في خطوة قد تهدد هيمنة جوجل على مجال البحث عبر الإنترنت، أعلنت شركة OpenAI المدعومة من Microsoft عن إطلاق نموذج أولي لأداة بحث جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي تُدعى SearchGPT. هذا التطور من شأنه أن يضع ضغطًا جديدًا على المديرين التنفيذيين في جوجل، الشركة التي تعد حاليًا الأكبر في مجال محركات البحث.
تفاصيل الأداة الجديدة
SearchGPT هو منتج جديد من OpenAI يتميز بقدرته على مسح الإنترنت بحثًا عن الأخبار والمعلومات الفورية، مما يجعله مشابهاً بشكل كبير لمحرك بحث جوجل. تُعد الأداة مفيدة بشكل خاص للاستعلامات المتعلقة بالأحداث الجارية، التطورات الأخيرة، والمعلومات المحددة التي قد لا تكون متاحة على ChatGPT.
حاليًا، يتم اختبار SearchGPT مع مجموعة صغيرة من المستخدمين والناشرين للحصول على ملاحظاتهم قبل إطلاقه على نطاق أوسع. وأكدت OpenAI أن الأداة تقدم "إجابات سريعة وفي الوقت المناسب" مع مصادر واضحة وذات صلة عبر الإنترنت. تسعى OpenAI من خلال SearchGPT إلى تقديم تجربة بحث محسنة وسهلة الاستخدام.
إمكانيات SearchGPT وتوقعات المستقبل
تركز SearchGPT بشكل أكبر على البحث عن أحدث الأخبار والاتجاهات والبيانات عبر الإنترنت، وتقديم روابط ويب للمصادر ذات الصلة، مما يعزز قدرته على تقديم إجابات سريعة ودقيقة. وتقول الشركة إن "الحصول على إجابات على الويب قد يتطلب الكثير من الجهد، مما يتطلب في كثير من الأحيان محاولات متعددة للحصول على نتائج ذات صلة". ولكن مع SearchGPT، يمكن أن يصبح العثور على ما تبحث عنه أسرع وأسهل.
في منشور على مدونتها، قالت شركة OpenAI إن "الحصول على إجابات على الويب قد يتطلب الكثير من الجهد، مما يتطلب في كثير من الأحيان محاولات متعددة للحصول على نتائج ذات صلة". وأضافت أن تعزيز قدرات المحادثة الخاصة بنماذجها باستخدام معلومات في الوقت الفعلي من الويب يمكن أن يجعل عملية البحث أكثر فعالية.
تحدي جوجل
منذ إطلاق ChatGPT، أعلنت جوجل حالة الطوارئ داخليًا وعملت على تطوير منتج مكافئ تحت اسم Gemini، والذي واجه العديد من التحديات منذ إطلاقه. تُعد أداة SearchGPT بمثابة تهديد مباشر لجوجل، حيث تعتمد الأخيرة بشكل كبير على أرباحها من محرك البحث الذي يدر أرباحًا سنوية تقدر بـ 150 مليار دولار.
يعتبر الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، أن هناك مجالاً كبيرًا لتحسين تجربة البحث الحالية، وقال في منشور على X (المعروف سابقًا بتويتر) إن الشركة ستتعلم من النموذج الأولي، وستعمل على تحسينه ودمج التكنولوجيا في ChatGPT ليصبح أكثر فائدة وفي الوقت الفعلي.
ردود الفعل الأولية
كانت ردود الفعل تجاه SearchGPT مختلطة. فقد أشاد بعض المستخدمين بسهولة الاستخدام والسرعة في الوصول إلى المعلومات، بينما رأى آخرون أن الأداة تبدو كأي محرك بحث عادي. عبر جيه إل باتن، مؤسس موقع Intrder المالي، عن إعجابه بسهولتها وسرعتها، في حين اعتبر نيل باتيل، رئيس وكالة التسويق الرقمي NP Digital، أن الأداة "متوسطة".
مع ذلك، فإن الأداة الجديدة قد تسبب قلقًا حقيقيًا لجوجل، إذ انخفضت أسهم شركة Alphabet، الشركة الأم لجوجل، بنسبة 2 في المائة فور الإعلان عن SearchGPT.
الدراسة الجديدة حول أدوات الذكاء الاصطناعي
في سياق متصل، أجرت جامعة لندن كوليدج دراسة على سبعة من أفضل أنظمة الذكاء الاصطناعي لاختبار التفكير البشري. ووجدت أن هذه الأنظمة كانت غير منطقية وعرضة للأخطاء البسيطة، حيث حصلت معظم النماذج على إجابة خاطئة في أكثر من نصف الوقت. وأكد الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان في مؤتمر عقد مؤخرًا أن الشركة لا تعرف بالضبط كيفية وصول الذكاء الاصطناعي الخاص بها إلى استنتاجاته.
مع استمرار تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن يشهد السوق تنافسًا شرسًا بين جوجل وOpenAI. سيكون من المثير للاهتمام رؤية كيف ستتطور أدوات البحث الجديدة هذه وكيف ستؤثر على مستقبل البحث عبر الإنترنت. SearchGPT لديها القدرة على إعادة تعريف الطريقة التي نبحث بها عن المعلومات عبر الإنترنت، وإذا تم تحسينها وتطويرها بشكل جيد، فقد تصبح الأداة المفضلة لدى المستخدمين في المستقبل القريب.