رصدت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية تهديدات باحتمالية توسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية أوسع نطاقا، وذلك في ضوء الهجمات المتبادلة الأخيرة بين جماعة الحوثي في اليمن وإسرائيل إلى جانب هجمات جماعات أخرى في العراق وسوريا ولبنان.
وذكرت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته، اليوم الأحد أن أبرز جبهات الصراع المتوسعة تقع بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، حيث أجبرت الهجمات المتبادلة عشرات الآلاف من المدنيين في كلا البلدين على الفرار من منطقة الحدود.
وقالت الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي شن لأول مرة غارة جوية مباشرة ضد الحوثيين في اليمن، بعد يوم من شن الجماعة المسلحة هجومًا بطائرة مسيرة في تل أبيب أدى إلى مقتل شخص واحد.
ونقلت عن مسؤول حوثي قوله إن إسرائيل تزعم بأن مقاتلاتها من طراز "إف-16" استهدفت عدة مواقع في مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها الحوثيون، مما أدى إلى إشعال خزانات الوقود وإلحاق أضرار بمحطة توليد الكهرباء في المدينة، فيما أكدت السلطات الصحية مقتل وإصابة عدة أشخاص يٌقدرون بأكثر من 80 شخصًا. ولم يرد الجيش الإسرائيلي على طلب للتعليق بشأن الضحايا.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه أسقط صاروخًا أرض-أرض أطلق من اليمن في وقت سابق من اليوم باستخدام نظام الدفاع الجوي المتقدم "آرو 3". وأعلن الحوثيون في وقت لاحق مسؤوليتهم عن إطلاق صواريخ باليستية باتجاه إسرائيل اليوم.
وأفادت إسرائيل بأنها تصرفت أمس انتقامًا لمئات الهجمات الحوثية ضد البلاد منذ أكتوبر، بما في ذلك الهجوم الذي وقع في قلب العاصمة التجارية لإسرائيل يوم الجمعة، مع العلم بأن هجوم الطائرة المسيرة هو المرة الأولى التي تنجح فيها ميليشيا الحوثي في ضرب تل أبيب بعد تسعة أشهر من الحرب المستمرة التي تخوضها إسرائيل ضد حماس في غزة والتي يقول الحوثيون إنهم يحتجون عليها، وقد اعترضت منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية معظم الهجمات الحوثية.
ونسبت الصحيفة الأمريكية إلى مسؤولين دفاعيين إسرائيليين وأمريكيين، قولهم إنه تم إبلاغ الولايات المتحدة قبل العملية. وتحدث وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مرتين مع نظيره الإسرائيلي بشأن الهجمات الأخيرة منذ يوم الجمعة.
وفي السياق نفسه، قال مسؤول عسكري إسرائيلي إن الغارات الجوية ركزت على استهداف "منشآت ذات استخدام مزدوج" داخل الميناء، والتي وصفها بأنها "طريق الإمداد الرئيسي لنقل الأسلحة الإيرانية إلى اليمن". وتنفي طهران تسليح الحوثيين.
ورد المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام بالقول إن الجيش الإسرائيلي استهدف منشآت مدنية، بما في ذلك خزانات النفط ومحطة توليد الكهرباء.
وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن الحوثيين يستخدمون الحديدة كقاعدة رئيسية لشن هجمات صاروخية وطائرات مسيرة على سفن الشحن التجاري في البحر الأحمر. ولكنها أيضًا تستضيف منشآت مدنية، بما في ذلك صوامع الحبوب التي تعتبر حيوية للسكان اليمنيين الذين يعانون من سوء التغذية.
وتعهد الحوثيون بالرد على ضربات إسرائيل على الحديدة. وقال هشام العُميسي، محلل يمني في معهد السلام الأوروبي، وهو مؤسسة بحثية مقرها بروكسل: "هذه الضربات هي الأولى وتمثل تصعيدًا كبيرًا".
وقد هاجم الحوثيون الشحن الدولي قرب المياه اليمنية وأطلقوا العديد من الطائرات المسيرة والصواريخ ضد إسرائيل دعمًا لمقاتلي حماس في صراعهم ضد إسرائيل، كما هاجمت جماعات أخرى في العراق وسوريا ولبنان إسرائيل فيما يهدد بالتوسع إلى حرب إقليمية أوسع نطاقا.