أكّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع أن "مجد لبنان" حققه البطريرك مار بشاره الراعي بطريرك المارونيين في لبنان وأسلافه، ولم يُعطَ لهم من أحد".
وشدد جعجع على أن "محور الممانعة، وعن سابق تصوّر وتصميم، يعطل الانتخابات الرئاسية لسببين: الأول هو عدم قدرته على تأمين أغلبية لمرشحه، والثاني هو انتظار مجريات الأحداث في المنطقة لمعرفة كيفية التصرف في الداخل، باعتبار أن لبنان يأتي في المرتبة 17 في سلم أولوياتهم، فكل ما يحدث في المنطقة هو الأهم بالنسبة لهم، ولبنان يأتي بعد ذلك".
وفي كلمة له خلال العشاء الذي أقامه رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري ايلي مخلوف في دارته في بقاعكفرا على شرف البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لمناسبة عيد القديس شربل، أوضح جعجع أننا "أبناء هذا الوادي، ولسنا أبناءه بالقداسة والروحانيات فحسب، بل أيضاً في المواجهة"، لافتاً إلى أن "هدفنا ليس انتصار طرف على آخر، بل انتصار الحق. لذا لا نقبل بأي شكل من الأشكال أن يُنتزع حقنا أو يُهدَر، ونرفض أن يستولي أي طرف على حقوق الآخرين".
وأضاف: "نحن لا نريد الإنتصار على أحد ولكن في الوقت ذاته لن نقبل أن يستعمل أي طرف سلاحاً غير شرعي موجوداً معه، معتقداً أنه بهذا السلاح يمكن أن يطغى علينا أو أن يجبرنا على اتخاذ مواقف لا نريد اتخاذها، لا، فهذه الأيام قد ولّت إلى غير عودة".
وفي مستهل كلمته، تناول جعجع مسألة التهجمات التي شهدناها خلال الأسابيع الأخيرة على البطريرك الراعي. معتبرا انه "في الواقع، عبارة "مجد لبنان أعطي له" غير دقيقة. العديد من الناس يرددون هذه العبارة، ولكن الحقيقة هي أن مجد لبنان لم يُعطَ له، بل هو من صنع مجد لبنان نتيجة عمل سلسلة البطاركة وجهودهم ونضالهم على مر العصور، ولو لم يسهموا في صنع هذا المجد، لما كان لأحد أن يمنحهم شيئاً، باعتبار أن الله وحده هو من يعطي، وبالتالي فإن التعبير "مجد لبنان أعطي له" لا يعبر بدقة عن الواقع، بل إن مجد لبنان هو ثمرة عمل البطاركة المتعاقبين على هذا الكرسي".
من جهة أخرى، تطرّق جعجع إلى الوضع الراهن في الجنوب اللبناني، مستعرضاً تساؤلاته حول مسار الأوضاع العامة وما سيؤول إليه المستقبل. وقال: "منذ 8 أشهر حتى يومنا هذا، نسمع نظريات جمّة، نظريات من هنا وهناك، أي من المقاومة إلى الشيطان الأكبر والشيطان الأصغر وصولاً إلى مختلف أنواع النظريات الممكنة"، مشدداً على أهمية التركيز على الدفوع الشكلية في مناقشة النظريات المطروحة، وقال: "قبل الدخول في مناقشة هذه النظريات كلّها، أنتم تعلمون أنه في أي دعوى ترفع أمام أي محكمة من الممكن لأي محامٍ أن يبطلها في البداية قبل التطرّق إلى أساس الدعوى عبر ما يسمى بالدفوع الشكليّة، فعلى سبيل المثال إذا أقيمت دعوى واضحة موضوعها قيام فرد معيّن، لا سمح الله، بقتل فرد آخر، بشكل واضح وأمام أعين الجميع وامسكت به الشرطة القضائيّة وصوّروه وهو يرتكب جرمه واعترف به خلال التحقيق وإلى ما هنالك، وانبرى شخص ما، ليس صاحب مصلحة، وادعى على القاتل، يمكن لمحامي الجاني إبطال الدعوى بالشكل باعتبار أن المدعي لا يحق له الإدعاء لأنه ليس صاحب مصلحة في الدعوى. لذلك وانطلاقاً من هنا أود أن أتوجّه إلى جماعة "المقاومة" بالشكل، فقط بالشكل، لأسألهم: من أعطاكم الصلاحيّة أو كلّفكم بأن تشنوا حرباً نيابةً عن الشعب اللبناني برمته!؟ لم يكلّفكم أحد".