انتقد عضو مجلس النواب الأمريكي جمال بومان، في مقال له في صحيفة "الجارديان" البريطانية، السماح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإلقاء خطاب أمام الكونجرس.
وقال بومان: "أن الولايات المتحدة وحكومتنا الفيدرالية تحب تصوير أنفسنا كقادة للسلام والدبلوماسية وحقوق الإنسان. في نظر العالم، نريد أن ينظر إلينا على أننا متعاونون وبناة تحالفات، ونعمل معا لحل المشكلات في جميع أنحاء العالم. لكن الواقع في قاعات السلطة مختلف تماما."
وأشار عضو مجلس النواب الأمريكي إلي أن دعوة نتنياهو تأتي في خضم ما قررته محكمة العدل الدولية على أنه إبادة جماعية ضد الفلسطينيين من قبل حكومة الاحتلال.
وأضاف: "نحن في لحظة محورية في ديمقراطيتنا ومجتمعنا حيث علينا أن نسأل أنفسنا: كيف نريد أن نمثل على الساحة الدولية؟ ما الذي نمثله كأمة إذا كنا ندعو مجرم حرب لإلقاء كلمة أمام الكونجرس وهو يقوم بإبادة جماعية لمئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال؟ دعوة نتنياهو لا ينبغي أن تكون إجابتنا."
وعبر بومان عن شعوره بالاشمئزاز "لأننا نسمح للرجل المسؤول عن تمزيق العائلات وقتل المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين لإلقاء خطاب أمام الكونجرس لمحاولة كسب الدعم والتمويل لحملته العدوانية."
ولفت إلي أن سجل نتنياهو في السلوك الفاشي والإبادة الجماعية ليس جديدا، حيث أمر باحتجاز الفلسطينيين دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة، والتوسيع غير القانوني للمستوطنات في الضفة الغربية، وقتل عشرات الفلسطينيين بشكل عشوائي في هجمات عسكرية مروعة. كما عمل على تفكيك القضاء الوطني حتى لا يمكن محاسبته وانحاز إلى جهات يمينية متطرفة مثل وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الذي دعا إلى نزوح جماعي للفلسطينيين.
ونوه إلي إن وجود نتنياهو في الولايات المتحدة وإلقاء خطابه أمام الكونجرس يقوضان بشكل مباشر إرادة الغالبية العظمى من الأمريكيين الذين يريدون السلام.
وقال: "نظامنا يعتبر معطل إذا اختار قادتنا تجاهل إرادة الشعب. يجب أن نغضب جميعا من قتل الأطفال، سواء في الداخل أو في الخارج ، يجب أن نصرخ جميعا في قاعات الكونجرس حتى لا يكون أمام قادتنا خيار سوى الاستماع."
وكتب: "نحن بحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. نحن بحاجة إلى عالم يفهم فيه الناس أن انتقاد دولة أو زعيم لا يجعلك معاديا للسامية، نحن بحاجة إلى نقلة نوعية حول كيفية تعاملنا مع قضية إسرائيل وفلسطين، حان الوقت لإعادة تقييم موقفنا كدولة ديمقراطية وكمجتمع وإعادة النظر في اصطفافنا ودعمنا لنتنياهو وحكومته التي ترتكب الإبادة الجماعية."