الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

«فاينانشيال تايمز»: على الغرب إعادة النظر في سياساته تجاه إسرائيل بعد قرار محكمة العدل الدولية

محكمة العدل الدولية
محكمة العدل الدولية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حثت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية الغرب على إعادة النظر في سياساته تجاه إسرائيل بعد القرار الأخير الذي أصدرته محكمة العدل الدولية بشأن عدم قانونية احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية المستمر منذ 57 عاما.

وأكدت الصحيفة -في افتتاحيتها الثلاثاء- أن قرار محكمة العدل الدولية يتطلب إعادة التفكير في سياسات الغرب تجاه انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي في الأراضي المحتلة.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الرأي غير ملزم، ولن يخفف من سلوك حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، ولإسرائيل أيضا تاريخ في تجاهل قرارات الأمم المتحدة وأحكام المحاكم الدولية التي تنتقد أفعالها، مع الإذعان الهادئ من حلفائها الغربيين.

ولفتت إلى أن النتائج التي توصلت إليها محكمة العدل الدولية - التي تنظر أيضا في قضية منفصلة رفعتها جنوب إفريقيا حول ارتكاب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة - تعتبر مهمة. فقد سلطت الضوء على الأبعاد الكاملة للممارسات الإسرائيلية غير القانونية في الأراضي المحتلة في وقت أدت فيه الحرب التي أشعل فتيلها هجوم حماس في السابع من أكتوبر الماضي إلى تجدد التركيز على الحاجة إلى حل الدولتين.

ورأت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيثير دون شك مسألة الطريق إلى إقامة دولة فلسطينية إذا التقى بنتنياهو في واشنطن هذا الأسبوع، كما هو متوقع. ومن المحتمل أن يدفع من أجل وقف إطلاق النار في غزة ويعزز إصرار واشنطن على انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع عندما تنتهي الحرب.

وقالت إنه كلما أصبحت المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية أكثر ديمومة وتوسعا، كلما أصبح من الصعب إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة. وينص رأي محكمة العدل الدولية على أن سياسات إسرائيل تنتهك "التزامها" باحترام حقوق الفلسطينيين في تقرير المصير.

وأضافت الصحيفة إنه لا ينبغي لأي من هذا أن يشكل صدمة. فلطالما اعتبرت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي ومعظم دول العالم المستوطنات الإسرائيلية غير قانونية، في حين تعتبرها الولايات المتحدة غير شرعية. ومع ذلك، تعامل الغرب مع إسرائيل برفق شديد، ومنحها في الأساس تصريحا مجانيا بينما تنتهك القانون الدولي. 

ولفتت (فاينانشيال تايمز) إلى أن البضائع تتدفق بحرية بين المستوطنات والغرب. وعندما تكشف إسرائيل عن موجة جديدة من أعمال البناء في الضفة الغربية، فإن الحكومات في أفضل الأحوال تصدر بيانات إدانة صارمة. كما أنه لم يكد يصدر أي صوت في الشهر الماضي عندما أعلنت إسرائيل عن أكبر عملية استيلاء على الأراضي الفلسطينية منذ التسعينيات.

وقالت إن مثل هذا التخاذل يغذي تصورات النفاق الغربي ويقوض فكرة وجود نظام دولي عادل وقائم على القواعد. وقد تفاقم هذا الشعور بسبب فشل الغرب في كبح جماح الهجوم الإسرائيلي المدمر على غزة.

وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة وحلفاءها يضغطون على إسرائيل وحماس للموافقة على إنهاء الحرب وإعادة المحتجزين الإسرائيليين، ولكن طالما أن إسرائيل قادرة على تعميق عملية "الضم الزاحف" دون أي تكلفة، فإن احتمال التوصل إلى تسوية دائمة عن طريق التفاوض للأزمة الفلسطينية الإسرائيلية سيظل حلما بعيد المنال، مؤكدة ضرورة أن يفرض قرار محكمة العدل الدولية الأخير إعادة ضبط لسياسات الغرب تجاه انتهاكات إسرائيل.