تمر اليوم الذكرى الـ 72 لثورة 23 يوليو، ونجحت ثورة 23 يوليو 1952، في تحقيق مجموعة من الانتصارات والمكاسب الهامة للشعب المصري، سواء في النواحي السياسية، الاقتصادية، أو الاجتماعية.
كانت الثورة مبنية على 6 مبادئ أساسية، منها إقامة حياة ديمقراطية سليمة، وتأسيس عدالة اجتماعية، والقضاء على الاستعمار، إلى جانب تأسيس جيش وطني قوي والقضاء على سيطرة رأس المال على الحكم، بالإضافة إلى القضاء على الإقطاع.
المكاسب السياسية لثورة 23 يوليو:
نجحت ثورة 23 يوليو في استرداد الكرامة والاستقلال والحرية المفقودة على أيدي المستعمر المعتدي، والسيطرة على الحكم في مصر وسقوط الحكم الملكي، وإجبار الملك على التنازل عن العرش ثم الرحيل عن مصر إلى إيطاليا، وإلغاء النظام الملكي وقيام الجمهورية.
الإصلاح الزراعي وبناء السد العالي:
قدمت ثورة 23 يوليو، مشاريع زراعية كبيرة تهدف إلى زيادة الرقعة الزراعية من خلال استصلاح الأراضي الصحراوية، و من بين هذه المشاريع، مشروع مديرية التحرير والوادي الجديد، اللذان ساهما في زيادة المساحات المزروعة في مصر، إضافة إلى الأراضي في الوادي والدلتا.
كما تم بناء السد العالي الذي يعد من أبرز إنجازات ثورة 23 يوليو، حيث تم تصميمه لضمان توفير مياه الري، مما ساهم في تعزيز الزراعة وزيادة المحاصيل، والذي يعتبر واحدا من أبرز المشاريع الوطنية الضخمة في تاريخ مصر الحديث.
كما قضت الثورة على الرأسمالية والإقطاع، وأحد أهم تدابيرها كان قانون الإصلاح الزراعي الذي صدر بعد شهرين فقط من الثورة في سبتمبر 1952. بفضل هذا القانون، تم توزيع الأراضي على الفلاحين، حيث أصبح الفلاح مالكا للأرض بدلا من أن يكون أجيرا أو مستأجرا. تم تسمية الأراضي التي تمتلكها الدولة وتم توزيعها على الفقراء بأراضي الإصلاح الزراعي بموجب القانون رقم 178 لعام 1952. وبعد سداد الأقساط على مدى 40 عاما، حصل الفلاح المصري على عقد تمليك يضمن استقرار مستقبل أسرته.
مكاسب المرأة المصرية:
كما شهدت كل امرأة عاشت عصر ثورة 23 يوليو تغيرًا كبيرًا في حياتها، بعد أن أولى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر المرأة المصرية الاهتمام، وعمل على تحسين الحياة الاجتماعية لها، من خلال مشروع الأسر المنتجة، ومشروع الرائدات الريفيات، ومشروع النهوض بالمرأة الريفية وتم تعيين أول وزيرة مصرية للشئون الاجتماعية، وهى حكمت أبوزيد، كما نجحت الثورة في خفض نسبة الأمية بين المصريين. إنّ ثورة يوليو ضربت أروع الأمثلة لانحياز الجيش المصري العظيم لتطلعات وآمال الشعب في الحياة، التي تقوم على العدالة الاجتماعية.
الثقافة والتعليم:
ساهمت ثورة 23 يوليو في تأسيس الهيئة العامة لقصور الثقافة والمراكز الثقافية لتحقيق توزيع عادل وديمقراطي للثقافة، مع تعويض المناطق التي تأثرت بحرمانها من الإبداع الذي كان مقتصراً على القاهرة.
تضمنت المبادرة إنشاء أكاديمية تضم المعاهد العليا للمسرح والسينما والنقد والباليه والأوبرا والموسيقى والفنون الشعبية، بالإضافة إلى رعاية الآثار والمتاحف ودعم المؤسسات الثقافية.
في مجال التعليم، اهتمت الثورة بتحقيق تعليم شامل يجمع بين التربية والتعليم لإعداد مواطنين مثقفين، وجعلت التعليم متاحاً مجاناً للجميع، بالإضافة إلى إنشاء وزارة للتعليم العالي عام 1961. كما تسلطت السياسة التعليمية على تحقيق تكافؤ الفرص بين المواطنين في التعليم.
تعززت الجهود الثقافية والتعليمية بتعاون ثقافي مع الدول العربية، وكان من أبرز الإنجازات إنشاء فرع لجامعة القاهرة في الخرطوم في أكتوبر 1955، مما عزز التبادل الثقافي والعلمي بين الدول العربية.
الصناعة:
كانت ثورة يوليو نقطة انطلاق لصناعة دور إقليمي للبلاد في العالم العربي وإفريقيا، وأثرت تلك الدورة الإيجابية على الوضع الحالي. من بين إنجازات الثورة كانت توحيد الجهود وتجميع الطاقات العربية لدعم حركات التحرر في المنطقة.
التحرر الخارجي
وتوسع الدور المصري بشكل كبير في إفريقيا والعالم العربي، حيث حظيت جميع حركات التحرر التي نشأت بعد الثورة بدعم مصري مادي ومعنوي، وتمكنت القاهرة من دعم هذه الحركات بفاعلية، مما ساهم في نجاحها وتحقيق أهدافها.