قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى" هذا الحديث الشريف يدل على فضل كفالة اليتم وعلى أهميته فعلى كل شخص مقتدر ان لا ينسى ان اليتيم يحتاج الرعاية والاهتمام والمال وكل شيء أعطاه الله للإنسان، وهناك اشخاص قلبهم مليء بالرحمة والايمان والمسئولية اتجاه البشر المحتاجين وبخاصة الايتام ومن بينهم امرأة مصرية رائعة "أم كافلة وزوجة ومؤسسة ومديرة تنفيذية لمنظمة "يلا كفالة" الغير حكومية في مصر والولايات المتحدة الأمريكية وافتتحت وزارة التضامن مقر المنظمة في مصر السنوات الماضية لدور المنظمة في نشر الوعي عن الكفالة واهميتها وعدم نسيان الأطفال اليتامى.
مؤسسة ومديرة المنظمة هي المصرية "رشا مكي، صاحبة الـ٥٦ عامًا، هي من قامت بتأسيس مركز رعاية الأطفال الصغار في سان فرانسيسكو تحت اسم "يالا كفالة" وافتتحت فرع اخر في مصر، "رشا" حاصلة على بكالوريوس في السياحة وإدارة الفنادق من جامعة حلوان ودرجة في تنمية الطفل من كلية مدينة سان فرانسيسكو، زارت الولايات المتحدة لأول مرة عامي 1982 و1983، عندما حصلت والدتها على منحة دراسية هناك، وقضت الصف الثامن في مدينة أوماها، نبراسكا، وعادت في عامي 1985 و1986 ضمن برنامج تبادل طلبة المدارس الثانوية في مدرسة ماونتن بروك الثانوية، تزوجت عام 1993، وانتقلت إلى الولايات المتحدة.
تقول "رشا" ان في بداية انتقالها الى الولايات المتحدة كانت البداية صعبة للغاية بدون دعم أو وجود أصدقاء وزملاء مصريين، وعلى الرغم من ذلك، فقد كونت شبكة متنوعة من الأصدقاء ووجدت شغفها في تنمية الطفل، وحولت حياتها المهنية إلى رعاية الأطفال، وتأسيسها لحضانة الأطفال، وساعدها ذلك في اعتبار سان فرانسيسكو وطنها الثاني، مشيرة الى انه بالرغم من ان الخصوصية من مميزات الولايات المتحدة الامريكية الا انه مع تقدم السن، لا تراها أحيانًا بنفس الإيجابية كما كانت تراها في السابق، وبعد وقت من محاولات رشا للإنجاب قررت ان تكفل ابنها "مصطفى" ويبلغ من العمر ١٠ سنوات وتعتبر نفسها أما لمئات الأطفال الذين قامت بتربيتهم في حضانتها، ويتحدث مصطفى اللغة العربية جيدًا ولديه مدرس خصوصي لتعليم اللغة العربية أسبوعيًا.
تحي "رشا" مؤسس مبادرة "يلا كفالة" انها فشلت في الإنجاب لمدة 20 بعدما لجأت لعمليات أطفال الأنابيب لـ5 مرات طيلة 20 عام، حتى قررت كفالة إحدى الأطفال من دور لرعاية الأطفال اليتامى، إذ استغرق الأمر عاما لكي يجرى الموافقة على الطلب الذي تقدمت به من أجل كفالة يتيم، وأنها استمرت طيلة شهر ونصف الشهر في الجلوس مع الأطفال في دار الأيتام حتى اختارت من بينهم طفلها الجديد "مصطفى"، وأشارت إلى أن حياتها تغيرت كثيرا بعدما تبنت واحدًا من أطفال دار الرعاية وانها حالاها أصبحت أفضل في كل شيء مشيرة الى انه لا المال ولا أي ميزة في الدنيا تعوض شعور الامومة التي تشعر به مع مصطفى.
وتواجه رشا عدة تحديات فالأمر لم يمر مرور الكرام حيث ان ابنها مصطفى الذي قامت بكفالته واجه الكثير من التنمر كونه طفل مكفول وكانت طوال الوقت تحاول التعامل مع هذا الموقف ودعم طفله وتشجعه على أن يكون فخورًا بهويته، وهو الآن ينظم احتجاجات في المدرسة، ويطلب من المتنمرين أن يكونوا اكثر لطفا وطيبة، كما تحتفل بجميع الأعياد المصرية، من الأعياد الدينية إلى الأعياد الوطنية وتشجع ابنها على البقاء في المنزل لجميع المناسبات المصرية والإسلامية، ويحافظون على ثقافتهم من خلال طهي الطعام التقليدي والمشاركة في التجمعات والأنشطة المصرية وأنشطة الجاليات العربية، وعملت على إبعاده عن رياضة كرة القدم الأمريكية لأنها عنيفة، ونجحت في أن تجعله يمارس كرة القدم التقليدية.
ومن ضمن خطوات الاعتزاز بالأصول المصرية وبالثقافة المصرية فهم يتحدثون اللغة العربية في المنزل، ويتناقشون في الثقافة المصرية، ويستمعون إلى الأغاني المصرية، ويسافرون إلى مصر مرتين في السنة، ولديهم العديد من الاهل الأصدقاء هناك كما انها تفتخر بكونها سيدة مصرية بإنجازها ونجاحها في انشاء المبادرة لتشجيع السيدات اللاتي لا تنجبن على كفالة طفل من أجل رعاية مثل هؤلاء الأطفال وبدأت ان توعي الناس بان الامر مسموح به في الإسلام وليس حرام حتى انه تم افتتاح مقر للمؤسسة في مصر وقد افتتحته نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي السابقة ويستهدف تشجيع المجتمع المصري على كفالة الأطفال في المنزل من خلال آليات وزارة التضامن الاجتماعي ودعم الأسر الكافلة وتوفير حياة كريمة ومستقرة للأطفال داخل الرعاية الاسرية كبديل أفضل من الرعاية المؤسسية.
وتلقت المؤسسة الاف طلبات الكفالة من اسر منذ شهر يونيو ٢٠٢٠ وهو أكبر عدد طلبات كفالة تم تقديمه في عام واحد في تاريخ الوزارة، وبذلت وزارة التضامن الاجتماعي جهودا متواصلة لتوفير أقصى قدر من الرعاية للأطفال في الاسر الكافلة، اتساقا مع سياسة الدولة لحقوق الإنسان، وتعهدت بتسهيل كافة الإجراءات لمؤسسة "يلا كفالة" وكافة المؤسسات التي تستهدف تسهيل آليات الكفالة للأسر الكافلة، وأكدت الوزارة ان الدولة بكافة مؤسساتها وسياساتها تنصب على حماية هؤلاء الأطفال، والوزارة معنية بتوفير الرعاية الكاملة للأطفال سواء صحيا أو نفسيا أو اجتماعيا.