ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم /الأربعاء/ أن الصين تسعى حاليًا لرأب الصدع بين الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك فتح وحماس، ولعب دور الوسيط العالمي في منطقة ذات نفوذ أمريكي بشكل تقليدي.
وذكرت الصحيفة - في سياق مقال تحليلي - رغم أنه من غير المرجح أن تؤدي جهود بكين إلى زوال الخلاف العميق بين حماس وفتح، إلا أنها تمثل اندفاعًا من جانبها نحو منطقة ذات نفوذ أمريكي بشكل كبير، مشيرة إلى أن توقيع زعماء الفصائل بيانًا مشتركًا أمس الثلاثاء في بكين يهدف إلى إنهاء الانقسامات بين الخصمين، وهو اتفاق يعزز ادعاء الصين بأنها وسيط يتمتع بثقل عالمي.
ويدعو البيان إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تشرف على الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة وإجراء انتخابات في نهاية المطاف يجتمع من أجلها زعماء الفصائل ويضعون خارطة طريق، في حين رفضت الحكومة الإسرائيلية أي اقتراح يمنح دورًا حاكمًا لحماس أو السلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها فتح.
وأشادت وسائل الإعلام الصينية بـ"إعلان بكين" ووصفته بأنه علامة على الدور الناشئ للبلاد كوسيط سلام في الصراعات البعيدة، فيم وصف وزير الخارجية الصيني وانج يي الإعلان، في خطاب ألقاه بعد انتهاء المحادثات، بأنه "لحظة تاريخية لقضية تحرير فلسطين" وسلط الضوء على "الإجماع حول تشكيل حكومة مصالحة وطنية مؤقتة لإدارة غزة بعد الحرب".. وأكد وانج مجددًا دعم الصين لـ"وقف شامل ودائم ومستدام لإطلاق النار" ولعقد "مؤتمر سلام دولي كبير للعمل نحو حل الدولتين".
وتعليقًا على ذلك، قالت الصحيفة الأمريكية إن البيان المشترك قد يكون بمثابة فوز دبلوماسي واضح لبكين، لكن المحللين شككوا على الفور في احتمالات تنفيذ هذا الاتفاق وأشاروا إلى أنه ليس سوى الأحدث في سلسلة طويلة من اتفاقيات المصالحة المماثلة التي تم التوصل إليها ثم التخلي عنها بين الفصيلين منذ الصراع على السلطة الذي انتهى في عام 2007 مع سيطرة حماس على قطاع غزة.
ورفض خبراء سياسيون فلسطينيون الاتفاق باعتباره إعادة صياغة للعديد من بيانات المصالحة السابقة، بما في ذلك اتفاق 2022 الذي وقعه 14 فصيلًا فلسطينيًا في الجزائر بينما لم تسفر أيًا من هذه الجهود حتى الآن عن أي تغييرات دائمة في الخلاف بين حماس وفتح.
وأوضحت"واشنطن بوست" أن المبادرة الصينية تأتي في وقت ذروة التوترات بين الفصيلين، حيث اتهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مؤخرًا حماس بإطالة أمد الحرب في غزة، بينما اتهم زعماء حماس بدورهم عباس بالانحياز إلى إسرائيل.
وقالت ديانا بوتو،المحامية الفلسطينية في مجال حقوق الإنسان والمستشارة السابقة لعباس، إن الخطر الآن هو أن يقوم عباس البالغ من العمر 88 عامًا بتهميش جهود المصالحة كما فعل في الماضي، إما تحت ضغط من إسرائيل والولايات المتحدة من أجل تهميش حماس أو من رغبته في البقاء في السلطة.. وأضافت:" أن سبب عدم موافقته على ذلك في الماضي هو أنه يخشى أن يتم إقصاؤه جانبًا".
ووصفت كاري ثابت،وهي مواطنة فلسطينية تبلغ من العمر 40 عامًا ونزحت 10 مرات في الحرب، الفصائل بأنها "مزحة"، وقالت: تعالوا هنا إلى الأرض وانظروا إلى المستشفيات التي لا توجد فيها قطرة دم واحدة يمكن أن تنقذ حياة الناس". وأضافت في لقاء أجراته معها الصحيفة عبر الهاتف: "انظر إلى الناس في شمال قطاع غزة الذين يموتون من الجوع.. انظروا كيف تمرح الدبابات الإسرائيلية في أرض غزة".
وفي إسرائيل، رفض وزير الخارجية يسرائيل كاتس الاتفاق، وتوقع أنه لن يؤدي إلى أي شيء، وقال إن إسرائيل ستواصل هدفها لسحق حكم حماس وأن عباس سيراقب غزة من بعيد.
وأردفت الصحيفة الأمريكية تقول إن الصين قامت في السنوات الأخيرة وبعد عقود من تفضيل ترك الدبلوماسية المثيرة للجدل في الشرق الأوسط للولايات المتحدة بتصوير نفسها بنشاط كصانع سلام قابل للحياة في بعض النقاط الساخنة الأكثر استعصاءً على الحل في العالم.
بوابة العرب
واشنطن بوست: الصين تسعى لرأب الصدع بين الفصائل الفلسطينية
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق