ارتفعت أسعار الذهب العالمي خلال تداولات اليوم الجمعة، ليقلص من الخسائر الكبيرة التي سجلها أمس، ولكنه في طريقه إلى تسجيل انخفاض أسبوعي في ظل انتظار الأسواق المالية لبيانات التضخم الأمريكية التي من شأنها أن تقدم المزيد من الإشارات حول موعد خفض البنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع خلال تداولات اليوم بنسبة 0.3% ليسجل أعلى مستوى عند 2379 دولار للأونصة وكان قد افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2364 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2370 دولار للأونصة، ويأتي هذا بعد أن انخفض الذهب يوم أمس بنسبة 1.4% ليسجل أدنى مستوى في أسبوعين عند 2353 دولار للأونصة منخفضاً بمقدار 33 دولار عند الاغلاق وفق تحليل جولد بيليون.
التراجع في مستويات الذهب خلال اليومين الماضيين يعد تصحيح سلبي وعمليات جني للأرباح من قبل المستثمرين، ولكن كان السبب الرئيسي له هو عزوف المستثمرين عن المخاطرة وعن أسواق الأسهم والسندات الحكومية لصالح الين الياباني الذي لعب دور الملاذ الآمن في الأسواق المالية هذا الأسبوع.
يوم امس صدرت بيانات النمو عن الولايات المتحدة خلال الربع الثاني وأظهرت نمو الاقتصاد الأمريكي بأعلى من التوقعات، ولكن في الوقت نفسه أظهرت تراجع في معدلات التضخم، الأمر الذي لم يؤثر على توقعات خفض الفائدة في سبتمبر لتبقى الرهانات في الأسواق قرابة 100%.
سجل الذهب مستوى تاريخي خلال الأسبوع الماضي عند 2483 دولار للأونصة بسبب رهانات الأسواق على خفض أسعار الفائدة الأمريكية في سبتمبر القادم، ونتيجة لهذا الارتفاع القياسي الذي شاهدناه في فترة قصيرة شاهدنا هذا الأسبوع تصحيح سلبي في أسعار الذهب أعاده بالقرب من المستوى 2350 دولار للأونصة.
ولكن بشكل عام يبقى هناك تفاؤل بشأن مستقبل أسعار الذهب على المدى القريب إلى المتوسط، في ظل عدم اليقين السياسي المحيط بالانتخابات الأميركية إلى جانب التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، هي عوامل رئيسية أخرى قد تؤدي إلى انتعاش كبير في الأسعار.
بالإضافة إلى هذا يبقى المحرك الأساسي في أسعار الذهب مؤخراً هو توقعات خفض الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي، وبيانات نفقات الاستهلاك الشخصي التي تصدر اليوم عن الولايات المتحدة والتي تعتبر بيانات التضخم المفضلة لدى البنك الفيدرالي ستعمل على تحديد مستقبل قرار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي بشكل كبير.
من جهة أخرى أظهرت البيانات أن صافي واردات الصين التي تعد أكبر مستهلك للذهب في العالم، عبر هونج كونج انخفضت بنسبة 18% في يونيو الماضي مقارنة بالشهر السابق، الأمر الذي يعكس تراجع الطلب الصيني على الذهب خلال الفترة الأخيرة وهو ما ظهر أيضاً في توقف البنك المركزي الصيني عن شراء الذهب وزيادة احتياطيه في شهري مايو ويونيو، لينهي سلسلة مشتريات استمرت 18 شهر متتالي.
بينما التوقعات أن يرتفع الطلب الصيني على الذهب خاصة في ظل التحديات التي تواجهها أسواق العقارات والأسهم. وفي الوقت نفسه من المرجح أن يرتفع الطلب الهندي على الذهب مع الانتقال إلى الربع الرابع وهو عادة فترة موسمية قوية للطلب على الذهب في الهند.