عثر علماء صينيون على جزيئات ماء في تربة القمر لأول مرة، بعد تحليل عينات جمعتها بعثة "تشانغ آه-5" الصينية في عام 2020، ويساعد هذا الاكتشاف المذهل، الذي نُشرت نتائجه في مجلة "نيتشر أسترونومي" في 16 يوليو، على فتح آفاقًا جديدة لفهم نشأة القمر وتكوينه.
تفاصيل الاكتشاف
أظهرت التحليلات أن المعادن في عينات التربة القمرية تحتوي على ستة جزيئات ماء، تمثل ما يصل إلى 41 في المائة من كتلة العينة، ويشير هذا إلى أن الماء كان محفوظًا في هذه المعادن لعدة مليارات من السنين، مما يثبت وجوده على القمر بشكل أوسع مما كان يُعتقد سابقًا.
الأهمية العلمية
ويشكل وجود الماء على القمر تطورًا كبيرًا في الدراسات المتعلقة بالتطور القمري وتنمية الموارد على سطحه، ففي أوائل السبعينيات، كان يُفترض عدم وجود ماء على القمر لعدم العثور على أي معادن تحتوي عليه في عينات التربة القمرية لكن الاكتشاف الجديد يعيد صياغة هذه الفرضيات ويعزز فهمنا لتاريخ القمر.
التحديات البيئية
يقول جين شيفنغ، الباحث في معهد الفيزياء التابع لأكاديمية العلوم الصينية: "وجدنا المعدن المائي يتحلل عند درجة حرارة عالية نسبيًا تبلغ حوالي 100 درجة مئوية على الأرض، مما يفسر إمكانية الحفاظ عليه في بيئة القمر القاسية لمليارات السنين".
الفرص المستقبلية
يشير الخبراء إلى أن وجود هذه المعادن الرطبة بكميات كبيرة على سطح القمر يزيد من فرص استخدام الموارد القمرية في المستقبل.
ويوضح تشن شياو لونغ، الباحث في معهد الفيزياء التابع لكلية العلوم التطبيقية: "نعلم أن الأمونيوم هو سماد نيتروجيني ونستخدم بيكربونات الأمونيوم على الأرض كنوع من الأسمدة النيتروجينية، بالإضافة إلى ذلك، يحتوي هذا المعدن على كمية صغيرة من البوتاسيوم، وهو نوع من أسمدة البوتاس، وهذا الاكتشاف يعني أن هناك فرصة جيدة للبشر للبقاء على قيد الحياة وزراعة المحاصيل على سطح القمر في المستقبل".
ويمثل اكتشاف الماء في تربة القمر خطوة هامة نحو تحويل القمر إلى محطة استكشاف بشرية من خلال استخدام الموارد المتاحة على القمر، قد يصبح من الممكن للبشرية ليس فقط البقاء على سطحه، بل واستغلال هذه الموارد لزراعة المحاصيل وتطوير بيئة مستدامة للاستكشاف البشري في الفضاء.