لم تحصل نائبة الرئيس الأمريكى كمالا هاريس بعد بدعم الحزب الديمقراطى لترشيحها للرئاسة رسميًا، لكنها حظيت بتأييد الرئيس الأمريكى جو بايدن، إلى جانب العديد من كبار الديمقراطيين، بعد انسحاب بايدن من السباق الرئاسى يوم الأحد الماضي.
إذا تم اختيارها من قبل الحزب، وانتخبت رئيسة، يتفق المحللون على أن هاريس ستواصل على الأرجح السياسة الخارجية لإدارة بايدن، بما فى ذلك إدارة واحدة من أكثر العلاقات توترا، تلك مع الصين.
عندما أصبحت نائبة للرئيس الأمريكى لأول مرة، اعتبر العديد من المحللين هاريس، السيناتورة الأمريكية السابقة والمدعية العامة لولاية كاليفورنيا، أنها مبتدئة إلى حد ما فى السياسة الخارجية.
على مدى السنوات الثلاثة والنصف الماضية كنائبة للرئيس، زارت هاريس أكثر من ١٩ دولة والتقت بأكثر من ١٥٠ زعيما أجنبيا، وفقا لموقع البيت الأبيض.
وسلطت إذاعة "صوت أمريكا" الضوء على آراء هاريس حول السياسة الخارجية الأمريكية بشأن الصين خلال فترة عملها كنائبة للرئيس وسابقا كعضوة فى مجلس الشيوخ الأمريكي.
العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين
فى سبتمبر ٢٠٢٣، سافرت هاريس لحضور قمة الآسيان فى العاصمة الإندونيسية جاكرتا. بعد الاجتماع، تحدثت عن العلاقات الأمريكية الصينية والسياسة تجاه منطقة المحيطين الهندى والهادئ، خلال تصريحات لشبكة "سى بى إس" الأمريكية.
وقالت: "نحن، بصفتنا الولايات المتحدة، فى سياستنا، لا يتعلق الأمر بالفصل، بل يتعلق بإزالة المخاطر. الأمر يتعلق بالفهم".
وفيما يتعلق بالاستثمار فى الصين، قالت هاريس: "هناك فهم متزايد بأن الصين قد لا تكون أفضل رهان بالنسبة للاستقرار الاقتصادي، وذلك عندما تريد الاستثمار فى مكان يوجد فيه التزام واحترام للقواعد والأعراف الدولية".
العلاقات الأمريكية الصينية
كان أول اجتماع لهاريس مع الزعيم الصينى شى جين بينج، خلال منتدى التعاون الاقتصادى لدول آسيا والمحيط الهادئ، فى بانكوك فى عام ٢٠٢٢، عندما أجرت محادثات قصيرة مع شى جين بينج وشددت على أهمية الحفاظ على "خطوط اتصال مفتوحة لإدارة المنافسة بشكل مسئول بين الولايات المتحدة والصين".
ستواصل دعم تايوان
خلال اجتماع فى سبتمبر ٢٠٢٢ مع رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، أكدت هاريس من جديد أن الولايات المتحدة ستواصل دعم تايوان ومعارضة أى إجراءات أحادية الجانب تسعى إلى تغيير الوضع الراهن.
وقال البيت الأبيض إن هاريس أكدت أن الجهود المبذولة للحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان تعد عنصر أساسى فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ الحرة والمفتوحة.
وخلال زيارة لليابان فى نفس الشهر، قالت هاريس: "لقد شهدنا سلوكا مزعجا فى بحر الصين الشرقى وفى بحر الصين الجنوبي، ومؤخرًا، استفزازات عبر مضيق تايوان،" فى إشارة إلى الصين.
وتعتبر الصين، تايوان منطقة منشقة يجب أن تتحد يوما ما مع البر الرئيسي، بالقوة إذا لزم الأمر، وغالبا ما ترسل بكين الطائرات والزوارق العسكرية فى مكان قريب من تايوان لتأكيد مطالبتها بالجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي.
بحر الصين الجنوبي
وخلال زيارتها لليابان، علقت هاريس على ما اعتبرته عدوان بكين على بحر الصين الجنوبي.
وقالت: "إن الصين تقوض العناصر الرئيسية للنظام الدولى القائم على القواعد. لقد تحدت الصين حرية البحار. لقد استعرضت الصين قوتها العسكرية والاقتصادية لترهيب جيرانها".
وتقول بكين إن معظم بحر الصين الجنوبى ملكها، ما يضعها فى صراع مع بروناى وإندونيسيا وماليزيا والفلبين وتايوان وفيتنام. واستخدمت السفن العسكرية الصينية فى عدة مناسبات هذا العام خراطيم المياه ومنعت مرور سفن منافسيها فى المناطق المتنازع عليها.
وفى العام الماضي، قالت هاريس فى تصريحات لـ"سى بى إس": "إن ما يحدث فيما يتعلق بالإجراءات غير المبررة ضد المصالح الفلبينية فى بحر الصين الجنوبى مهم ونحن واضحون للغاية أننا نقف إلى جانب الفلبين".
وأعلنت بكين ومانيلا، يوم الأحد الماضي، عن اتفاق يقولان إنه يهدف إلى وقف الاشتباكات.