كشفت دراسة قام بها علماء العلوم الإنجابية وعلم الوراثة والتنمية في جامعة كولومبيا، أن العقار المسمى راباميسين يمكن أن يطيل فترة خصوبة النساء لمدة خمس سنوات إضافية ويساعدها على العيش عمرًا أطول وبصحة أفضل، وفقًا لما نشرته مجلة ذي جارديان.
وقال العلماء من جامعة كولومبيا، إن النتائج المبكرة لتجاربهم الدوائية كانت بمثابة حلم أصبح حقيقة واختبرت الدراسة ما إذا كان عقار "راباميسين" المثبط للمناعة يمكن أن يساعد في إبطاء شيخوخة المبيض، وبالتالي تأخير انقطاع الطمث وزيادة الخصوبة وسعى الفريق أيضًا إلى قياس ما إذا كان الدواء يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر.
وشارك في الدراسة يوسين سوه، أستاذة العلوم الإنجابية وعلم الوراثة والتنمية في جامعة كولومبيا، وزيف ويليامز، الأستاذ المشارك في صحة المرأة ورئيس قسم الغدد الصماء التناسلية والعقم في مركز إيرفينغ الطبي بجامعة كولومبيا.
وقالت سوه، إن النتائج الأولية تشير إلى أن الراباميسين يمكن أن يبطئ شيخوخة المبيض بنسبة 20% دون التسبب في الآثار الجانبية الـ44 (الناتجة عن الراباميسين)، بدءا من الغثيان الخفيف والصداع وحتى ارتفاع ضغط الدم والالتهابات.
وأضافت، أن المشاركات في الدراسة العشوائية التي تمت مقارنتها بالعلاج الوهمي، أبلغن عن تحسينات ذاتية في الصحة والذاكرة ومستويات الطاقة لديهن وفي نوعية البشرة والشعر: تحسينات صحية تتفق مع دراسات أخرى حول الراباميسين والتي أشارت إلى قدرة الدواء على تعزيز متوسط العمر الافتراضي للإنسان بنسبة 9-14%، بينما يعمل على تنشيط جهاز المناعة والأعضاء التي تتدهور مع التقدم في السن.
ولفتت أن نتائج الدراسة مثيرة للغاية وهذا يعني أن أولئك الذين يعانون من مشاكل الخصوبة المرتبطة بالعمر لديهم الآن الأمل بينما لم يكن لديهم من قبل وهذه النتائج المبكرة تعني أن لدينا الآن فرصة واضحة لتحقيق هدفنا النهائي واستخدام الراباميسين، لإطالة عمر المبيض ووصفت النتائج بأنها بمثابة حلم أصبح حقيقة.
وهذه هي الدراسة الأولى التي تبحث في جوهر شيخوخة المبيض وتحاول إبطاء معدل حدوث ذلك حيث استهدفت الأبحاث السابقة حول انقطاع الطمث الأعراض فقط.
وأشارت إلى أن شيخوخة المبيض هي المحرك الأساسي للشيخوخة لدى النساء والعلاج التعويضي بالهرمونات هو بمثابة ضمادة للشيخوخة التي حدثت بالفعل ولكن إذا تناولت النساء الراباميسين في الثلاثينيات من العمر وعندما تبدأ المبايض في الانخفاض ولكن لا توجد أي أعراض بعد، فيمكنهن في الواقع إبطاء عملية الشيخوخة بأكملها.
ويطلق المبيضين البويضات بشكل مستمر بحيث تفقد المرأة نحو 50 بويضة كل شهر مع وصول واحدة فقط إلى مرحلة الإباضة.
وشرح ويليامز قائلا، نحن نعلم أن هذا ينجح مع الحيوانات، والآن نعلم أنه آمن للبشر وحاليا نحن بحاجة فقط إلى دراسة أكبر لجمع كلا الجزأين معًا.
وقال، إنه نظرا لأن هذا العقار رخيص الثمن ويستخدم بالفعل على نطاق واسع فإنه بمجرد إثبات الأدلة سيكون التقدم سريعًا ولكن من غير المعروف حتى الآن ما إذا كانت البويضات التي تنتجها المبايض ذات العمر الأطول أكثر عرضة لاحتواء التشوهات الجينية.