الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

سونيا أحمد.. أم تحولت إلى داعمة لأمهات أطفال التوحد

سونيا وأبنها
سونيا وأبنها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعد الأمومة من أجمل وأصعب المهام التى تقوم بها النساء وخاصة إذا كانت الأم من ذوى الهمم فهنا يقع على عاتقها حمل كبير حيث إنها تعانى من الكثير من الصعوبات والتحديات لكى تستطيع تربية طفل ومراعاته وبرغم كل هذه الصعوبات استطاعت بطلة قصتنا أن تكون الأم والمعلمة والصديقة وكل شيء لابنها الذى اكتشفت أنه من ذوى الهمم أيضا فبرغم من أن الأمر كان أكثر صعوبه عليها ولكنها استطاعت أن تصل بابنها الى العديد من النجاحات ولكنها لم تكتفى بذلك فقد قامت أيضا بمساعدة الأمهات اللواتي يواجهن تحديات تشخيص الأطفال بالتوحد وتقوم بتقديم الدعم النفسي والمعرفي لهؤلاء الأمهات، مما يساعدهن على فهم الوضع بشكل أفضل وتقبله بروح إيجابية
 

 


فقصتنا اليوم تحكى عن أم ولكنها ليست أما عادية بل هى بطلة تحدت إعاقتها وأصبحت أما لأحد أبطال ذوى الهمم ولقد كان لها فضل عظيم وكبير فى حياة ابنها 
وبفضل مساندتها ودعمها وثقتها فى الله ثم قدرات ابنها استطاعت أن تجعل منه بطلا ولم تكتف بذلك ولكنها أصبحت داعمة لكل أم لديها ابن من ذوى الهمم

بطلة قصتنا هى سونيا أحمد عفيفي، البالغة من العمر ٥٠ عاما، تعيش في مدينة طنطا، وتعمل موظفة إدارية بجامعة طنطا تغلبت على تحديات لا تحصى لتكون رمزاً للإصرار والنجاح في مواجهة الصعاب. 

وجدت سونيا نفسها مصابة بشلل الأطفال في سن مبكرة، الأمر الذى لم يكن عائقًا أمام إرادتها القوية والعزيمة الصلبة وبالرغم من التحديات الكبيرة التي واجهتها، فإنها نجحت في تجاوزها بفضل إيمانها وثقتها بالله. 

تقول "سونيا" لـ"البوابة":«أصبت بشلل الأطفال وأنا عندى سنتين ومن وقتها لحد ما كبرت وأنا على كرسى متحرك ولكن رغم نظرات الناس وصعوبة الحياة ألا أنى قدرت التحق بالجامعة واتخرجت من كلية الحقوق واشتغلت موظفة إدارية بجامعة طنطا وكنت بحس بالفخر والسعادة كل ما أعدى بمرحلة وأنجح فيها وأثبت للناس إن الإعاقة مبتمنعش حد إنه يحقق أحلامه ويعيش واتجوزت وربنا رزقنى بابنى مؤمن »
 

 


وتابعت :«مؤمن اتولد زى أى طفل طبيعى ماكانش فى أى علامه بتقول إنه ممكن يعانى من أى مشكلة كان جميل جدا فى طفولته وهادى بيتكلم بانتظام وينام نوما كافيا. 
كان كل شيء فى الوقت ده طبيعيا ولكن بعد سنتين من ولادته بدأ كل شيء يتبدل ويتحول للنقيض وكان واضحا أن الطفل ده فى حاجة مش طبيعية بدأنا نروح لدكاترة كتير جدا واكتشفنا إنه مصاب بالتوحد المتوسط الأقرب للشديد بحسب مقياس كارز وقتها بالإضافة الى فرط حركة وتشتت انتباه وبعد التشخيص بأربع سنوات أوضحت الفحوصات إصابته باضطراب النشاط الكهربى فى المخ وطبعا أدركت إن ابنى مش هيقدر يعيش حياة طبيعية بسهولة »

وأضافت:« تغيرت حياتى كثيرا بعد ذلك وسألت نفسى هل أستطيع رعاية ابن من ذوى الهمم وأنا فى هذه الحالة وهل سيتعرض ابنى للتنمر مثلما تعرضت لذلك وأنا صغيرة وأدركت أننى يجب أن أصبح قوية كعادتى لكى أستطيع مساندة مؤمن والوقوف بجانبه أمام الظروف والمجتمع والوصول به لبر الأمان» .

