أبرزت وكالة الأنباء الأردنية "بترا" المعالم الحضارية والتاريخية والآثرية والروحانية التي تتمتع بها منطقة "حي الحسين" وسط القاهرة.
وذكرت وكالة "بترا " ـ في تقرير لها بعنوان "حي الحسين.. حكاية مصرية مزجت الماضي بالحاضر" ـ أن حي الحسين بالقاهرة يقدم تجربة فريدة من نوعها تجمع التاريخ القديم والحديث في آن واحد، ليجذب السياح من مختلف دول العالم، حيث يعرف بأنه الحي الساهر الذي لا ينام أبدًا ولا يهدأ نهارًا وليلًا.
وأشار تقرير الوكالة ـ الذي نشرته العديد من وسائل الإعلام الأردنية ـ إلى أنه رغم أن المكان يطغى عليه الجانب الروحاني والديني الكبير نظرًا لوجود مسجد الحسين به الذي يتوافد عليه آلاف الأشخاص لزيارته من داخل وخارج مصر، إلا أن حالة الانجذاب للمترددين على زيارته تكشف ما يتمتع به الحي من تاريخ جسدته المباني الأثرية العتيقة التي تعود إلى العهد الفاطمي، والمقاهي المصممة على الطراز القديم بنقوشه المتميزة على جدرانه وأثاثه وأدواته المستخدمة.. وتابع التقرير: ورغم حداثة الزمن إلا أن المكان يزداد تمسكًا برونقه القديم وكأن قطعة من تاريخ مصر العتيق بكل تفاصيله التي لا زالت باقية وحية بهذا المكان.
ولفت التقرير إلى أن حي الحسين يشتهر بالمقاهي الملاصقة لبعضها البعض، التي تجمع جميع الجنسيات سواء من العرب أو الأجانب ليستمتعوا بأجواء تلك المقاهي التي يصدح فيها صوت كوكب الشرق "أم كلثوم" والعندليب عبد الحليم حافظ، وفريد الأطرش، ومحمد عبد الوهاب، وغيرهم من فناني الزمن الجميل، لتخلق حالة من الانسجام والتناغم، بل ليتعلق البعض بزيارة المكان أكثر من مرة.
ولفت تقرير "بترا " إلى أن حي الحسين بالقاهرة استمد شهرته وأهميته من مسجد الحسين الذي تم إنشاؤه في العهد الفاطمي عام 1154 ميلادية (549)، وتطل مآذنه بأضوائها الخضراء المبهرة لتخطف الأنظار وسط ساحة كبيرة يقيم فيها بعض الزوار الصلاة والجلوس للاستماع لحلقات الذكر.
ونوه إلى أن حي الحسين لا يعد مزارا سياحيًا فحسب، بل يشكل حركة تجارية، حيث يزدحم الشارع بالمحال المتعددة الملاصقة لبعضها البعض، عارضة التحف والأنتيكات المستوحاة من التاريخ المصري القديم وبعضها للمشاهير ولاعبي كرة القدم وغيرها من الهدايا التي يصطحبها زوار الحي إهداء لأسرهم في الخارج، فكل شبر في المنطقة يمثل مصدر دخل لصاحبه، كما ولا يمكن المرور بحي الحسين دور المرور إلى منطقة "خان الخليلي" المجاورة للحي، إذ تعد قطعة فريدة يعود تاريخها إلى العام 1382 ميلادية في قلب الحي الإسلامي القديم بالقاهرة، وتعد من أهم مناطق الجذب السياحي في مصر.
ويتفرد الخان بصناعات وحرف يدوية متميزة، حي يجد فيه الزوار والسائحون كل ما يريدونه من عطور وتحف وتوابل بأنواعها المختلفة، فضلا عن المصنوعات اليدوية المصرية من حلي وأقمشة وملابس، وصناديق الصدف والأرابيسك، والمشغولات النحاسية والفضية والذهبية التي تحمل عبق التاريخ الفاطمي والإسلامي.