الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

تقرير دولي: تغيرات المناخ قد تقتل 10 ملايين شخص حول العالم بسبب الوقود الأحفوري ودرجات الحرارة المتطرفة.. وخبراء: مكافحة الاحتباس الحراري وخفض الانبعاثات الكربونية أصبحت ضرورة مُلِحة

 التغيرات المناخية
التغيرات المناخية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"لا شك أنَّ التغيرات المناخية ستصاحبها حالة طوارئ صحية واسعة النطاق، الأمر الذي يتسبب في وقوع عدد كبير من الوفيات نتيجة لتلوث الهواء القاتل، بالإضافة إلى العديد من الظواهر الجوية المتطرقة التي تتسبب في العديد من الأمراض المتعلقة بسوء التغذية والمشكلات النفسية"، ذلك هو ملخص تقرير علمي صادر عن المعهد البحثي التابع لبنك التنمية الآسيوي. 

وأوضح التقرير أن التغيرات المناخية لم تعد مشكلة بيئية بل مشكلة اقتصادية وصحية أيضًا، حيث يفقد العالم نحو 5 ملايين شخص نتيجة لاحتراق الوقود الأحفوري، وبخاصة في الصين والهند، وأشار التقرير إلى مجموعة من الإحصاءات المتعلقة بمخاطر التغيرات المناخية، حيث إن أكثر من 75% من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري تنبع من النفط والفحم والغاز، لا تضر بالكوكب فحسب، بل تشكل تهديدًا خطيرًا على صحة الإنسان.

كما سلط التقرير الضوء على الأمراض التي تصيب البشر كنتيجة غير مباشرة بسبب الوقود الأحفوري، حيث قال إن الفرد يستهلك كل أسبوع ما يصل إلى 5 جرامات من المواد البلاستيكية المشتقة من الوقود الأحفوري بشكل عام، تتجاوز التكاليف الصحية للمواد البلاستيكية 250 مليار دولار سنويًا، حيث يحتوي البلاستيك على آلاف المواد الكيميائية الضارة بالصحة والمواد المسرطنة، والتي لها علاقة مباشرة بالعديد من الأمراض المتعلقة بالحمل والولادة، وسرطان الأطفال، وضعف النمو العصبي، وأمراض الرئة، فضلًا عن ضعف وظائف الغدد الصماء والوظائف الإدراكية والإنجابية.

درجات الحرارة القاتلة

ولفت التقرير إلى مخاطر التغير في درجات الحرارة، حيث أكد أن درجات الحرارة "الساخنة والباردة" بشكل غير طبيعي، تقتل 5 ملايين فرد كل عام (يعيش أكثر من نصفهم في آسيا)، حيث ارتفعت الوفيات المرتبطة بالحرارة بنسبة 85% في العقد الماضي بين الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، كما أن كبار السن وكذلك الأطفال الصغار والأفراد الذين يعانون من حالات صحية أساسية، معرضون بشدة للإجهاد الحراري، فضلًا عن ذلك ترتبط الحرارة الشديدة بضربات الشمس، والنوم المتقطع، وإصابة الكلى الحادة، ونتائج الحمل السيئة، بالإضافة إلى مضاعفات القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي.

وأوضح التقرير أن درجات الحرارة الشديدة تحد من قدرة الأفراد على ممارسة الرياضة والعمل، مما يزيد من تعريض صحتهم ورفاهتهم للخطر، وتتسبب الموجات الحارة في خسائر هائلة في الإنتاجية؛ حيث تُكلف المجتمعات 863 مليار دولار سنويًّا، وقد سهّل ارتفاع درجات الحرارة على الحشرات الناقلة للأمراض كالبعوض نشر أمراض مثل حمى الضنك، وتشهد آسيا حاليًا 70% من حالات حمى الضنك، إلا أن هذا الوضع قد يشهد تغييرًا؛ حيث سيصبح نصف العالم عرضة للإصابة بالفيروس.

ومع تزايد الأمراض المعدية، فمن المرجح أن تؤدي إلى استمرار حالات سوء التغذية، بالإضافة إلى ذلك قد يؤدي التغير المناخي إلى زيادة عبء سوء التغذية بشكل أكبر حيث يتسبب في تقليل القيمة الغذائية للأغذية الأساسية وانخفاض غلة المحاصيل بنسبة تصل إلى 30%.

خيارات لإنقاذ العالم من مخاطر التغيرات المناخية

ولا يزال العالم يمتلك العديد من الخيارات التي من شأنها الحد من مخاطر التغيرات المناخية، من خلال الإسراع في تنفيذ خطط عاجلة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، وتقديم المنتجات الطبية منخفضة الكربون، وفرض ضرائب الكربون، وفرض تنظيمات صارمة على جودة الهواء، فضلًا عن التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، بهدف الحفاظ على حياة المواطنين من الآثار الصحية الكارثية للتغير المناخي.

خبراء: الحد من مخاطر التغيرات المناخية ضرورة مُلِحة

وفي هذا الشأن قال الدكتور مجدي علام، عضو اتحاد خبراء البيئة العرب، إن التصرفات غير المسؤولة جعلت التغيرات المناخية أكثر شراسة، الأمر الذي ظهر جليًا في اتساع دائرة المخاطر المتعلقة بالاحتباس الحراري، والذي أدى لتدمير 45% من النظم البيئية.

وأضاف خبير التغيرات المناخية أن الخلل في النظم البيئية جعل فصول السنة تتداعى فأصبحنا لا نجد فصول الربيع والخريف وتحولت السنة إلى فصلين صيف وشتاء طويلين، الأمر الذي ينذر بمخاطر مستقبلية محتمة، وهو ما يدفعنا لضرورة الإسراع في مكافحة مخاطر التغيرات المناخية من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية والاتجاه نحو الطاقة المتجددة كبديل للوقود الأحفوري الملوث للبيئة. 

من جهته، قال الدكتور شاكر أبو المعاطي، أستاذ المناخ بمركز البحوث الزراعية، إن مكافحة التغيرات المناخية أصبحت ضرورة مُلِحة في ظل ما تمثله من مخاطر كبيرة وبخاصة على الزراعة التي تشكل الركن الأساسي للأمن الغذائي العالمي. 

وأكد "أبو المعاطي" أن التقرير سالف الذكر أشار إلى مخاطر التغيرات المناخية المتعلقة بسوء التغذية وانتشار الحشرات الناقلة للأمراض، وهو أمر حقيقي بالفعل حيث أدت التغيرات المناخية إلى ظهور العديد من الحشرات والآفات التي تُشكل خطرًا كبيرًا على المحاصيل الزراعية وتهدد إنتاجيتها، ولذلك يجب الإسراع في اتخاذ الدول المزيد من الإجراءات للحد من مخاطر تغير المناخ.