سلطت مجلة "نيوزويك" الأمريكية الضوء على استطلاع رأى حديث أجراه معهد كييف الدولى لعلم الاجتماع، الذى كشف عن زيادة فى نسبة الأوكرانيين المؤيدين لتقديم تنازلات إقليمية لروسيا مقابل تحقيق السلام.
وأشارت المجلة إلى أنه على الرغم من هذا التغير فى الرأى العام، تظل المفاوضات بين كييف وموسكو بعيدة المنال، مما يعرقل فرص التوصل إلى تسوية قريبة.
وأعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عن رفضه القاطع لأى تفاوض مع القيادة الروسية الحالية، مُصدِرًا مرسومًا يمنع إجراء محادثات مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
رغم ذلك، أكد زيلينسكى لهيئة الإذاعة البريطانية الأسبوع الماضى ضرورة حضور الممثلين الروس إلى "قمة السلام" المزمع إقامتها فى نوفمبر، مشيرًا إلى استعداد كييف لمناقشة خطة لإنهاء النزاع وفقًا لميثاق الأمم المتحدة.
وعلى الرغم من ذلك لم يُبدِ زيلينسكى استعدادًا للتنازل عن الأراضى فى مقابل تحقيق السلام، وهو موقف تدعمه كييف وحلفاؤها، بما فى ذلك الولايات المتحدة، التى ترى أن مثل هذه التنازلات قد تعتبر مكافأة لعدوان بوتين.
أظهر الاستطلاع، الذى يتعقب مواقف الأوكرانيين منذ بداية الغزو الشامل فى مايو ٢٠٢٢، أن ٣٢٪ منهم باتوا يفضلون التنازل عن الأراضى لتحقيق السلام والحفاظ على الاستقلال، مقارنة بـ٢٦٪ فى فبراير الماضى و٩٪ فى فبراير ٢٠٢٣.
وفى تصريحات لمجلة "نيوزويك"، قال فيكتور كوفالينكو، المحلل الدفاعى والجندى الأوكرانى السابق، إن "الروح المعنوية الأوكرانية لاستعادة جميع الأراضى قد تراجعت نتيجة للإرهاق والخسائر الكبيرة. الجيش الأوكرانى الآن فى موقف دفاعي، ويفتقر إلى الإمكانيات اللازمة لشن هجوم مضاد، فى حين أن الدعم الغربى يبدو غير مستقر بشكل متزايد".
وأظهر الاستطلاع أيضًا أن ٥٥٪ من المشاركين يعارضون التنازل عن الأراضى لروسيا لإنهاء الحرب، وهى نسبة انخفضت من ٧٤٪ فى ديسمبر ٢٠٢٣ و٦٥٪ فى فبراير ٢٠٢٤.
وأشارت النتائج إلى أن مستوى المعارضة للتنازلات الإقليمية يعتمد على المنطقة التى يعيش فيها المشاركون، حيث كانت المعارضة أكثر فى الغرب (٦٠٪) وأقل فى الجنوب (٤٦٪).
أكد معهد كييف الدولى لعلم الاجتماع أن أسئلة الاستطلاع لم تحدد الأراضى التى قد تشملها التنازلات، كما أنها لم تشر إلى "السلام بأى شروط" أو الاستسلام.