قال الاتحاد المصري للتأمين إن السنوات القليلة المقبلة تشهد عددًا لا يحصى من التغييرات مع انتقال صناعة الطيران إلى عصر تكنولوجي جديد مع تقليل مساهمتها في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن النشاط البشري في الوقت نفسه.
وأوضح الاتحاد التحديات التي تواجه قطاع الطيران للتحول نحو الاستدامة والابتكارات التكنولوجية التي تقود هذا التحول، بالإضافة إلى الأطر الاقتصادية والتنظيمية التي تشكل مساره وأيضاً دور التأمين تجاه انبعاثات قطاع الطيران. ومن الأمور الأساسية دراسة التحديات والفرص التي تقدمها مبادرات الاستدامة، وتأثيرها على أصحاب المصلحة داخل قطاع الطيران وخارجه، والدور المحوري للبحث والتطوير في رسم مستقبل مستدام لقطاع الطيران.
وأضاف أنه من المهم التعرف على فرص وتحديات صناعة الطيران كغيرها من القطاعات الأخرى التي تحتاج إلى الحد من الانبعاثات ، ومع قيام القطاع بإنشاء نماذج أعمال أكثر استدامة من خلال إدخال تحسينات على المحركات والمواد وتحسين التشغيل وإيجاد الحلول لمواجهة زيادة الطلب، و الاستجابة للتوقعات ، فمن المرجح أن تظهر أنواع جديدة من المخاطر. لذلك تحتاج الشركات إلى تحديد وقياس تأثير تغير المناخ على أعمالها في المستقبل القريب والبعيد، مع وجود فهم قوي أيضًا للتغير في ملف المخاطر الناجم عن التحول إلى كربون منخفض.
وتابع:"تنطوي هذه المبادرات على تحديات وشكوك جديدة لمقدمي خدمات تأمين الطيران، الذين يحتاجون إلى تقييم الفوائد والمخاطر المحتملة لهذه الابتكارات وتعديل أسعارهم واكتتابهم وفقًا لذلك.كما يحتاج قطاع التأمين لدعم هذا التطور، و مساعدة شركات الطيران على تحديد وقياس وإدارة ملفات تعريف المخاطر المتغيرة".
ومن خلال هذه الجهود المتضافرة، لا تعترف صناعة الطيران بدورها في الانبعاثات العالمية فحسب، بل تسعى بنشاط إلى إيجاد حلول مبتكرة لضمان مستقبل مستدام للسفر الجوي. إن الرحلة نحو استدامة الطيران معقدة ومستمرة، ولكن مع كل خطوة، تقترب الصناعة من أفق أكثر خضرة.
وأشار الى انه فى عصر يتسم بالترابط العالمي والتقدم التكنولوجي السريع، يعدّ الطيران من أهم وسائل النقل الحديثة. حيث ساعد على النمو الاقتصادي والتبادل الثقافي والاتصال على نطاق غير مسبوق في تاريخ البشرية. وعلى الرغم من أثره الايجابي يتعرض قطاع الطيران للانتقاد بسبب تأثيره على البيئة بشكل كبير، ولا سيما مساهمته في انبعاثات الغازات الدفيئة وتغير المناخ.
وقد أدت ضرورة التخفيف من هذه العواقب البيئية إلى تحفيز تحول صناعة الطيران نحو الاستدامة. تشمل الاستدامة في مجال الطيران نهجا متعدد الأوجه يتضمن الحد من انبعاثات الكربون و الاستخدام الفعال للموارد، وتقليل النفايات، ومراعاة الآثار الاجتماعية والاقتصادية.
وتساهم صناعة الطيران في انبعاثات الكربون العالمية الناجمة عن النشاط البشري سنوياً ، و التي تصل إلى ما يزيد قليلا عن 2٪. كما تمثل 12% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن وسائل النقل.
وعلى الرغم من أن قطاع الطيران يمثل حصة صغيرة نسبيًا بالنسبة للانبعاثات العالمية ولكنه يمثل أكثر القطاعات صعوبة في إزالة الكربون، ومع ذلك التزم القطاع بتحقيق صافي انبعاثات صِفرية بحلول عام 2050.
وتتعرض صناعة الطيران باعتبارها صناعة عالمية الصناعة لأنظمة مختلفة لإزالة الكربون وإعداد تقارير الاستدامة، ويزيد من هذا التعقيد حقيقة أن نمو طلب الركاب فاق بكثير تدابير خفض الانبعاثات. مما سيؤدي إلى الحاجة لبذل جهود أكبر لإزالة الكربون في السنوات المقبلة حيث تختلف الشركات في قطاع الطيران بشكل ملحوظ من حيث مدى استعدادها لمواجهة تغير المناخ والانتقال إلى اقتصاد أكثر استدامة .
ومن المتوقع أن يأتي جزء كبير من النمو المستقبلي لهذا القطاع من الأسواق الناشئة، لا سيما في آسيا وإفريقيا، نظراً لأن النمو الاقتصادي السريع والتوسع الحضري أدى إلى زيادة كبيرة في الطلب على السفر الجوي.
يجب أن يراعى في استراتيجيات نمو صناعة الطيران أن تأخذ في اعتبارها التأثير السلبي على البيئة الناتج من الانبعاثات
يتوقع العديد من المحللين أن تصبح قضايا الاستدامة عاملاً أكثر أهمية في عملية اتخاذ القرار لدى المستهلكين، بما في ذلك قراراتهم بشأن السفر واختيارهم لشركة الطيران.
مساهمات الدول لتقليل الانبعاثات في قطاع الطيران
- نظراً للتحديات التي تواجه القطاع نحو تحقيق الاستدامة والذي يتمثل في أن معظم النمو في الطلب على السفر الجوي يحدث في الأسواق الناشئة التي عادة ما تكون أكبر حجما وأكثر كثافة سكانية ، لذلك قامت بعض الدول مثل النمسا وفرنسا بإصدار تشريعات جديدة لمنع الرحلات الجوية القصيرة نظراً لوجود بدائل ممكنة مثل القطارات، ومن المتوقع أن تحذو دول الاتحاد الأوروبي الأخرى حذو الدولتين في إصدار تشريعات مماثلة.
- وضع تدابير دعم الحكومة للتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة والمبتكرة
- تطوير بدائل عملية وقابلة للتطوير، مثل الطائرات التي تعمل بالطاقة الكهربائية أو الهيدروجينية للرحلات القصيرة.
- تحسين كفاءة استخدام الطاقة لتقليل استهلاك الطاقة والانبعاثات في قطاع الطيران.