من وقت لآخر، يعاود تنظيم داعش الإرهابي الظهور مجددا في مناطق حول العالم، الأمر الذي يصنع الصدى المطلوب لبقاء تأثير وخطر التنظيم الإرهابي الذي أُزيح عن السيطرة الجغرافية في العراق وسوريا عام 2019، لكنه يصر على التمدد في مناطق أخرى مثل أفريقيا ويعلن عن تأثيره بعمليات نوعية خطرة تقوم بها خلاياه حول العالم، مثلما حدث في هجوم مسقط.
ووفقا لبيانات أمنية، فإن منفذي هجوم مسقط هم أشقاء ثلاثة، يعملون في وظائف مرموقة، لكنهم وقعوا تحت تأثير الأفكار الضالة، حيث قاموا بمبايعة تنظيم داعش الإرهابي.
وأبدى الدكتور جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب بألمانيا، اندهاشه من ظهور داعش في مسقط، لأنها حالة غير متوقعة، خاصة أن مسقط معروفة بأنها آمنة ومستقرة.
وأضاف «جاسم» في تصريحات لـ«البوابة نيوز»، أن ظهور داعش يصاحبه توترات جيوسياسية بالمنطقة خاصة عندما نتحدث عن توسع رقعة الحرب بالبحر الأحمر والخليج العربي وباب المندب والحوثيين مع إسرائيل، وجبهة لبنان، فضلا عما يحدث في العراق وسوريا، لذا فهذا التنظيم يفضل استخدام التوترات السياسية ليطل برأسه، فعندما تكون هناك تطورات سياسية فهو يستغلها ليحول الأضواء ناحيته.
وأكد في الوقت نفسه على أن ظهور داعش من جديد أصبح سياقا تقليديا، خاصة أنه يريد الظهور على الساحة الجهادية لتأكيد حضوره فيها، ومن المؤكد أن التنظيم لا يزال موجودًا بوصفه تنظيما غير مركزي، وبوصفه أيديولوجية متطرفة باقية، لهذا فإن الحديث باستمرار عن القضاء على إرهاب داعش أجده غير حقيقي، لأن هذه التنظيمات بصراحة موجودة بصورة أو بأخرى على أرض الواقع.
اتجاهات العمليات الإرهابية
يبدو أن التنظيم وحسب عملياته الأخيرة التي نفذها خارج العراق وسوريا، ويركز على الهجمات ذات اللون الطائفي خاصة في البلاد ذات الأغلبية المسلمة، وهو ما جرى مؤخرا بمنطقة الوادي الكبير قرب العاصمة العمانية مسقط، حيث استهدف مسجدا للشيعة، ثم تبنى الهجوم واعتبره هجوما في ضوء حربه على الشيعة، وروج للهجوم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وقبله نفذ التنظيم هجمات في أفغانستان وباكستان وإيران.
وعانت باكستان من هجمات متكررة من تنظيم داعش –خراسان، وتعتقد باكستان أنه منذ سيطرة حركة طالبان على الحكم في أفغانستان فإنها تعمل على تسهيل الهجمات داخل بلادها، وهو ما ترفضه وتنفيه الحركة، وفي السياق وخوفا من الهجمات الإرهابية عقدت مع الولايات المتحدة الأمريكية، في مايو الماضي، محادثات بشأن معالجة التحديات الأكثر إلحاحاً للأمن الإقليمي والأمن العالمي، وتكثيف التعاون بينهما في الحرب ضد المنظمات الإرهابية مثل حركة طالبان باكستان، والفرع الإقليمي المعروف باسم داعش خراسان.
ونقلًا عن تقرير لصحيفة الشرق الأوسط، فإن كبار المسئولين الأمريكيين والباكستانيين شددوا على أهمية توسيع التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وبناء القدرات، بما في ذلك تبادل الخبرات الفنية وأفضل الممارسات، والمساعدة في التحقيق والملاحقة القضائية، وتوفير البنية التحتية لأمن الحدود والتدريب.
الأنشطة الرياضية والترفيهية
أما هجماته على روسيا أو الغرب، فإنه يركز على الأنشطة السياحية والترفيهية، وكان هجومه الأخير في روسيا على قاعة كروكوس للحفلات الموسيقية بالقرب من موسكو، وبعد تبني التنظيم لهجوم في روسيا ويأتي في ضوء مواجهة أعداء الإسلام، فإن دول مثل أمريكا وفرنسا أعلنتا أن الجهات الأمنية تحذر من هجوم مماثل، ورفعت فرنسا درجة التأهب والاستعداد للقصوى خاصة وأنها تستعد لانطلاق دورة الألعاب الأوليمبية 2024 والمقررة في الفترة ما بين 26 يوليو- 11 أغسطس.
لم تكتف فرنسا باتخاذ التدابير اللازمة لموجهة التهديدات الإرهابية فقط، بل أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية عن استقبال قوات أمنية من عدة دول أجنبية للمساعدة في تأمين دورة الألعاب الأوليمبية. ووجهت الحكومة الفرنسية، في وقت سابق، حملات توعية للجمهور حول كيفية التعامل مع التهديدات والتبليغ عن أي نشاط مشبوه. وعملت على تدريب قوات الأمن والشرطة على كيفية التصرف في حالات الطوارئ والتهديدات الإرهابية.