تواجه الزراعة في مصر تحديات متزايدة بسبب التغيرات المناخية، وكان تأثير الموجة الحارة الأخيرة التي ضربت البلاد أحد أبرز الأمثلة على ذلك حيث كشف مركز معلومات تغير المناخ والنظم الخبيرة بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، عن تأثير الموجة الحارة التي ضربت البلاد خلال الأيام الماضية على المحاصيل الزراعية القائمة.
وأوضح المركز، أن الصيف الحالي قياسي والتراكيب المحصولية جميعها تأثرت بالحرارة المرتفعة، ولوحظ أن أكثر المحاصيل تأثرت بشكل كبير، ومن بين المحاصيل الأكثر تأثرا الذرة التي تعاني من ظهور بعض الأمراض المستجدة مثل عفن الساق البكتيري وغيره بالإضافة إلى زيادة في الكيزان الفارغة من الحبوب نتيجة فشل الاخصاب .
ضعف عام في النمو وزيادة حدة اصفرار الأوراق السفلي
وبحسب المركز، فإن الأرز يعاني من ضعف عام في النمو وزيادة حدة اصفرار الأوراق السفلي واحتراق الحواف، كذلك فالأجواء مهيأة للإصابة باللفحة وثاقبة الساق (دودة القصب الصغرى)، أما القطن فيعاني من ضعف في النمو والتفاف في الأوراق أو هياج في العرش وتأخير في التزهير وتوزيع غير منتظم في خروج اللوز (الوسواس).
وأشار إلى أنه فيما يتعلق بالصويا، فإنه تلاحظ زيادة واضحة في موضوع اصفرار الأوراق وضعف النمو بصفة عامة أما البطاطس الصيفية فتلاحظ أن الدرنات المخزنة أسفل قش الأرز فقد حدث لها تدهورًا سريعًا وزيادة في نسبة التالف والفاقد.
زيادة معدلات التنفيل
وأكد أن الطماطم المنزرعة في يونيو ويوليو، تأثرت ونموها أصبح غير طبيعي متقزم وبلا تزهير أو عقد وزيادة موضوع «الكبسنة»، أما الفلفل فقد حدث زيادة واضحة في تشوه القمم النامية في النبات وتأخير التزهير وزيادة معدلات التنفيل، أما المانجو والزيتون والموالح تأخر معدل تحجيمها، أما العنب البناتي المنزرع وسط الدلتا «الغربية والدقهلية»، فقد عانى من تأخر تزهيره ولوحظ عليه الضعف الكبير في حجم العناقيد.
وأكد أنه تلاحظ ضراوة وزيادة تعداد الحشرات وخاصة الثاقبة الماصة (المنّ– التربس– الجاسيد– الذبابة البيضاء– الحشرات القشرية– البق الدقيقية)، إلى جانب ودودة الحشد وذبابة الفاكهة وحفار ساق الزيتون وذبابة المقات غير الأمراض البكتيرية.
الجفاف
يقول الدكتور خليل المالكي الخبير الزراعي، إن درجة درجات الحرارة المرتفعة أو المنخفضة تؤثر بشكل كبير وواضح على نمو المحاصيل مما يؤثر بالسلب علي جودة المحاصيل وزيادتها موضحًا أن ارتفاع درجات الحرارة قد يؤدي إلى تبخر المياه من التربة، مما يسبب الجفاف ويؤثر على قدرة النبات على امتصاص الماء أما درجات الحرارة المنخفضة، فقد تؤدي إلى تجمد النباتات وتلف الأنسجة النباتية.
وأضاف المالكي، أن الفترة الاخيرة شهدت ارتفاع كبير في الرطوبة مما أثر في الهواء خاصة على عملية التمثيل الضوئي والتنفس في النباتات مؤكدًا أن الرطوبة العالية قد تشجع على نمو الفطريات والأمراض النباتية، بينما الرطوبة المنخفضة قد تؤدي إلى فقدان النبات للمياه بسرعة عبر عملية التبخر.
نظم الري الحديثة
وفي نفس السياق يقول الدكتور طارق محمود استاذ بمركز البحوث الزراعية، من المهم للمزارعين فهم هذه العوامل والتكيف معها من خلال استخدام تقنيات الزراعة الحديثة مثل البيوت المحمية، نظم الري الحديثة، وإدارة التربة بشكل جيد لتحسين الإنتاجية ومقاومة تأثيرات الطقس السلبية، لأن تجنب تلك العوامل يعمل علي الحفاظ علي المحاصيل الزراعية وزيادة انتاجها.
وأضاف محمود، أظهرت الدراسات التي أجرتها وحدة بحوث الأرصاد الجوية الزراعية والتغير في المناخ التابعة لمعهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة بمركز البحوث الزراعية أن التغيرات المناخية لها تأثير سلبي على الإنتاجية الزراعية في مصر لذلك هناك عدة نصائح لتفادي تلك التغييرات من بينها تحسين نظم الري حيث يمكن أن تساعد تقنيات الري الحديثة والممارسات الزراعية المستدامة في إدارة استخدام المياه بكفاءة أكبر، الي جانب اختيار أصناف مقاومة للجفاف وتطوير واستخدام أصناف نباتية تتحمل الجفاف والحرارة العالية.