة، والتى كشفت عنها اعترفاتهم أمام جهات التحقيق كان من بين هذه الدوافع، الشرف، والمخدرات، كأبرز الدوافع، وراء ارتكاب هذه الجرائم وهو ما ينذر بخطر بالغ، وذلك لأن بشاعة ارتكاب مثل هذه الجرائم تكمن فى حجم الضرر النفسى والاجتماعى الذى يصيب المجتمع، بصدمة ويصيب الأسرة بالذعر، لهول معرفة الجريمة من جهة، والطريقة البشعة التى ارتكبت بها من جهة أخرى.

ضربت حتى الموت

أب و6 أبناء من بينهم طفلة صغيرة تبلغ من العمر ٤ سنوات، يعيشون بشقة فى منطقة أم بيومى بشبرا، الأم هى من تعمل وتنفق عليهم جميعا، يوم الحادث لم يستطع الأب العاطل أن يتحمل بكاء الصغيرة وصراخها، ليبدأ معها بوصلة من التعذيب والضرب المبرح كما اعتاد أن يفعل مع أشقائها، ولكنه هذه المرة بلغ تعذيبه للصغيرة مبلغا لم تتحمله، والذى قارب على الساعة، حتى سكت حسها عن البكاء وانقطعت أنفسها، صدمة اتسعت فيها حدقة عينى المجرم، لما رآها على هذا الحال ليفر هاربا تاركاً وراءه دماء جثة ابنته ملطخة بيديه.

مزق جسدها وألقى بها للكلاب 

مشادة كلامية بين أب و ابنته والتى اعتادت أن تزوره فى شقته بمنطقة بولاق الدكرور بعد انفصاله عن أمها، لم تدرى أن مصيرا مرعبا ستلقاه قريباً من أبيها بعد أن وجه إليها سيلا من الاتهامات بالانحراف الأخلاقى "المشى البطال"، فبعد دفاع وإنكار للاتهامات، تطور الأمر سريعاً ليقدم الأب على ضربها بكل قوته ممسكا بأداة حادة دون توقف، فى رأسها وجسدها، لم يرع صراخها وتوسلاتها، حتى فارقت روحها الحياة، ليهديه شيطانه إلى طريقة للتخلص من الجثة، بتمزيق جسدها إلى أجزاء بعد أن فصل الرأس وقطع باقى أعضائها ووضعها داخل أكياس ودلف إلى داخل "توك توك" ليلقى بها بالقرب من صناديق القمامة، لتأكلها القطط والكلاب.

فما الدوافع النفسية للأب المجرم التى يريق فى سبيلها دم "فلذة الكبد" بدم بارد؟ وهل تلك الجرائم ترتبط بطبيعة شخصية المجرم؟ والعديد من الأسئلة لمعرفة الدوافعِ الكامنةِ وراءَ هذهِ الجرائمِ البشعة.

فتش عن المخدرات

يقول الدكتور جمال فرويز أستاذ وخبير الطب النفسي، إن معظم ارتكاب مثل هذا النوع من الجرائم، تلك التى يقتل فيها الأب أبناءه، تكمن دوافعها فى أغلب الأحيان إلى المخدرات وما تمثله من تأثير سلبى على إدراك ومشاعر المدمن، لتجعل منه نشوة الإدارك والوعى ويميل إلى العنف المفرط فى كل سلوكياته بوجه عام لا سيما مع أبنائه، المفضى حتماً لارتكاب الجريمة، لافتاً إلى أن المخدرات تمثل قاسما مشتركا فى ارتكاب معظم الجرائم من هذا النوع.

اعتمادى أو عصابي

وتابع أستاذ الطب النفسى، أن مرتكبى جرائم القتل بحق أبنائهم، تتنوع شخصياتهم النفسية والتى لها دور بالغ فى ميولهم الإجرامى لارتكاب الجرائم، فعلى سبيل المثال لا الحصر، أن طبيعة الشخصية الاعتمادية وهو الذى يعتمد على غيره فى قضاء احتياجاته، وهى طبيعة مجرم شبرا "العاطل" الذى قتل ابنته الصغيرة ضربا حتى الموت، فلو فتشنا فى طبيعة هذا الأب وكيفية تربيته لوجدناه أنه يعتمد على غيره منذ نشأته، بالإضافة إلى الشخصية العصابية الانفجارية، وهى تمثل النوع الثانى لسيمات شخصية مرتكبى تلك الجرائم، وهم يكونون فيها أشخاص يسهل استثارتهم، فهم يسبون ويضربون لأقل وأتفه الأسباب والتى تكون الجريمة لاسيما فى حق أبنائهم نتيجة حتمية سلوكياتهم.

الانهيار الثقافي

وختم الدكتور جمال فرويز، أن السبب وراء ظهور تلك النوعية من الجرائم البشعة بقتل الأب لابنه أو بنته بهذه الضراوة، هو حتماً الانهيار الثقافى والذى ينذر بتكرار هذه الجرائم وربما بصورة أبشع، مشيرا إلى أن غياب الوعى والوازع الدينى والأخلاقى هون من الخوف من ارتكاب الجريمة لدى البعض وبرر الشيطان لهم سوء فعلهم بعد أن زين لهم دوافع ارتكابه.