دائما ما تتباهى إسرائيل بامتلاكها بعض من أفضل الدفاعات الجوية في العالم، لكن هذه الأنظمة التي تبلغ قيمتها مليار دولار يتم اختبارها حاليا من خلال هجمات الميليشيات المدعومة من إيران.
حيث يخوض كل من حزب الله ومقره لبنان والمتمردين الحوثيين في اليمن قتالًا متبادلًا مع إسرائيل منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، وكثفت هذه الجماعات استخدامها للطائرات بدون طيار المفخخة، التي أثبتت فعاليتها في التهرب من دفاعات إسرائيل عالية التقنية من الصواريخ والقذائف، وتصعيد هجماتهم يمكن أن يطغى على الأنظمة الإسرائيلية.
البحث عن حل
وتتبادل إسرائيل وحزب الله إطلاق النار بشكل شبه يومي على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية وتحاول الولايات المتحدة وفرنسا التوسط في حل دبلوماسي ينهي القتال وإذا فشلت تلك المفاوضات، يتوقع المسئولون الإسرائيليون اندلاع حرب شاملة.
ويطلق الحوثيون صواريخ باليستية وطائرات مسيرة على إسرائيل وكذلك على السفن التجارية في البحر الأحمر، مما يعطل الشحن العالمي ففي ١٩ يوليو، ضربت طائرة بدون طيار تابعة للحوثيين مبنى في وسط تل أبيب، مما أسفر عن مقتل رجل وإصابة عدة آخرين، وهو أول هجوم مميت من نوعه على الأراضي الإسرائيلية، وردت إسرائيل في اليوم التالي بقصف ميناء الحديدة.
صراع أوسع
وبحسب وكالة "بلومبرج" الأمريكية فإن أي حرب مستقبلية قد تشهد مواجهة إسرائيل لمعارك كبرى مع حزب الله، أقوى الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران في المنطقة.
ومن الممكن أن ينضم الحوثيون والميليشيات المدعومة من إيران في سوريا والعراق لدعم حزب الله. ويقول بعض الخبراء إن التصعيد قد يشعل صراعًا أوسع نطاقًا يجذب إيران والولايات المتحدة.
وخلال الصراع بين إسرائيل وحزب الله، عام ٢٠٠٦، أسفرت حملة جوية مكثفة شنتها إسرائيل عن مقتل المئات من المدنيين، ونزوح أعداد كبيرة من السكان، وإلحاق أضرار جسيمة بالمنازل والبنية التحتية في لبنان.
وعانى المدنيون الإسرائيليون والبنية التحتية المدنية في ٢٠٠٦ أيضًا، ولكن بدرجة أقل.
والآن تتمتع إسرائيل بدفاعات جوية كبيرة، ولكن نشوب حرب جديدة قد يعني إطلاق آلاف الصواريخ يوميًا على إسرائيل، الأمر الذي من شأنه أن يجهدها.
واليوم، يُعتقد أن حزب الله لديه ترسانة تضم أكثر من ١٥٠ ألف صاروخ، بما في ذلك صواريخ طويلة المدى ودقيقة التوجيه يمكن أن تصل إلى عمق إسرائيل وتستهدف المدن الكبرى والأصول الاستراتيجية مثل القواعد العسكرية والمطارات وشبكات الكهرباء والمستشفيات.
دفاعات إسرائيل
وتمتلك إسرائيل العديد من الدفاعات الجوية تتمثل في القبة الحديدية، وهي من الدفاعات الجوية الإسرائيلية الأكثر نشاطا وشهرة.
كما تمتلك "حبال داود"، حيث أنه في عام ٢٠١٧، قامت إسرائيل بتركيب صاروخ اعتراضي متوسط إلى طويل المدى يُعرف باسم "مقلاع داود"، لكشف وتدمير الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، وكذلك الطائرات بدون طيار.
تمتلك إسرائيل أيضًا نظام الدفاع الصاروخي المتطور "Arrow"، المكون من Arrow ٢ وArrow ٣. وقال المطورون إن نظام Arrow يمكنه اعتراض الصواريخ التي يتم إطلاقها من مسافة تصل إلى ٢٤٠٠ كيلومتر.
ويختبر جيش الاحتلال الإسرائيلي نظامًا آخر يسمى الشعاع الحديدي، والذي يستخدم أشعة الليزر لاعتراض المقذوفات التي يتم إطلاقها من مسافة قريبة بتكلفة أقل من القبة الحديدية.
هل يمكن التغلب على هذه الأنظمة؟
تشير "بلومبرج" إلى أنه بالفعل، تسبب حزب الله في إحداث أضرار وتسبب في سقوط العشرات من الضحايا في شمال إسرائيل منذ أكتوبر باستخدام طائرات انتحارية بدون طيار، والعديد منها قادر على التسلل عبر الدفاعات الإسرائيلية ويعتقد أن الجماعة تعمل على زيادة مخزونها من هذه الطائرات بدون طيار.
وسلط هجوم الحوثيين بطائرات بدون طيار على تل أبيب، والذي لم يطلق أي إنذارات تحذيرية، الضوء على ضعف إسرائيل في مواجهة الطائرات بدون طيار القادمة.
علاوة على ذلك، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن دفاعاته الجوية، بما في ذلك القبة الحديدية، يمكن التغلب عليها إذا تم إطلاق عدد كبير من القذائف في وقت واحد.
وتتوقع إسرائيل أن يتمكن حزب الله من إطلاق نحو ٣٠٠٠ صاروخ وقذيفة يوميا خلال الحرب، وهو ما يتجاوز بكثير قدرة الأنظمة المصممة لاعتراضها.
تدمير إسرائيل
وكلا المجموعتين "حزب الله والحوثيين" جزء من ما يسمى "محور المقاومة" الإيراني، وهو سلسلة من الميليشيات التي ترعاها طهران والتي أقسمت على تدمير إسرائيل.
وتقول إسرائيل إنها لا تريد الحرب لكنها ستواصل العمل العسكري العدواني إذا فشلت الجهود الدبلوماسية لإبعاد حزب الله عن حدودها وهي تدعو إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم ١٧٠١، الذي صدر بعد حرب عام ٢٠٠٦، ويشترط أن يكون حزب الله على بعد حوالي ٣٠ كيلومترا (١٨ ميلا) من الحدود.
وقال حزب الله والحوثيون إنهما سينسحبان إذا أوقفت إسرائيل هجومها على حماس في قطاع غزة.