اثبت المصريات قوتها ونجاحها على مر التاريخ في جميع المجالات عالميا وافريقيا ومحليا، في أضيق الإمكانيات والظروف استطاعت النساء المصريات الوصول للعالمية قدر العالم انجازاتهم وموهبتهم وعلمهم ومساهماتهم ونجاحاتهم في كل المجالات تحدت نساء مصر العمر والعوائق والعادات والتقاليد وأثبتت نفسها على الرغم من ان الفرصة لم تكن سهلة ولم تكن الإمكانيات متاحة بل احتاجت كل سيدة العزيمة والإرادة والتحدي المعروف عن كل امرأة مصرية سواء ورثته من المصريين القدماء على مر الاف السنين فهم أصحاب اعظم حضارة وتطور في التاريخ، او من النشأة داخل المجتمع المصري حتى لو كانت أصول الأجداد غير مصرية واكتسبن طباع المصريات العظيمة ومن القصص المشرفة لسيدة مصرية رفعت اسمها واسم مصر عالميا في "نورا آرماني" ممثلة ومنتجة مصرية من أصول ارمنية في هوليوود.
نورا من مواليد محافظة الإسكندرية، تلقت تعليمها في المدرسة الأرمنية نوباريان، التحقت بكلية الطب لفترة قصيرة، ولكنها تركتها لتدرس المسرح الذي تهواه في الجامعة الأميركية في القاهرة ومثلت على المسرح المصري مع الفنان محمد صبحى في مسرحية ملك سيام قبل هجرتها من مصر عام ١٩٩٩ الى الولايات المتحدة الامريكية قضت اكثر من حوالي ١٢ عاما في هوليوود، حصلت فيهم على الجنسية الامريكية، قبل ان تستقر بين باريس ولندن، ومن ضمن إنجازاتها تعلمت ٦ لغات، وشاركت في عدة أفلام سينمائية عالمية من اهم الأفلام في هوليوود وشاركت أيضا في مسرحيات في عدد من دول العالم، كما حصلت على عدة جوائز بينها جائزة افضل ممثلة في مهرجان الأفلام في أرمينيا، وشاركت في إنتاج فيلم حيفا الشهير للمخرج رشيد مشهراوي عام ١٩٩٦ والحاصل على عدد من الجوائز السينمائية.
العبقرية في عملها نشأت وولدت في مصر ولكنها لعائلة ارمنية استقرت في مصر قبل عام ١٩١٤ جدها الكبير وصل الى مصر قادما من تركيا بالصدفة، فقد كان يريد السفر الى اميركا مع المهاجرين الارمن الفارين من الاضطهاد العثماني، لكن الباخرة توقفت في مصر واستقرت الاسرة هناك حيث عمل جواهرجيا، وفتح محلا في خان الخليلي، وحصلت الاسرة على الجنسية المصرية بموجب قانون صدر لمنح الجنسية لكل الذين جاءوا الى مصر قبل عام ١٩١٤، ولم تنسى "نورا" مصر بالرغم من وصولها للعالمية وأصبحت بارزه في الدول الكبرى، بل مازالت تزور مصر معترفة بحبها لوطنها وأيضا فضل مصر على عائلتها ودائما تتحدث عن حبها لمدينة الإسكندرية وسعادتها لتكريمها في مهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط.
تقول "آرماني" انها واجهت الكثير من الصعاب في حياتها الشخصية من أجل الوصل إلى هدفها وهو التمثيل في
هوليوود ولم يكن الطريق مفروشا بالورود، ولم تعتبر نفسها هاجرت من مصر، فكانت مرحلة الطفولة بالنسبة لها هي البداية لسفرها الى خارج مصر مع عائلتها، حيث درست في البداية بفرنسا، وكان شغفها وعشقها للتمثيل يراودها منذ الطفولة وقررت أن اتجه إلى أمريكا بعد أن درست في فرنسا وقدمت بعض التجارب البسيطة، ولكن في بداية فترة الألفينيات كانت علامة فارقة في حياتي عادت إلى مصر وقدمت بعض الأعمال مع الفنان محمد صبحي، من خلال مسرحية "ملك سيام"، ومسلسل "الأصدقاء" مع صلاح السعدني وفاروق الفيشاوي، وبدأت فرصة عملها بمصر، وفي 2004 تبدد حلمها بسبب حادث تعرضت له ابنة عمها ممثلة أيضا والحدث أثر كثيرا في نفسيتها، فقررت السفر إلى الخارج مجددا.
وعن ما ينقص السينما المصرية للوصول إلى العالمية ت تؤكد أن مصر لديها الكوادر البشرية التي يمكن من خلالها تقديم أعمال جيدة الصنع، وتنافس بقوة نحو العالمية، ولكن ينقصها فقط أن تترك كل متخصص في مجاله، وأقصد هنا تحديدا المونتير، والذي أراه أكثر الشخصيات تأثيرا في العمل الفني بعد المخرج، لأنه يرى كافة التفاصيل على الشاشة ولديه القدرة على حذف المشاهد التي يراها من وجهه نظره لا تفيد العمل الفني، ولكن ما يحدث في مصر عكس ذلك المتحكم في العمل الفني الأبطال والمخرج فقط، ودور المونتير تنفيذي فقط، وهذا أمر غير صحيح، خاصة أن بعض الأعمال بها مط وتطويل، وأتصور أننا قادرون على تغيير صورة العرب في الخارج.
وأشارت إلى أن الفنانات، فاتن حمامة، سعاد حسني، نادية لطفي، اثرن بها فترى مصر مليئة بالمواهب التي تجعلها هوليوود الشرق ونجمات قادرات على التنوع وأداء جميع الأدوار، كما أن الفيلم المصري لا يقل في أهميته عن الأفلام العالمية، لكنه يحتاج تطوير في المونتاج وعدم الإطالة دون داع، والمنصات الرقمية يجب أن تكون هدفها وجود الموزع المصري الذي يصل بالفيلم المصري " لنتفليكس".