يناقش معهد جوته الألماني بالدقي، رواية كواليتي لاند، للكاتب الألماني مارك أوفه كلينج، وذلك ضمن أمسيات ملتقى الكتب، في السابعة من مساء اليوم الخميس، حيث يتحدث عن مسيرة مؤلفها المترجم الدكتور صلاح هلال.
مستقبل التطور التكنولوجي والرقمي المُتسارِع
صدرت رواية كواليتي لاند عام 2019، وترسم الرواية رؤية بائسة لمستقبل عالم تهيمن عليه الخوارزميات والذكاء الاصطناعي، وبحسب مترجم الرواية "صلاح هلال"، تدور أحداث القصة في دولة تقع تحت مراقبة مُحكمة تمامًا عن طريق الخوارزميات التي تعمل من خلالها شركة "كواليتي لاند".
وتشمل الموضوعات الرئيسية للرواية، فضلًا عن تأثير التكنولوجيا على المجتمع، عدم المساواة الاجتماعية، والنقد السياسي، والبحث عن الهوية والمعنى في الحياة الحديثة.
وتتناول رواية كواليتي لاند، قصة شاب يدعى بيتر يعيش في عالم تهيمن عليه شركة عملاقة تسمى "كواليتي لاند"، في هذا العالم، يتم تحديد كل شيء من خلال الخوارزميات التي تخبر الأشخاص بما يجب عليهم شراؤه، ومن يحبونه أو يجب أن يرتبطوا به، وحتى ما العمل الذي يجب عليهم القيام به.
وبيتر هو رجل غير سعيد في حياته، ويعاني من أزمة عاطفية، إلا أن حياته تتغير فجأة عندما يتلقى طردًا من روبوت توصيل يعطيه كتابًا من المفترض أن يتنبأ بمستقبله، يذهب بيتر بعد ذلك في مغامرة يحاول فيها التمرد على نظام "كواليتي لاند" وتشكيل مستقبله بنفسه، وفي أثناء ذلك يلتقي بالعديد من الشخصيات الغريبة، بما في ذلك روبوت يتمتع بروح الدعابة، وفنان مُتمرد.
وتغوص هذه الرواية بشكل ساخر في أعماق المخاوف البشرية، فعن طريق الخوارزميات المتطورة أصبحت الآلات على وشك أن تصل إلى الذروة في سيطرتها على كل البشر وكل الأشياء، بما في ذلك السيطرة على الانتخابات الرئاسية في كواليتي لاند، حيث تشهد الانتخابات تنافسًا بين الرجل الآلي جون والإنسان كونراد، الذي يعمل طباخًا.
في نهاية المطاف، تُظهر الرواية أهمية الدفاع عن الهوية الفردية، ومحاربة هيمنة الرأسمالية، التي تستغل التكنولوجيا، من أجل تحقيق الحرية والسعادة الحقيقية، تجعلنا هذه الرواية نتساءل عن مستقبل التطور التكنولوجي والرقمي المُتسارِع الذي نعيشه، وكيف يمكننا المشاركة في تشكيل المستقبل الذي يناسبنا ويخدم أهدافنا الإنسانية.