وأوضحت : «الوضع فى السنوات الأولى كان غاية فى السوء لكن مع الوقت بدأت أنظم وقتى وأحاول أبذل جهدا أكبر وأكون معاه طول الوقت أيا كانت النتيجة كنت بشتغل مع مؤمن كل يوم مهما كنت تعبانة بواصل الليل بالنهار ورغم كل ده عمرى ما قصرت فى شغلى ولا بيتى كنت بأفضل بالشهور على نوم ساعتين يوميا».

 


واستطردت  :«لولا وجود مؤمن ما كنت سأشعر بالسعاده أبدا فهو مصدر سعادتى و ثمرة تعبى ونجاحه عوضنى عن كل التعب اللى تعبته هو دلوقتى عنده ١٤ سنه بيقدر يقرأ ويكتب عربى وإنجليزى وبقى شاطر فى المدرسة ده غير إنه سباح ، وشارك فى العديد من مسابقات اتحاد الرياضات الذهنى وحصل على مركز سادس باك وتم تصنيفه الرابع على مستوى الجمهوريه فى مسافة ٨٠٠ متر حره كما شارك فى مسابقة فيتنس سنة ٢٠٢٠ وحصل على المركز الأول، ومركز تانى سنه ٢٠٢٣، وعنده موهبة الرسم وحصل على أكتر من درع وشهادات تقدير عن لوحاته كما شارك فى ٤ معارض فن تشكيلى ».

وأضافت "سونيا" :«حقيقى أنا فخورة جدا بمؤمن وحسه إنى أنا اللى بنجح مش هو وبعد تجربتنا قررت أساعد كل الأمهات اللى عندهم أبناء من ذوى الهمم وخاصة التوحد وأقولهم إزاى يساعدوا نفسهم وأولادهم وخاصة إني مش بس أم لابن من ذوى الهمم أنا كمان مريت بنفس التجربة باختلاف طبيعة المرض وعشان تجربتى كانت صعبة صعوبة مركبة ولأنى تمكنت من المرور منها بسلام الحمد لله حبيت أساعد غيرى لأن حقيقى محنة انتقاص الصحة محنة مش كل الناس تقدر تمر بيها بسلام .
وخاصة الأمهات فبعد تشخيص أحد الأبناء بالتوحد يكونون فى صدمة كبيرة وخوف على أولادهم».

 

 

 


وعند سؤالها عن أصعب اللحظات التى مرت عليها قالت : «لما خرج من البيت فى لحظة عينى غابت عنه فيها ونزل الطريق قدام البيت طريق مزدوج للسيارات وهو لا بيعرف يتكلم ولا هو مدرك للمخاطر وأنا مقيده على كرسى متحرك فى البيت وحركتى صعبة وبطيئة عن إنى أقدر ألحقه فى اللحظه دى كان قلبى على وشك إنه يقف لحد ما جارتى جابته ورجعته ليه، ومن المشاعر والمواقف اللى بتكون صعبة عليه إما بكون تعبانة والمرض مخلينى مش قدرة أتحرك أو أساعده و مضطره وقتها أحمل عليه أعباء ومسئوليات أنه يساعدنى أو على الأقل يساعد نفسه بشعر وقتها بالعجز»

وأنهت حديثها قائلة : «مؤمن هو كل حياتى وأنا كل حياته هو الإنسان الوحيد اللى خلانى أكتشف فى نفسى حاجات أنا نفسى ما كنتش أعرفها من وقت ما اتولد وأنا حسة أنه هينجح وهيتغلب على المرض مش هبالغ لو قولت إن مؤمن هو الحاجة الوحيدة اللى عايشة عشانها وممكن أتحمل الحياه بصعوبتها وسخافة الناس فيها عشان أشوف ضحكته ونجاحه والحمدلله إن ربنا ساعدنى أقدر أثبت لكل اللى كانوا فاكرين إن مؤمن عبء علي أو أنى أنا كنت عبئا على أهلى إن كل ده كلام فارغ واللى عايز ينجح بينجح وأنا وابنى دلوقتى بقينا نموذج ومثل لغيرنا هاتمنى إيه أكتر من كده»

 

 

IMG_20240728_193219
IMG_20240728_193219