الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

«الجارديان»: اكتشاف جديد.. لحاء الشجر يلعب دورًا حيويًا في مكافحة تغير المناخ

تغير المناخ
تغير المناخ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أظهرت دراسة جديدة نشرت في مجلة "نيتشر" أن الميكروبات الموجودة في لحاء الأشجار تلعب دورا مهما في إزالة غاز الميثان من الغلاف الجوي، ويعد هذا الاكتشاف تقدما كبيرا في فهمنا لكيفية مساهمة الأشجار في مكافحة تغير المناخ.

الميثان هو غاز دفيئة قوي، أقوى بـ ٢٨ مرة من ثاني أكسيد الكربون، ويساهم بشكل كبير في ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.

الغازات المسببة للاحتباس الحراري هي نتاج للزراعة وحرق الوقود الأحفوري وهي أقوى بـ ٢٨ مرة من ثاني أكسيد الكربون، ومع ذلك، فإنها تظل في الغلاف الجوي لمدة أقصر.

كان الميثان مسئولًا عن حوالي ٣٠٪ من ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي منذ ما قبل العصر الصناعي، حيث ترتفع الانبعاثات حاليًا بأسرع معدل لها منذ ثمانينيات القرن العشرين.

وقاد فريق من الباحثين من جامعة برمنجهام الدراسة، التي فحصت مستويات امتصاص الميثان في غابات مختلفة حول العالم، بما في ذلك الغابات الاستوائية المطيرة في الأمازون وبنما، وغابات الأشجار عريضة الأوراق في أوكسفوردشاير بالمملكة المتحدة، وغابات الصنوبر في السويد.

ووجد الباحثون أن مستويات امتصاص الميثان كانت أعلى بكثير في الغابات الاستوائية، مما يشير إلى أن الميكروبات الموجودة في لحاء الأشجار تلعب دورًا أكبر في المناطق ذات المناخ الدافئ والرطب.

وسلط البحث الضوء على "طريقة جديدة رائعة توفر بها الأشجار خدمة مناخية حيوية"، وقد حدد التعهد العالمي بخفض انبعاثات الميثان، الذي أُطلق في عام ٢٠٢١ خلال قمة المناخ Cop٢٦، الهدف المتمثل في خفض انبعاثات الميثان بنسبة ٣٠٪ بحلول نهاية العقد.

وأشارت الدراسة التي أوردتها صحيفة الجارديان البريطانية، إلى أن نتائجنا في زراعة المزيد من الأشجار والحد من إزالة الغابات يجب أن يكونا بالتأكيد جزءًا مهمًا من أي نهج نحو هذا الهدف".

وأصبحت زراعة الأشجار تكتيكا رئيسيا في مكافحة أزمة المناخ، حيث تخطط حكومة المملكة المتحدة لإنفاق أكثر من ٥٠٠ مليون جنيه إسترليني على الأشجار والغابات بين عامي ٢٠٢٠ و٢٠٢٥.

لكن قطعة بحثية أخرى نُشرت يوم الأربعاء تُظهر أن البلدان يجب أن تزن فوائد وعيوب زراعة الأشجار، حيث ثبت أن تجديد الغابات الطبيعية أكثر فعالية من حيث التكلفة في بعض الظروف.

وتشير نتائج الدراسة إلى أن الأشجار تلعب دورا أكبر مما كان يعتقد سابقا في إزالة الميثان من الغلاف الجوي، وهذا الاكتشاف له آثار هامة على استراتيجيات مكافحة تغير المناخ.

قال البروفيسور فينسنت جوتشي، قائد فريق الدراسة: "اكتشفنا طريقة جديدة رائعة توفر بها الأشجار خدمة مناخية حيوية".

زراعة الأشجار والحد من إزالة الغابات
وأضاف: "تشير نتائجنا إلى أن زراعة المزيد من الأشجار والحد من إزالة الغابات يجب أن يكونا جزءًا أساسيًا من أي استراتيجية لمكافحة تغير المناخ".

وتؤكد الدراسة أهمية زراعة الأشجار كأداة فعالة لمكافحة تغير المناخ، حيث تعمل الأشجار على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتخزينه في خشبها. لكن الدراسة تشير أيضًا إلى ضرورة الموازنة بين فوائد وعيوب زراعة الأشجار.

ونشرت دراسة أخرى في مجلة "نيتشر كلايمت تشينج" في منتصف يوليو الجاري، أشارت إلى أن تجديد الغابات بشكل طبيعي قد يكون أكثر فعالية من حيث التكلفة في بعض المناطق مقارنة بزراعة الأشجار بشكل مباشر.

ووجدوا أن التجديد الطبيعي سيكون أكثر فعالية من حيث التكلفة على مدى فترة ٣٠ عامًا في ٤٦٪ من المناطق المدروسة، في حين أن الزراعة ستكون أكثر فعالية من حيث التكلفة في ٥٤٪.

وأشارت الدراسة إلى أنه: "بشكل عام، يمكننا أن نترك الغابات تتجدد من تلقاء نفسها، وهو أمر بطيء ولكنه رخيص، أو نتبع نهجًا أكثر نشاطًا ونزرعها، وهو ما يسرع النمو ولكنه أكثر تكلفة".

وتبين أن التجديد الطبيعي أكثر فعالية من حيث التكلفة في مناطق مثل غرب المكسيك، ومنطقة الأنديز، وأمريكا الجنوبية، وغرب ووسط أفريقيا، والهند، وجنوب الصين، وماليزيا، وإندونيسيا.

وأدت مجموعة من العوامل إلى جعل التجديد الطبيعي أفضل في هذه المناطق، مثل ما إذا كانت هناك ظروف بيئية كافية لإعادة نمو الأشجار، وتكاليف الفرصة والتنفيذ، ومعدلات تراكم الكربون.

وفي نهاية المطاف، قرر العلماء أن استخدام مزيج من النهجين على مستوى العالم سيكون أفضل بنسبة ٤٤٪ من التجديد الطبيعي وحده، وأفضل بنسبة ٣٩٪ من الزراعة وحدها. 

وقال بوكوسكي: "إذا كان هدفك هو عزل الكربون بأسرع ما يمكن وبأقل تكلفة ممكنة، فإن الخيار الأفضل هو مزيج من الغابات المتجددة بشكل طبيعي وزراعة الغابات".