تشهد العلاقات المصرية الصومالية انتعاشة كبيرة في ظل إرادة سياسية قوية بتعزيز التعاون على كل المستويات سواء السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية وغيرها من المجالات، وهو ما أوجد مزيدا من التقارب بين البلدين الشقيقين.
اتفاقية الدفاع المشترك
وجاء نتاج هذا التقارب العديد من الاحداث خلال الايام الماضية وأبرزها اتفاقية الدفاع المشترك حيث وافق مجلس الوزراء الصومالي، على اتفاقية دفاع مشترك مع مصر، خلال اجتماع طارئ عقده مؤخرا وهو ما يبرز التقارب الصومالي المصري في هذه المرحلة الهامة من تاريخ الصومال .
خط طيران وبنك مصر
كذلك فقد جاء تدشين مصر للطيران خط طيران مباشر الأسبوع الماضي تتويجا لجهود كبيرة تسعى الى تعزيز التعاون والتنسيق بين دول القارة الافريقية، فكانت اول زيارة خارجية لوزيري الخارجية والطيران الى الصومال وجيبوتي لتدشين خط مصر للطيران بحضور وزاري رفيع المستوى .
فيما يجري العمل على قدم وساق لافتتاح فرع بنك مصر في مقديشيو نهاية العام الجاري.
تعاون مستقبلي
من جانبه اشاد السفير علي عبدي اواري سفير الصومال بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية في تصريحات ل"البوابة نيوز " بمستوى العلاقات المصرية الصومالية ، مؤكدا ان هذه الخطوات ستساهم بشكل كبير في تعزيز التعاون والتنسيق بين مصر والصومال خلال المرحلة المقبلة ، مؤكدا في الوقت ذاته على خصوصية العلاقات المصرية الصومالية باعتبارها علاقات تاريخيّة راسخة.
وقال ان الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من التعاون بين مصر والصومال للبناء على ما تم إنجازه وتوطيد افق التعاون في هذا الصدد ، لافتا الى انه سيتم افتتاح فرع لبنك مصرفي مقديشيو بنهاية العام الجاري.
جهود كبيرة
واضاف سفير الصومال أن هذه الانجازات تأتي تتويجا لجهود كبيرة من الجانبينالصومالي والمصري، كما يعكس حرص القيادتين المصرية والصومالية على الدفعبالعلاقات المصرية الصومالية إلى آفاق ارحب للتعاون في كافة المجالات .
علاقات تاريخية
وتعد العلاقات بين مصر والصومال علاقات تاريخية بدأت منذ عهد الفراعنة، وتحديدًاعندما قامت الملكة حتشبسوت، خامس فراعنة الأسرة الثامنة عشرة، بإرسال البعثاتالتجارية إلى "بلاد بونت"، الصومال حاليًا، لجلب منتجات تلك المنطقة، خاصة البخور،وفي العصر الحديث كانت مصر أول الدول التي اعترفت باستقلال الصومال عام 1960،ولا يزال يُذكر بكل تقدير اسم الشهيد المصري "كمال الدين صلاح"، مندوب الأممالمتحدة لدي الصومال الذي دفع حياته عام 1957 ثمنًا لجهوده من أجل حصولالصومال على استقلاله والحفاظ على وحدته.
وتتسم العلاقات بين مصر والصومال بالقوة والمتانة، على مر التاريخ، وشهدتالعلاقات بين البلدين تطورا كبيراً فى السنوات الأخيرة مدعومة بإرادة سياسية قويةوسعى جاد لوضع خطط مستقبلية مشتركة فى العديد من المجالات.
كما تتميز العلاقات المصرية الصومالية بتعدد الروافد في إطار من المصالح المشتركةوالأمن المتبادل، لتشمل جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعيةـ خاصةالتعليمية والصحية والثقافية، والمجال العسكري والامني أيضًا.