أكدت الأمم المتحدة، أن الاقتصاد البرتقالي، مفهوم متطور قائم على مساهمة وإمكانات الأصول الإبداعية في النمو الاقتصادي والتنمية وتعزيز السلام، ويشمل الجوانب الاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي تتفاعل مع التكنولوجيا والملكية الفكرية والأهداف السياحية.. موضحة أنه عبارة عن مجموعة من الأنشطة الاقتصادية القائمة على المعرفة، ذات بعد تنموي وروابط متداخلة على المستويين الكلي والجزئي للاقتصاد بشكل عام.
وقدرت الأمم المتحدة ـ في أحدث تقرير لها، بحسب مركزها الإعلامي ـ أن الصناعات الثقافية والإبداعية تمثل 3.1 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و6.2 % من العمالة في جميع أنحاء العالم.
يُشار إلى أن الاقتصاد البرتقالي - المعروف أيضا باسم الاقتصاد الإبداعي - هو مفهوم طوره في الأصل الخبير الاقتصادي البريطاني جون هوكينز في عام 2001، وفي عام 2011، صاغ وزير الثقافة الكولومبي السابق، فيليبي بويتراغو، مصطلح الاقتصاد البرتقالي، بمشاركة الرئيس الكولومبي السابق إيفان دوكي ماركيز.
ويسلط هذا المصطلح الضوء على التقاطع الديناميكي بين الفنون والثقافة وريادة الأعمال، فهو ظاهرة عالمية تتيح للحرفيين والمصممين والموسيقيين والمبدعين فرصة ليس للتعبير عن أنفسهم فحسب، بل أيضا قيادة التقدم الاقتصادي.
ووفقًا لـ "فيليبي بويتراجو" وزير الثقافة السابق لكولومبيا، يتضمن الاقتصاد البرتقالي، أنشطة مثل صناعة الأفلام والتلفزيون وألعاب الفيديو والموسيقى بكل أشكالها، وكذلك الحرف والفنون البصرية والمسرح، وأيضا أنشطة مثل التصميم والأزياء، وبشكل متزايد، التعبيرات الرقمية الأخرى للتواصل، وكل هذه المفردات تعزز السلام وتسرع التنمية المستدامة.
وأوضح "فيليبي بويتراجو"، أن سبب اختيار اللون البرتقالي لوصف هذا النوع من الاقتصاد لأن اللون البرتقالي - في العديد من الثقافات والعصور - يعكس الإبداع والقيادة والتحول، مثل "السادهوس" في الثقافة الهندوسية أو الجلباب البوذي البرتقالي، ولكن أيضا في ثقافة أمريكا الوسطى يعني التحول، وفي أمريكا الجنوبية يعني أيضا القيادة، هو لون موجود أيضا في التقاليد اليونانية الرومانية كلون باخوس أو ديونيسوس.
وأضاف أن الاقتصاد البرتقالي يلعب دورا مهما في تعزيز السلام والتفاهم بين الشعوب، كما يساعد الاقتصاد البرتقالي في تسريع خطة التنمية المستدامة لعام 2030، التي تعتبر مخططا مشتركا للسلام والازدهار للناس والكوكب.. مشيرا إلى أن أهـداف التنمية المستدامة الـ17، لا أحد منها يذكر صراحة كلمات مثل الثقافة أو الفنون أو الإبداع.
وقال:"إذا تعمقت أكثر، ستجد أن الإبداع والثقافة والفن بمثابة وسائل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، هذا قوي جدا لأن الثقافة أداة ممتازة ومهمة تجمع الناس معا لتحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة."
وأضاف "فيليبي بويتراجو": "التوظيف والشمول والاستدامة البيئية للمدن وتحسين التعليم والتعاون - كل هذه الأمور يتم تيسيرها من خلال الثقافة، فعندما نجتمع ونتحدث، عندما نشارك وجهات نظرنا عن العالم، فإننا ننخرط في تبادل ثقافي، وهذا أمر بالغ الأهمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة".