«حان وقت العمل»، شعار اليوم العالمي لالتهاب الكبد لهذا العام 2024، فهناك حالة وفاة كل 30 ثانية مما يتطلب تسريع وتيرة العمل على تحسين خدمات الوقاية من المرض والتشخيص والعلاج لإنقاذ الأرواح، فهذا اليوم هو فرصة لزيادة الوعي بالتهاب الكبد الفيروسي الذي يصيب الكبد وقد يسبب سرطان الخلايا الكبدية.
يوجد 5 سلالات رئيسية من فيروس التهاب الكبد - A وB وC وD وE. يمثل التهاب الكبد بنوعيه B وC معاً العدوى الأكثر شيوعاً وهو يحصد أرواح 1,3 مليون شخص ويسبب 2,2 مليون حالة عدوى جديدة بالمرض سنوياً.
تهدف منظمة الصحة العالمية، التخلص من مرض التهاب الكبد الفيروسي بحلول عام 2030، مما يتطلب اتخاذ إجراءات سريعة للقضاء عليه، حيث يشهد العالم حالياً اندلاع فاشية جديدة من حالات عدوى التهاب الكبد الحاد غير معروف السبب التي تصيب الأطفال.
تعمل المنظمة بالتعاون مع المتخصصين في الشؤون العلمية وراسمي السياسات في البلدان المتضررة على فهم أسباب هذه العدوى التي لا تنتمي على ما يبدو إلى أي واحد من الأنواع الخمسة المعروفة من فيروسات التهاب الكبد وهي: A وB و Cو DوE.
فهناك آلاف حالات عدوى التهاب الكبد الفيروسي الحاد التي تصيب الأطفال والمراهقين والبالغين سنوياً، ومعظم حالات عدوى التهاب الكبد الحاد تسبب مرضاً خفيفاً وتمر دون اكتشافها، ولكن يمكن في بعض الحالات أن تسبب مضاعفات للمصاب بها.
وتعطي الجهود العالمية الأولوية للتخلص من حالات عدوى التهاب الكبد B وC وD. وبخلاف التهاب الكبد الفيروسي الحاد، تسبب عدوى الالتهابات الثلاثة هذه التهاب الكبد المزمن الذي يدوم عدة عقود من الزمن ويتمخض عن وفاة ما يزيد على مليون شخص سنوياً بسبب الإصابة بتليف الكبد وسرطان الكبد، علماً بأن هذه الأنواع الثلاثة من حالات عدوى التهاب الكبد المزمن مسؤولة عن أكثر من 95% من الوفيات الناجمة عن التهاب الكبد.
تهدف المنظمة تسليط الضوء على ضرورة تقريب رعاية التهاب الكبد من المرافق الصحية الأولية والمجتمعات المحلية لكي يتسنى للناس الحصول على خدمات العلاج والرعاية بشكل أفضل بصرف النظر عن نوع التهاب الكبد الذي ربما يعانون منه.
تهدف المنظمة إلى بلوغ مرحلة القضاء على التهاب الكبد الفيروسي بحلول عام 2030، ولبلوغ تلك المرحلة، فإنها تدعو البلدان إلى تحقيق الغايات المحددة التالية: «الحد من الإصابة بحالات عدوى جديدة بالتهاب الكبد B وC بنسبة 90%؛- تقليل الوفيات الناجمة عن الإصابة بتليف الكبد وسرطان الكبد بنسبة 65%؛ -ضمان تشخيص حالات ما لا يقل عن 90% من المصابين بفيروس التهاب الكبد B وC- تمكين ما لا يقل عن 80% من المؤهلين للحصول على العلاج من أخذ العلاج المناسب».
مليون حالة وفاة بفيروس التهاب الكبد سنويًا
تصل عدد الوفيات الناجمة عن العدوى بفيروس التهاب الكبد B و C نحو مليون و100 ألف حالة سنويًا، وهناك نحو 9 مليون و 400 ألف شخص يتلقون العلاج ضد العدوى المزمنة بالفيروس، و10% من الأشخاص المصابين بالعدوى المزمنة بفيروس التهاب الكبد B و22% منهم يتلقون العلاج، وهناك 42% من الأطفال حول العالم يحصلون على جرعة اللقاح المضاد لالتهاب الكبد عند الولادة.
كان هناك 304 ملايين شخص من المتعايشين مع فيروس التهاب الكبد المزمن بنوعيه B وC في عام 2022، لم تحصل إلا نسبة 45٪ من الرضع على لقاح التهاب الكبد B في غضون 24 ساعة تلي ولادتهم في عام 2022،
مصر خالية من فيروس سي
سلمت منظمة الصحة العالمية، الدولة المصرية شهادة بخلوها من فيروس التهاب الكبد الوبائي سي" كأول دولة في العالم، وتكريم مصر بجائزة Golden Tier المرموقة من المنظمة، وهي أول شهادة تحصل عليها أول دولة في العالم استطاعت أن تقضى على فيروس سي في شهور قليلة، باستخدام الأدوية المصرية وبالمجان، من خلال الحملة الرئاسية 100 مليون صحه لتحقيق أهداف عام 2030 في وقت مبكر.
وبفضل مبادرات الرئيس عبد الفتاح السيسي، للصحة العامة في القضاء على فيروس التهاب الكبد الوبائي سي، حيث كانت ومازالت مبادرة 100 مليون صحة هي الأضخم في التاريخ، والتي قدمت 141 خدمة لـ 96 مليون بتكلفة 32.2 مليون جنيه.
إنجاز تاريخي
وفي سياق متصل، يقول الدكتور محمد عز العرب، استشاري الجهاز الهضمي والكبد، إن مصر كانت في عام 2014 من الدول الأولى عالميًا في نسب الإصابة بفيروس سي، فإن خلوها من الفيروس يعد إنجاز تاريخي بكل المقاييس، حيث تم اعتماد دواء «السوفالدي» في 2013، وحصل عليه أول مريض بالفيروس في عام 2014، وخلال 10 أشهر تم عقد اتفاقيات مع الدول المنتجة للحصول على الكميات الكافية، وجرى توزيع العلاج مجانًا عن طريق المراكز التابعة للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية.
ويتابع «عز العرب»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن الأزمة الحقيقية في عدم معرفة المرضى أنهم مصابين بفيروس التهاب الكبد الوبائي سي، ومن خلال مبادرة 100 مليون صحة بعد إطلاقها بنحو 7 أشهر تم الكشف على نحو 62 مليون مواطن مصري، منهم 2.1 مليون مواطن مصري كانوا مصابين، تم علاجهم بالعلاج المصري ، وهو ما أعاد الثقة في العلاج المصري، وتم توفير أيضًا مليارات العملة الصعبة، مشيرًا إلى أنه بدايةً من عام 2014 وحتى عام 2018 تم علاج مليوني مواطن من الفيروس.