نظمت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، مساء أمس، ضمن فعاليات معرض بورسعيد السابع للكتاب، المقام حاليا تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، الأمسية الشعرية الأولى بعنوان «شعر الفصحى»، شارك فيها الشعراء: أحمد الأقطش، وأحمد عبد الحميد، وأحمد يوسف عزت، وسامح درويش، والسيد السمري، ومحمد النادي، ونزار بيومي، وأدارها الشاعر الكبير أحمد الشهاوي.
افتتح الشاعر أحمد الشهاوي اللقاء بالإشادة بتنظيم الدورة السابعة لمعرض بورسعيد، ورحب بالشعراء المتواجدين بالأمسية، وبدأ الشعراء المشاركون في الأمسية إلقاء قصائدهم.
وألقى الشاعر أحمد الأقطش قصيدة بعنوان «الطفل يهرب من القلعة» جاء فيها:
على شاطئ البحر ثم صغير بنى قلعة
من رمال الخيال/ وشق طريقا من الخلف/
كي يتمكن عند انهيار الرمال/ من القفز
من شرفة الوهم والركض مبتعدا عن أيادي
الوبال/ وقبل اكتمال المخطط عاجله الموج/
واكتسح الأرض من حوله/ وعيون الصغير
من الهول تطرح هذا السؤل/ إذا كنت في
صغري والحياة أصرت بأن تجعل الحلم صعب
المنال/ فكيف بتلك الرجال؟!
وقال الشاعر أحمد عبد الحميد في قصيدته التي ألقاها:
والآن؛ كما تفعل الحشرات ليلا أو نهارا فإنني
أستطيع أن أجرب أن أكتب قصيدة مألوفة
على نحو تام..
فقط ،
ظل شجرة،
يقطع ضوء القمر.
من بعيد ،
غبار قدمين ناجيتين.
بعيدا بعيدا،
حيث لا تجد الرياح لي أثرا،
ولا حتى الشمس التي "تلسوع" رأسي.
من السماء حتى آخر ذرة تراب..
قوس قزح يمارس طغيانه على الأرواح..
حين لا يكون حب، لا قرار
لأنه لا يستطيع أن يبكي أو أن ينهض
بينما القى الشاعر أحمد يوسف قصيدة بعنوان «يوم قيامة الدنيا» قال فيها:
لا أقوى أن أصرخ في وجه أزيز الأسهم
في ساحات البورصة
أو سوق الأوراق المالية
لا أملك ... إلا قافية الحرف
المجرور
حقا... حقا
إن الشعر إزاء جمال دموعك
فقاعات ... موسيقية!
أجلس في ناصية ]قناة العربية[
أتابع في شغف مخز
كيف يضيع الأثر العربي...
من المأثور
وتخيلت الآن الدمية يا غيداء
تخدش عورة ما يبقى من مجد
كالمسمار محل الجبهة
كثقوب الفكر
المنقور
وألقى سامح درويش قصيدة بعنوان «لا شيء» قال فيها:
لا شيء أعرفه
لا شيء يعرفني
أمضي بلا هدف
والموت يتبعني
حولي زحام يخيف الروح،
حاصرني
كل الوجوه به،
نكراء .. تنكرني
لا شأن لي،
لم أعد أهتم،
من ملل
أصاب نفسي
وألقى بذرة الوهن
حتى رأيت معاني الخير لؤلؤة
غاصت ملوثة في بؤرة العفن
وأيضا ألقى الشاعر السيد السمري قصيدة بعنوان «مرثية شاعر حزين» قال فيها:
وغدا أموتُ على الطريق
ليأتي الرفاقُ يحملونَ لي التابوت
ويمضون بي إلى المقبرة
وبعدها .... يتفرقون
ليقيموا على المقاهي عزائي
يتقاذفون خلالهُ سيرتي
كالنّرد فيما بينهم
نابشينَ .. ما تركتُ ورائي!
ستقولُ طائفةٌ منهم
فليرحمه الله
كان تقيا، وكان وفيآ
وكان يصلي ويصوم
فلندعُ له بالنعيم
وتقولُ طائفة أخرى
ما كان إلا شاعرا فاسقا
نسألُ اللهَ أن ...
يجعلَ مثواهُ الجحيم!
ولسوف يتفرقُ بينهم
شعري .. ودمي!
وتلاها مقتطفات للشاعر محمد النادي:
سوف أكف عن الرثاء
إنه تقليد موحش
المجد للأحياء ...
لعمال النظافة صنو مقشاتهم في الصباح
لبائعة الخضروات الضريرة أمام الفرن
الكومبراتيف
الماهرة في فرز النقود باللمس ...
التي لو تصورت وقع بسمتها لاستعادت حاسة
البصر
المجد لحارس العقار المقيم في متر ونصف
المتر من أجل خمسمائة جنيه مصري فقط لا غير
المجد للصيادين في بحيرة المنزلة وعلى
شاطئ المتوسط وهم يجمعون السردين من شباك سبتمبر
وأخيرا ألقى الشاعر نزار البيومي قصيدة بعنوان «محكمة الحواس» قال فيها:
هي الأشجار قادمة
ولى كفن يليق بها
وأشياء رمادية
وتصطرخين
تصطرخينْ
"حذارى من ركوب السيل"
ويا للويلْ
ستعترف الحواسُ
بحلمها المشنوق
لأن الأرض للغيلان محنية.
في ختام الأمسية طالب الحضور الشاعر الكبير أحمد الشهاوي أن يختتم اللقاء بإحدى قصائده.
فأنشد من قصيدته "ماذا لو مت وحيدا بالليل"
ماذا لو مت وحيدا بالليل؟
من سيكفن لغتي
ومن سيكفكف دمع الكتب الصاحية على رأسي
ومن سيلقن شعري
شهادة أني كنت بلا أشجار تنبت في كفي
ماذا لو ضرب الضغط دماغي
هل تختل موازين الأرض
تموت طيور كانت تحيا من إيقاع كلامي
ماذا لو جرؤ الموت وجلس على ركبتي كرسي
لي وخط خطاب وفاة لا رحمة فيه ولا استمهال
من سيمدد لوحا محفوظا فوق الصدر
ومن سيهيئ سفري للنسيان الأبقى