يحتفل اليوم المصريون بذكرى ثورة 23 يوليو 1952 للعام الـ 72، ولكن ماذا تبقى من الثورة من قيم وآثار حتى يومنا هذا ليتذكره أو يتفقده الأجيال، وفي هذا السياق طرحت "البوابة" التساؤل على عدد من المؤرخين وأساتذة علم الاجتماع والعلوم السياسية والخبراء، منهم من أكد أن آثار ثورة يوليو والتغييرات التي أحدثتها ما زالت موجودة وباقية، خاصة في المناحي السياسية والعسكرية وأهمها تأسيس الجيش المصري، فيما أوضح آخرون أنه بعد مرور ٧٢ عامًا على ثورة يوليو لم يبق منها شيء.
أرست مبدأ العدالة الاجتماعية والمواطنة
قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع، إن ثورة 23 يوليو 1952 كانت ثورة بيضاء لم يتم استخدام العنف أو رفع للسلاح فيها مثلما حدث في الثورة الفرنسية، وخرج الملك وقتها معززًا، مشيرة إلى أن "ثورة ٥٢" كانت ثورة بناءة، وأثرت في حياة المصريين اجتماعيًا وسياسيًا.
وأضافت خضر في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن أهم المكاسب التي لا يزال المصريون يعاصرونها وتدخل في تكوين شخصيتهم من نتاج ثورة 23 يوليو، تتمثل في معرفة معني الوطن والانتماء، والحفاظ على الأرض كالعرض، وكانت الثورة "أيقونة" لجميع دول العالم العربي التي كانت تعاني في هذا الوقت من الاستعمار الأجنبي والتفكك مثل الجزائر وليبيا وغيرهم، وقد ساعدت مصر الدول العربية للتحرر من الاستعمار وأعطت الشعوب العربية نورًا للمقاومة، مما جعل دور مصر بارزًا وعلاقتها مع الدول العربية قوية حتى يومنا هذا.
وتابعت "خضر"، أن من أهم المكاسب علي المستوى الوطني والتي استمرت حتى اليوم، هو معنى العدالة الاجتماعية والمواطنة بين الفقير والغني، على الرغم أن هناك طبقات اجتماعية مختلفة وطبيعية أن تكون متواجدة، ولكن يتساوى الجميع في حقوقه كمصري.
وأشارت أستاذ علم الاجتماع، إلى أهمية ثورة 23 يوليو 1952 في إرساء أهمية التعليم ومجانيته خاصة للطبقات المتوسطة والفقيرة، وتوفير مستوى تعليمي متقدم للأجيال اللاحقة، كما أن الاهتمام بالزراعة والصناعة مستمر حتى اليوم، وأن الدولة المصرية استطاعت تصنيع العديد من القطع الحربية على مدار تلك السنوات.
وأثارت خضر، أن الذوق العام اختلف ولم يعد مثلما كان اثناء الثورة وبعدها، خاصة فيما يخص الفن والموسيقى والثقافة بشكل عام، وإن اختلاف الأجيال كان له تأثير في ذلك.
لم يبق منها إلا اسمها
على صعيد متصل، قال الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة حلوان، أن ثورة 23 يوليو لم يبق منها إلا اسمها، منوهًا أنه منذ عام ١٩٧١ وتحديدًا عندما قرر الرئيس الراحل محمد أنور السادات تصفية ما اسماه بمراكز القوى، وحل جميع اللجان والتنظيمات السياسية آنذاك، واستبدالهم بموالين له والاعتماد على جماعة الإخوان في بداية حكمه.
وأوضح الدسوقي في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن ذلك العام هو بداية نهاية أهداف ثورة يوليو، مضيفًا أنه مع الوقت بدأت التنازلات عن مبادئ الثورة، ومنها تصفية القطاع العام، وإعادة إحياء رأس المال في الاستثمارات، وأن هذا كله مثل تبعية وخضوع الطبقة الوسطى لرأس المال، وهذا ما استمر بعد السادات، مشيرًا إلى أن مكتسبات ثورة يوليو الاجتماعية لم تعد موجودة.
أصلت تغيير الأوضاع الزائفة
واختلفت الكاتبة الصحفية فريدة النقاش، حيث قالت إن ثورة 23 يوليو 1952 كانت فكرة للتطور والتغيير، وأن الأوضاع الزائفة لابد أن تتغير، فإن تاريخ الإنسانية لا يقف على شخص أو شيء محدد، وكل شيء في تطور مستمر ودائم.
وأضافت الكاتبة الصحفية، أن الإنسان استطاع بفضل ثورة 23 يوليو 1952 أن يغير حياته بطريقة أو أخرى، وأن ثورة يوليو كانت أيقونة لما بعدها من الثورات وأصلت فكرة الثورة على الأوضاع المزيفة.