الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

محافظات

مسجد زغلول الأثري برشيد.. أيقونة تاريخية تحتضن قصة المقاومة ضد حملة فريزر

مسجد زغلول الأثري
مسجد زغلول الأثري برشيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يعد مسجد زغلول الأثري بمدينة رشيد في محافظة البحيرة، أيقونة تاريخية تحتضن قصة المقاومة ضد حملة فريزر 1807، حيث انطلقت منه شرارة المقاولة ضد الاحتلال الإنجليزي، في المعركة التي انتصر فيها أهالي رشيد على الحملة الإنجليزية.

ويعود تاريخ إنشاء مسجد زغلول الأثري إلى القرن السادس عشر، حيث أسسه الحاج نصر زغلول، أحد مماليك السيد هارون، عام 1587، يعد مسجد زغلول واحدًا من أكبر وأقدم مساجد مدينة رشيد، حيث كان مركزًا حيويًا للحركة العلمية والدينية عبر العقود الماضية.

مسجد زغلول برشيد: تاريخ عريق ومقاومة لا تنسى

وأكد إكرامي بشير، معلم لغة عربية بمدينة رشيد، على أهمية وقيمة مسجد زغلول من الناحية المعمارية والتاريخية، حيث تعود تاريخ إنشاء وبناء مسجد زغلول الأثري بمدينة رشيد، إلى العصر المملوكي في عام 595 هجريًا، الموافق لعام 1587 ميلاديًا، حيث بناه نصر الدين زغلول، وهو واحد من أبرز التجار في تلك الفترة الزمنية.

وتابع بشير، في تصريحات لـ "البوابة نيوز"، أُطلق على مسجد زغلول لقب "المسجد الجامع" نظرًا لتشابهه المعماري مع جامع الأزهر الشريف، حيث يتميز المسجد بأعمدته العديدة التي تحيط بها الشيوخ وطلاب العلوم الشرعية، مشيرًا إلى انطلاق شرارة المقاومة ضد حملة فريزر عام 1807، بقيادة الشيخ حسن كريت، حيث أصبحت مئذنته الشهيرة هدفًا لتدميرها على يد قوات الاحتلال.

مسجد زغلول يستعيد بريقه بعد عمليات ترميم طويلة

ويكمل علي حميد، المؤرخ الأثري بمدينة رشيد، أن مسجد زغلول الأثري، كان خلال السنوات الماضية بحالة يرثى لها حيث تعرضت أركانه وأعمدته للانهيار، وغرق المسجد بالمياه الجوفية من كافة الجهات، مما أسفر عن سقوط العديد من قبابه الفريدة، لم يكن هناك خيار سوى إحلاله وترميمه بشكل شامل على يد وزارة الآثار.

وأوضح حميد، أن أعمال الترميم بدأت قبل 15 عامًا، ورغم التوقفات المتكررة بسبب نقص الموارد المالية، تم الانتهاء من المرحلة الأولى هذا العام بالجزء الغربي من المسجد على مساحة تبلغ 4200 متر مربع، تم افتتاح المسجد مجددًا للمصلين بحضور وزيري الآثار والأوقاف، ويجري حاليًا ترميم الجزء الشرقي من المسجد.

وأكد حميد، علي أهمية دور المسجد الجامع في تعزيز الوعي الديني وتعليم الشباب قيم ومبادئ الإسلام الوسطي، قائلًا: "كان مسجد زغلول منبرًا للمقاومة ضد الاحتلال، يجب أن يكون منبرًا قويًا لمحاربة الإرهاب الذي يستغل الدين والدين منه براء".

ويستطرد حميد، أن مسجد زغلول الأثري، يتكون من جامعين، أحدهما قديم يرجع للعصر المملوكي ويعرف باسم الديواني، نسبة لأن من أنشأه كان يتولى الديوان في المدينة في ذلك الوقت، ويقع في الجهة الغربية الآن، والجزء الثاني وهو الحديث وأسسه زغلول، أحد مماليك السيد هارون، وهو أحد الأمراء الذين عاشوا خلال القرن السابع عشر الميلادي، ويوجد بهذا الجزء ضريح زغلول ، وإجمالي مساحة المسجد ٥٣٠٠ م٢.

وخلال عام 2016، افتتح وزيري  الآثار والأوقاف السابقين، المرحلة الأولى من ترميم مسجد زغلول الأثري بمدينة رشيد بمحافظة البحيرة؛ لتقام فيه الشعائر الدينية  بتكلفة بلغت 25 مليون جنيه، حيث تمت عملية الإحلال والتحديد علي مرحلتين بمسطح ٣١٠٠ م٢ ، والثانية بمسطح ٢٢٠٠ م٢، وتقوم بتنفيذها شركة المقاولون العرب، وذلك عن طريق فك المسجد وعمل التدعيم الإنشائي له بتنفيذ القواعد الخرسانية المسلحة وإعادة بناء الحوائط والقباب، وتوريد الأعمدة الرخامية، وعمل الترميم الدقيق للعناصر الزخرفية الأثرية بالمسجد ، مع الحفاظ على الطابع الأثري والتاريخي للمسجد.