التعليم والصحة ركنان أساسيان في نهضة الأمم؛ فالتعليم يحمي المجتمع من كل الأمراض، سواء أكانت أمراضًا عضوية أو نفسية أو اجتماعية، فنحن بحاجة إلى المزيد من الحكماء ربما أكثر من حاجتنا إلى المزيد من الأطباء؛ فالمعلم المثقف الواعي حكيم يقف حائط صد يحمي، ويرسم المنهج والطريق للحياة..
فبالعلم والمال يبني الناس ملكهم
فلم يبنَ ملك على جهل وإقلال
لذا كان من الضروري أن تعنى الدولة بالتعليم؛ فالتعليم هو محرك التقدم الاقتصادي والاجتماعي، كما يتضح من تجارب الدول المتقدمة مثل اليابان وكوريا الجنوبية؛ حيث ركزت على تطوير التعليم كمحرك رئيس للنمو؛ فالمعلم هو الركيزة الأساسية في هذا البناء التربوي الذي يعلو بعلو همة المعلم فلا يمكن تحقيق نهضة تعليمية حقيقية دون الاهتمام بمكانة المعلم وهيبته، فالمعلم له الدور الفاعل والحاسم بتشكيل عقول الأجيال القادمة وبناء قدراتهم وتطوير مهاراتهم..
وقد قال شوقي:
قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا
كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي
يَبني وَيُنشِئُ أَنفُسًا وَعُقولا
لذا فإن تعزيز هيبة المعلم تمثل ضرورة ملحة لرفع مستوى التعليم وتحقيق التنمية الشاملة المنشودة
فهيبة المعلم ضرورة لتحقيق بيئه تعليمية منتجة وفعالة فإذا ما حظي المعلم بالاحترام والتقدير للمجتمع ازداد دافعه للعطاء والإبداع في عمله وانعكس ذلك على الطلاب فتزداد دافعيتهم للتعلم
وقد قال الشافعي
اصْبِرْ عَلَى مُرِّ الْجَفَا مِنْ مُعَلِّمٍ
فَإِنَّ رُسُوبَ الْعِلْمِ فِي نَفَرَاتِهِ
وَمَنْ لَمْ يَذُقْ مُرَّ التَّعَلُّمِ سَاعَةً
تَجَرَّعَ ذُلَّ الْجَهْلِ طُولَ حَيَاتِهِ
وتواجه هيبة المعلم عدة تحديات منها على سبيل المثال
* زياة الأعباء الإدارية على المعلم نتيجة لعجز المعلمين والإداريين
* نقص برامج التنمية المهنية المستدامة التي تؤهل المعلم لمواكبة العصر
* عدم توافر المناخ التربوي المناسب داخل المدارس لنقص الوعي الإداري لدى مديري المدارس
* انتشار الدروس الخصوصية ودخول عناصر غير مؤهل في التدريس خارج المدارس
* قلة التقدير الاجتماعي
وأمام هذه التحديات يلزم أن تعزز هيبة المعلم فمن سبل تعزيزها
* التغلب على عجز المعلمين والإداريين
* توفير بيئة عمل محفزة لضمان استقرار المعلم النفسي والاجتماعي
* توفير المناخ التربوي المناسب داخل المدارس برفع كفاءة مديري المدارس وتدريبهم وتنمي الوعي الإداري لدىهم
* تجريم الدروس الخصوصية وتنمية وعي المجتمع بخطورة غياب الطلاب عن المدارس وخطورة تدريس غير المتخصص للمناهج الدراسية
* تحقيق التنمية المهنية المستدامة بتوفير البرامج التدريبية وورش العمل التي تسهم في تطوير مهارات المعلمين وتحديث معرفته
* تعزيز دور المعلم في المجتمع ويتحقق ذلك بتضافر الجهود بين المؤسسات وبخاصة الإعلام في التوعية بأهمية المعلم وتأثيره في بناء المجتمع مع تكريم المعلم في المناسبات الوطنية وبذلك تتحقق الهيبة والاحترام المطلوب للمعلم المصري ونعيد للمؤسسة التربوية مكانتها ودورها في بناء المجتمع ورقيه والنهوض به.
آراء حرة
هيبة المعلم ونهضة التعليم
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق