بعد الهجوم الذي تعرضت له شبكة القطارات السريعة في فرنسا، ما أدى لإلغاء رحلات واستغراق رحلات أخرى لوقت أطول، فإن السؤال الذي تثيره الهجمات التخريبية أو "الهجمات الخبيثة المتزامنة" كما يصفها بيان شركة السكك الحديدية، هو هل تحققت مخاوف الجهات الأمنية في فرنسا بشان احتمالية وقوع أعمال إرهابية منظمة من قبل تنظيم داعش الإرهابي؟
ونقلا عن موقع "فرانس24" فقد استهدف هجوم ضخم واسع النطاق شبكة القطارات السريعة التابعة لشركة السكك الحديد الفرنسية "إس إن سي إف"، ما أدى لاضطرابات شديدة طالتها الجمعة. ويأتي ذلك فيما تستعد البلاد لحفل افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس. وجاء الهجوم في شكل حرائق متعمدة أضرمت بهدف الإضرار بمنشآت الخطوط السريعة، وفق بيان لشركة السكك الحديد.
وفيما لم تعلن حتى الآن الجهة المسئولة عن هذه الأفعال التخريبية، فإن الجهات الأمنية الفرنسية أطلقت تحذيرات عدة في الفترة السابقة خوفا من وقوع أي هجمات إرهابية، وخاصة بعد تلقيها تهديدات من تنظيم داعش الإرهابي، كمان أن المراقبين يذهبون لترجيح أن تكون الهجمات المنسقة على شبكة القطارات إرهابية ويقف خلفها التنظيم الإرهابي بخلاياه النائمة.
ومنذ الهجوم الذي شنه التنظيم فرع خراسان، مارس الماضي، على قاعة للحفلات الموسيقية بالقرب من موسكو ، وفرنسا ترفع حالة التأهب للدرجة القصوى خوفا من وقوع هجوم مماثل على أراضيها، خاصة وأن الأجهزة الأمنية أصدرت تحذيراتها بهذا الشأن، بالتزامن مع استعداد باريس لإقامة دورة الألعاب الأولمبية، المقرر أن تنطلق اليوم 26 يوليو وتستمر حتى 11 أغسطس المقبل.
ويركز التنظيم الإرهابي ضرباته في الدول الأوروبية على الأنشطة السياحية والترفيهية، وكان هجومه الأخير في روسيا على قاعة كروكوس للحفلات الموسيقية بالقرب من موسكو، وبعد تبني التنظيم لهجوم في روسيا ويأتي في ضوء مواجهة أعداء الإسلام، فإن دول مثل أمريكا وفرنسا أعلنتا أن الجهات الأمنية تحذر من هجوم مماثل.
وقبل أيام، ووفقا لتقرير "فرانس24" فإنه ومع اقتراب موعد بدء الألعاب الأولمبية في باريس المقررة في 26 يوليو، تسابق فرنسا الزمن لتأمين البلاد من تهديد تنظيم "الدولة الإسلامية". وأحبطت السلطات الفرنسية هجوما لمتشددين إسلاميين كان مخططا خلال الأولمبياد واعتقلت في أواخر مايو شابا شيشانيا (18 عاما) يشتبه في أنه خطط لمهمة انتحارية لصالح تنظيم "الدولة الإسلامية" في ملعب سانت إتيان لكرة القدم حيث كانت ستلعب فرق فرنسا والولايات المتحدة وأوكرانيا.
وزادت فرنسا من حملات مكافحة التطرف ومراقبة الأفراد المشتبه بهم، كما تتبعت الأنشطة الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي للتحقق من أي تهديدات محتملة. وفي السياق فإن فرنسا تتعاون مع دول أخرى ومنظمات دولية لتبادل المعلومات وتطوير استراتيجيات مشتركة لمكافحة الإرهاب.
وجهت الحكومة الفرنسية حملات توعية للجمهور حول كيفية التعامل مع التهديدات والتبليغ عن أي نشاط مشبوه. وعملت على تدريب قوات الأمن والشرطة على كيفية التصرف في حالات الطوارئ والتهديدات الإرهابية.