قالت مصادر إسرائيلية، مشاركة في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس واتفاق وقف إطلاق النار لصحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، إنه بحسب تقديراتها، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعمد تأخير المحادثات في الدوحة بشأن الحرب في غزة.
وبحسب المصادر فأنه في الأسابيع الأخيرة، قام نتنياهو بتأخير المفاوضات في الدوحة بشكل كبير، مع طرح مطالب جديدة، وهذا بينما تحدث الرئيس الامريكي جو بايدن بشكل إيجابي عن صفقة وشيكة في المؤتمر الصحفي في 11 يوليو من شأنها إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وإنهاء القتال المستمر منذ ما يقرب من 10 أشهر.
ووفقا لدبلوماسي رفيع المستوى من الشرق الأوسط وخبراء مطلعين على المفاوضات، هناك عدة أسباب وراء تباطؤ نتنياهو في المفاوضات، حسبما نشرت صحيفة بوليتيكو.
السبب الأول هو ضرورة التوفيق بين وزيرين من اليمين المتطرف، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، اللذين هددا بحل الحكومة إذا اتخذت خطوات تعتبر تنازلات لصالح حماس.
والسبب الآخر هو اعتقاد نتنياهو بأن حماس قد ضعفت بشكل كبير وأنها في حالة فرار، وذلك بفضل التفجيرات المدمرة في غزة واغتيال كبار المسؤولين في الحركة- ربما بما في ذلك محمد ضيف، قائد الجناح العسكري لحماس.
ومع ذلك، فإن السبب الرئيسي لتكتيك المماطلة الأخير الذي اتبعه نتنياهو، والذي حظي بأقل قدر من الاهتمام، ينبع، وفقا لمصادربوليتيكو، من تقييم مفاده أن الانتخابات الأمريكية تتحول بسرعة لصالح دونالد ترامب مع مرور ثلاثة أشهر فقط على الانتخابات الرئاسية الأمريكية بعيداً، من المحتمل أن يعتقد نتنياهو أنه يستطيع الهروب من الضغوط التي يتعرض لها من الرئيس الحالي بايدن في مطالبته بوقف الحرب، بحسب التقديرات.
ومن المحتمل أن يقدر نتنياهو أنه إذا تم انتخاب ترامب، فسوف يتعامل بشكل أسهل مع إسرائيل ويتصرف بقسوة أكبر تجاه إيران وجماعاتها، وخاصة حزب الله في الجبهة اللبنانية.
وفي عام 2020، وصف نتنياهو ترامب بأنه "أفضل صديق لإسرائيل على الإطلاق في البيت الأبيض".
وقال دبلوماسي كبير من إحدى دول الشرق الأوسط، وهو على اتصال وثيق بالمسؤولين الذين يديرون المفاوضات، لصحيفة بوليتيكو: "في تقديرنا، يحاول نتنياهو كسب الوقت حتى الانتخابات في نوفمبر".
وذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية الأسبوع الماضي أن تقييماً استخباراتياً منفصلاً تم تسليمه إلى مسؤولين مصريين رفيعي المستوى خلص أيضاً إلى أن محادثات الدوحة قد لا تتقدم حتى نوفمبر بسبب اعتقاد نتنياهو أنه سيكون لديه مجال أكبر للمناورة في ظل رئاسة ترامب.
لقاء نتنياهو مع ترامب في واشنطن
في غضون ذلك، غادر نتنياهو، صباح اليوم على متن طائرة إلى واشنطن، بعد تأجيل رحلته من أمس - بسبب تأجيل اجتماعه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الثلاثاء. الذي أعلن الليلة الماضية انسحابه من السباق الانتخابي .
وفي إسرائيل يواصلون العمل على اللقاء المقرر بين الاثنين، رغم أنه لا تزال هناك فرصة لإلغائه وينوي بايدن لقاء نتنياهو – لكن ليس من الواضح متى، بسبب إصابته بكورونا.
في السياق ذاته، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إن مساعدو نتنياهو لا زالوا يحاولون ترتيب لقاء مع الرئيس السابق دونالد ترامب، وقد أرسلوا رسالة إلى مكتبه مفادها أن نتنياهو يرغب في اللقاء، على أمل أن يتم ذلك في الموعد المحدد.
ووفقا للصحيفة قدرت مصادر قريبة من نتنياهو بحذر أن يتم عقد لقاء مع ترامب في نهاية المطاف، لكن لا يوجد حتى الآن يقين بشأن ذلك، كما أنه ليس من الواضح مكان عقد اللقاء، نظرا لأنه من المقرر أن يبقى نتنياهو طوال الأسبوع في واشنطن.
وبحسب الصحيفة يمكن التقدير أنه إذا تم عقد اجتماع فلن يكون في واشنطن. وليس من المستحيل أن نرى نتنياهو يسافر إلى نيويورك أو فلوريدا للقاء ترامب.
وقالت الصحيفة: هناك احتمال أن يبقى نتنياهو في الولايات المتحدة في نهاية هذا الأسبوع أيضا. ومن قبيل الصدفة، أو ليس من قبيل الصدفة، أن يحتفل ابنه يائير بعيد ميلاده يوم الجمعة".
وإلى جانب هذه الاجتماعات، من المتوقع أيضًا أن يلتقي نتنياهو بنائبة الرئيس كامالا هاريس، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن. وسيلتقي أيضًا بأعضاء الكونجرس وسيجري عدة مقابلات مع وسائل الإعلام الأمريكية.