الخميس 14 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

محطات وأسرار في ذكرى رحيل القديس يوحنا صاحب الإنجيل الذهبي

القديس يوحنا
القديس يوحنا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم القديس يوحنا صاحب الإنجيل الذهبي، الذي ولد بمدينة رومية من أب غني يسمي أطروفيوس أو أطرافيموس.

ونشر كتاب تاريخ الكنيسة، أنه لما كان يوحنا يتلقى العلم في المكتب طلب من أبيه أن يجلد له الإنجيل الذي كان يقرأ فيه بالذهب فعمل له ما أراد ففرح به كثيرا واتفق أن أحد الرهبان نزل عندهم عند ذهابه إلى بيت المقدس فطلب منه يوحنا أن يأخذه معه، فأعلمه أنه ذاهب إلى القدس وليس إلى الدير، ثم عرفه أنه صغير السن، ولا يحتمل معيشة التقشف التي يمارسها الرهبان.

كما أن يوحنا كان صادقا في عزمه فسافر وحده في سفينة إلى دير ذلك الراهب ولما رآه الرئيس لم يرد أن يقبله لصغر سنه، وأفهمه أن العيشة الرهبانية شاقة عليه، ولما ألح عليه يوحنا ورأى فيه الرئيس ثبات العزم وقوة اليقين حلق له شعر رأسه وألبسه ثوب الرهبنة المقدس فأجهد يوحنا نفسه بعبادات زائدة.

وكان الأب الرئيس ينصحه قائلا: " ترفق بنفسك وسر مثل سائر الأخوة " فكان يقول له "أن قوة الله وصلاتك عني تعينني" وبعد سبع سنوات رأى في رؤيا من يقول له : "قم أذهب إلى والديك لتأخذ بركتهما قبل انتقالك من هذا العالم".

وتكررت هذه الرؤيا ثلاث ليال متوالية فأعلم الرئيس بها، فعرفه أن هذا من الله وأشار عليه بالذهاب فلما خرج من الدير وجد رجلا مسكينا عليه ثياب رثة، فأخذها منه وأعطاه ثيابه، ولما وصل منزل والديه قضي ثلاث سنوات قريبا من باب البيت يقيم في عشة من القش وكان يقتات أثناءها من فضلات موائد أبيه التي يرميها الخدم. وكانت أمه إذا عبرت به تشمئز نفسها من رائحته ومن منظر ثيابه الرثة.

ولما دنت نياحته أعلمه الرب أنه بعد ثلاثة أيام سينتقل من هذا العالم فاستدعى والدته ولم يعرفها بنفسه واستحلفها أن تدفنه في العشة التي يقيم فيها بما عليه من الثياب ثم أعطاها الإنجيل الذهبي قائلا : كلما قرأت فيه تذكرينني فلما حضر والده إلى المنزل أرته الإنجيل فعرف أنه إنجيل ولده يوحنا فأسرع إليه الاثنان وسألاه عن الإنجيل وعن ولدهما فطلب منهما أن يتعهدا بأن لا يدفناه إلا في ثيابه التي عليه، ثم عرفهما بأنه ولدهما، ثم خرجت روحه إلى خالقه، فبكيا بكاء عظيما وسمع بذلك أكابر رومية، فكفنته أمه بالثياب التي أعدتها ليوم زواجه قبل ذهابه إلى الدير فمرضت لوقتها فتذكر زوجها التعهد الذي قطعاه وفي الحال نزع عن ابنه هذه الثياب وألبسه ثيابه القديمة ودفنه في العشة التي كان بها وحصلت من جسده عجائب كثيرة ثم بنوا له كنيسة على اسمه ووضعوا جسده بها.