أكدت صحيفة الجارديان البريطانية أنه في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن الانسحاب من خوض السابق الرئاسي بات من المؤكد أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب البالغ من العمر 78 عاما سيواجه مرشحا ديمقراطيا أصغر منه سنا، يمكن أن يقلب المرشح الجمهوري الوضع ضده بشأن مسائل العمر والقدرات الذهنية وهي المسائل التي غالبا ما كان يتجنبها عندما كان جو بايدن خصمه.
وقالت الصحيفة -في مقال أوردته مساء اليوم الاثنين- إن الفجوة العمرية بين ترامب وأي من خصومه الديمقراطيين المحتملين؛ كامالا هاريس "59 عاما" وحاكمة ميشيجان جريتشن ويتمر "52 عاما" وجوش شابيرو حاكم ولاية بنسلفانيا "51 عاما" يمكن أن تجعله محور الاهتمام الوحيد لرغبة الناخبين في تسليم السلطة عبر الأجيال.
وأضافت الصحيفة أنه مع ظهور بايدن العلني المتعثر في كثير من الأحيان ــ لاسيما مناظرته الكارثيةــ والذي أصبح الآن شيئا من الماضي، فمن المرجح أن يكون هناك تركيز جديد ينصب على براعة ترامب العقلية وخطاباته الانتخابية المشوشة والمربكة في كثير من الأحيان.
ولفتت إلى أنه في الشهر الماضي، على سبيل المثال، أخطأ ترامب في تسمية طبيبه. وفي السابق، ارتكب زلات كبيرة المستوى في حملته الانتخابية، بدا فيها أنه يعتقد أن باراك أوباما لا يزال رئيسا، وخلط بين منافسته الجمهورية اللدودة نيكي هالي ونانسي بيلوسي.
وأشارت الجارديان إلى أن خروج بايدن من القائمة يقلب عدة جوانب من حسابات الجمهوريين، بما في ذلك أن ترامب الجاني قد يضطر الآن إلى مناظرة هاريس المدعي العام السابق في سبتمبر – إذا حصلت على الترشيح.
واستشهدت الصحيفة بما نشره المعلق السياسي أنتوني مايكل كريس على منصة "X" للتواصل الاجتماعي بعد فترة وجيزة من إعلان بايدن قائلا: "لا أصدق أن الحزب الجمهوري يرشح رجلا عجوزا لمنصب الرئيس."
وأوضحت الصحيفة أن رد فعل ترامب على محاولة اغتياله الأخيرة – عندما رفع قبضته وقال: "قاتل، قاتل، قاتل!" – كان مليئا بالحيوية وساعد في توحيد حزبه الجمهوري خلفه وبعد تعرضه للموت، تعهد بإدارة حملة "وحدة". غير أن هذا التعهد تلاشى يوم السبت الماضي عندما عاد إلى الاستخفاف ببايدن وهاريس والأجندة الديمقراطية، وظل يطلق تصريحاته الصاخبة المعتادة خلال الحملة الانتخابية، والتي غالبا ما تكون حافلة بنظريات المؤامرة.
وقالت إنه بعد أن أعلن بايدن أنه سيتخلى عن جهود إعادة انتخابه، رد ترامب على إعلان بايدن، قائلا إنه لا يعتقد أن استبدال بايدن بهاريس "سيحدث فرقا كبيرا"، حسبما قال لبلومبرج.
ونقلت الجارديان عن الخبير الاستراتيجي الديمقراطي هانك شينكوبف قوله إن رد ترامب "الأقل لطفا" على تنحي بايدن هو أمر يأمل الديمقراطيون أن يستمر مع ظهور خليفة لبايدن.. فترامب هو الوحيد الذي يستطيع انتزاع الهزيمة من فكي النصر.
وأضاف شينكوبف أن ترامب "دون أن يكون بايدن خصمه، ويطلق عليه لقب "جو النعسان"، فمن الذي سيهاجمه؟ إن الطريقة التي يهاجم بها امرأة مختلفة تماما، ولكن يمكنك أن تقول بالفعل من الطريقة التي هاجم بها بايدن يوم الأحد إنه لا يفكر بوضوح. لقد سيطر انتقاده اللاذع عليه مرة أخرى".
واختتم حديثه قائلا "سيكون الديمقراطيون قادرين على استخدام هاريس كقطعة شطرنج هجومية في ضواحي البلاد، وحق المرأة في الاختيار والحرية الإنجابية، ويحدوهم الأمل في أن يخطئ ترامب من خلال المبالغة في رد الفعل كي يتمكنوا من اتهامه بأنه غير قادر على السيطرة على نفسه بسبب سنه" "وبذلك يتخذ السباق شكلا مختلفا".