أثار قرار كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إرسال نائبه إلى إيران لحضور حفل تنصيب الرئيس المنتخب للبلاد غضب المشرعين الأوروبيين.
وشهدت الأعوام القليلة الماضية خلافات بين إيران والاتحاد الأوروبي حول عدد من القضايا، أبرزها البرنامج النووي الإيراني وسجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان.
وفي الأشهر الأخيرة، تدهورت العلاقة بسبب المداولات الأوروبية الجارية حول إمكانية إضافة الحرس الثوري الإيراني إلى قائمة الاتحاد الأوروبي للإرهاب.
وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي لصحيفة وول ستريت جورنال أمس الجمعة إن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل لن يحضر الحفل لأن العلاقات مع إيران في أدنى مستوياتها على الإطلاق، وبدلا من ذلك، سيسافر نائب بوريل، إنريكي مورا، إلى طهران.
وهذه ليست المرة الأولى التي يرسل فيها بوريل نائبه إلى إيران، لكن العديد من منتقدي سياسة الاتحاد الأوروبي بشأن إيران يرون أن "التخفيض" غير كافٍ ويريدون رؤية رسالة رفض أقوى يتم إرسالها إلى إيران.
وقالت العضوة الألمانية في البرلمان الأوروبي، هانا نيومان، على موقع إكس: "نحن مستعدون تمامًا للتغيير على أعلى المستويات وبعض المستويات الأدنى"، في إشارة واضحة إلى اقتراب جوزيب بوريل من نهاية فترة ولايته كمنسق للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي.
وأعاد عضو آخر في البرلمان الأوروبي، بارت جروثويس، نشر تقرير صحيفة وول ستريت جورنال حول رحلة مورا المرتقبة إلى إيران، واصفا القرار بأنه "غير مقبول".
ومن المقرر أن يقام الحفل المكون من جزأين يومي 28 و 30 يوليو. وسيسعى الرئيس المنتخب أولاً إلى الحصول على ختم الموافقة الرسمية من المرشد الأعلى قبل أداء اليمين الدستورية في البرلمان.
وتميل وسائل الإعلام الرسمية والمسؤولون الإيرانيون إلى التأكيد على حضور وفود أجنبية في مثل هذه الاحتفالات لمواجهة الحجة القائلة بأن البلاد معزولة.
وفي حملته الانتخابية الشهر الماضي، وعد بيزشكيان بتحسين العلاقات الدبلوماسية الخارجية مع إيران وحتى محاولة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 الذي انهار عندما انسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منه من جانب واحد في عام 2018.
ومن المعروف على نطاق واسع أن السياسة الخارجية والدفاعية لإيران يتم تحديدها خارج مكتب الرئيس.
ومع ذلك، يبدو أن بعض مسؤولي الاتحاد الأوروبي يأملون في أن يترك بيزشكيان بصمته ويخفف من موقف إيران العدواني، خاصة فيما يتعلق بأنشطتها النووية وتصرفات وكلائها الإقليميين.
وفي تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال يوم الجمعة، قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي إن الرئيس الإيراني القادم يبدو "معقولًا للغاية"، مضيفًا أن تنصيب رئيس "إصلاحي" يعد حدثًا مهمًا. وقد ألزم الرئيس الإيراني المنتخب إدارته بمتابعة الخطط الاستراتيجية التي وضعها المرشد الأعلى علي خامنئي، والتي شهدت في السنوات الأخيرة اقتراب إيران من روسيا والصين.
وقال بيزشكيان الأسبوع الماضي في رسالة مفتوحة باللغة الإنجليزية بعنوان "رسالة إلى العالم الجديد" إن بكين وموسكو "وقفتا إلى جانبنا باستمرار خلال الأوقات الصعبة".